بيروت، وكالات: إعتبر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية إيفان لويس أنه quot;توجد فرص حقيقية للسلام بقيادة الرئيس الأميركي باراك أوباماquot;، معتبراً أن quot;التطبيع مع إسرائيل سيكون نتيجة حل شامل للقضايا العالقة معها، سواء في فلسطين أم سوريا أم لبنانquot;. لويس وفي تصريحات صحافية قال: quot;ينبغي على لبنان أن يكون طرفاً أساسياً في أي عملية تفاوض نظراً إلى كون قضية اللاجئين الفلسطينيين على أراضيهquot;، نافياً أن quot;تعمد بريطانيا الى تطوير علاقاتها بـquot;حزب اللهquot;، وأنها ستبقى مقتصرة على الحوار مع ممثلين سياسيين له فحسبquot;.

وأضاف: quot;نحن نؤمن بأن هذا التواصل المحدود هو مهم، لأن quot;حزب اللهquot; هو مكوّن مهم من الحياة السياسية في لبنان، لذا طلبنا من سفارتنا هنا أن تقيم حواراً محدوداً مع الممثلين السياسيين للحزب فحسب لمعرفة نياته، ولحثه على حصر نشاطه في الجانب السياسي واحترام التزامه بالقرار 1701quot;. وعن تصريحه بأن سلاح quot;حزب اللهquot; يتزايد، قال لويس إنّ quot;الدليل على تزايد التسلح يأتي من كلام مسؤولي quot;حزب اللهquot; الذين يقولون بأن الحزب أعاد تسلحه بعد العام 2006quot;، وتابع: quot;لقد وقع حادث أخيراً استدعى تحقيقات تقوم بها قوات الأمم المتحدة، وسنرى إلى ماذا ستؤولquot;. وجدد لويس القول إن بلاده تريد من quot;حزب اللهquot; أن quot;يحصر نشاطه بالناحية السياسيّة، وأن يمتنع عن استخدام السلاحquot;.

وأشار لويس في حديث لصحيفة السفير إلى أن موضوع سلاح quot;حزب اللهquot; أثير أيضاً مع السوريين، وأردف: quot;جاء جوابهم بأن quot;حزب اللهquot; هو حركة مقاومة وأن أية حركة مقاومة لديها الحق في استخدام القوّةquot;، وأضاف: quot;نحن لا نوافق على هذا القول، لأن ما نريده هو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وسلاح الحزب لا يخدم هذا الهدفquot;. وأكد لويس أنه أثار خلال زيارته إلى سوريا علاقة سوريا بلبنان، وأضاف: quot;عبّرنا عن أهمية الخطوة الإيجابية التي قامت بها سوريا بعدم تدخّلها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وشجّعنا سوريا على استخدام تأثيرها بطريقة إيجابية، كأن تمنع أي تسلل من أراضيها إلى داخل العراق، وحثّيناها على الامتناع عن مساعدة أو دعم quot;حزب اللهquot; في أي نشاط عسكري، كالتسلّح مثلاً، وأن تلعب دوراً إيجابياً في عملية السلام التي يحاول الرئيس باراك أوباما تفعيلها، وإعطائها دفعاًquot;.

وأعلن لويس أنه تمنّى على سوريا أن quot;تستخدم نفوذها لدى إيران بطريقة إيجابية، خصوصاً أن الرئيس أوباما قام بخطوات متقدّمة في شأن إرادة التحاور مع إيرانquot;، لافتاً إلى أن quot;المجتمع الدولي لا يزال قلقاً جداً من رغبة إيران في تطوير برنامجها النووي، ويمكن للسوريين أن يلعبوا دوراً في إقناع إيران بالتحاور بإيجابية في هذا الموضوعquot;.

لويس وفي رده على سؤال ذكر بأنه قال إن quot;إسرائيل يجب أن تحترم القرار 1701، بدءاً بوقف تحليق طائراتها فوق الأجواء اللبنانية، وبتجميد بناء المستوطنات فوراً، كما طلب الرئيس أوباماquot;، وأكمل: quot;ولكي يحصل سلام مع سوريا على إسرائيل أن تعيد مرتفعات الجولان، وفي المقابل على سوريا أن تطبّع علاقاتها مع دولة إسرائيلquot;. وفي هذا السياق رأى لويس أنه quot;من الجيد أن تطلب شعوب هذه المنطقة عدلاً في مقاربة قضاياها، لكن من المفيد أيضاً أن يبدأ كل طرف في النظر الى مسؤولياته، وبالتالي نحن وجهنا رسائل قوية للإسرائيليين عن مسؤوليتهم تجاه عملية السلام، بحيث لن تكون ممكنة من دون بناء دولتين، وحل مشكلة المستوطنات واللاجئين والحدود والقدس، وحل مسألة الجولان، وإعادة الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلةquot;.

وعن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين، لفت لويس إلى أن هذه القضية، quot;في صلب أي اتفاق سلام، وهو جزء من سياسة الرئيس أوباما، وسنعمل بجهد مع الأميركيين والأوروبيين من أجل تسهيل خطة سلام شامل تتضمن حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين، ومن دون ذلك لن يكون سلامquot;، مشدداً على أن quot;مسألة اللاجئين في لبنان مسألة رئيسية توجب أن يكون لبنان حاضراً في أية عملية تفاوض، ولن يكون غياب لبنان مفيداً إذا طرحت مسائل مثل التوطينquot;، معرباً عن أمله في أن يلعب لبنان دوراً فاعلاً في أي عملية سلام مقبلةquot;.

وود: سياسة الولايات المتحدة تجاه quot;حزب اللهquot; لم تتغيّر

بدوره أعلن الناطق بإسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أن quot;سياسة الولايات المتحدة إزاء quot;حزب اللهquot; لم تتغيرquot;، مضيفاً أن quot;السياسة الأميركية إزاء quot;حزب اللهquot; هي ذاتها، إنّه منظمة إرهابية ونحن لا نفرّق بين جناح سياسي وآخر مسلحquot;. وتابع وود: quot;قد يكون أشخاص في quot;حزب اللهquot; معتدلين، لكن ذلك لا يعني أن quot;حزب اللهquot; يغيّر قيادتهquot;.

وتعليقًا على ما قاله مستشار اوباما المكلّف مكافحة الإرهاب جون برينن وعن أمله في تطور quot;حزب اللهquot; وأنّه quot;بدأ كمنظمة ارهابيةquot; لكنّه quot;تطور من حينهاquot;، اعتبرت الخارجية الاميركية أن برينن quot;أدلى بملاحظة ليس إلاquot;.

تخوف من نقل سوريا اسلحة لحزب الله

في سياق قريب نقلت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، ايحاءه بأن quot;التزايد في حدة التوتر القائم بين إسرائيل وحزب الله، ناتج من زيادة في الخشية الإسرائيلية من إقدام سوريا على نقل سلاح قادر على تغيير ميزان القوى القائم، في حال اندلاع مواجهات جديدة مع حزب اللهquot;، مشيراً إلى أن quot;الفرضية القائمة في إسرائيل تفيد بأن كل ما تملكه إيران أو سوريا، يملكه حزب الله، فأيّ شاحنة تحمل منصّات وصواريخ يمكن أن تعبر الحدود من دمشق إلى البقاع اللبناني، حيث معقل حزب الله، خلال بضع ساعاتquot;.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين دون الكشف عن هويتهم، أن quot;تصريحات وزير الدفاع إيهود باراك تأتي في أعقاب مخاوف من أن إيران وسوريا تدرسان إمكان نقل وسائل قتالية متطورة إلى حزب اللهquot;. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، فإن quot;باراك هدد في وقت سابق من العام الجاري كلاً من سوريا وإيران، بعد تزايد القلق من إمكان أن تنقل دمشق تكنولوجيا متطورة إلى حزب اللهquot;.

وبحسب مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، يعقوب كاتس، فإن quot;الخشية من امتلاك حزب الله أنظمة دفاع جوي سبّبت في دفع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى التحليق على علو مرتفع فوق الأجواء اللبنانية، كما إن دوريات القطع الحربية التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، ابتعدت عن الشاطئ في أعقاب الخشية من امتلاك حزب الله لصواريخ متطورة مضادة للسفنquot;، مشيراً إلى أن quot;سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى في وقت سابق تجربة على طراز جديد من صواريخ باراك المضادة للصواريخ أرض بحر، وسط مخاوف من امتلاك الحزب صواريخ متطورة قادرة على إصابة السفن الإسرائيليةquot;.