علي حلاوي من بيروت: اتسع الحديث عن حكومة الاقطاب في الأيام الاخيرة في الدوائر السياسية في مقري رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في quot; بيت الوسط quot; ورئيس quot; تكتل التغيير والإصلاح quot; الجنرال ميشال عون في الرابية وصولاً الى قصر رئاسة الجمهورية ومقر رئيس مجلس النواب في عين التينة. وتردد ان الحريري طرح هذه الفكرة خلال اجتماعه الاخير مع الجنرال في قريطم لكن اوساط الرئيس المكلف عادت ونفت ذلك. وفي ظل اتساع الهوة بين مطالب عون وثوابت الحريري، يطرح بعض السياسيين سواء من قوى 8 او 14 آذار / مارس فكرة انشاء حكومة اقطاب تضم جميع المشاركين ال 14 في طاولة الحوار مع احتمال توسيعها لتضم رؤساء الكتل المنبثقة عن الانتخابات النيابية الاخيرة.

وفي جانب قوى المعارضة ترى حركة quot;املquot; ان طرح فكرة حكومة الاقطاب في غير محلها ولن تنتج سوى تعقيد للازمة. اذ تجد الحركة ان الوصول الى تأليف الحكومة لن يكون صعباً اذ ما سعى جميع الاطراف الى تسهيل الطريق بدءاً من الجنرال عون حتى الرئيس المكلّف.

على هذا الاساس يعتبر عضو كتلة quot;التنمية والتحريرquot; النائب عبد المجيد صالح في حديث لـ quot;ايلافquot; ان الحديث عن حكومة اقطاب هو بمثابة هرب من مواجهة الواقع ومحاولة للتراجع بينما المطلوب قرار شجاع من الرئيس المكلّف للمضي بحكومة الوحدة الوطنيةquot;، مشيراً quot; الى انه يبدو ان الرهانات قد عادت على مواعيد واستحقاقات نجد انها لن تغيّر شيئاً من الواقع اللبناني والاقليمي . وعلى الحريري ان يخرج الى العلن تشيكلة حكومية من أجل مناقشتها وتقريب وجهات النظر حولهاquot;.

وجدد صالح القول quot;ان صوم الرئيس نبيه بري عن الكلام يمثل حالة اعتراضية ستستمر حتى يسمع الرئيس بري صوت مؤذن السرايا الحكومي يعلن ولادتهاquot;. مشدداً في الوقت ذاته quot; على ضرورة الاسراع في تشكيل تلك الحكومة نظراً إلى حجم الملفات والاستحقاقات التي تواجه لبنان، ومنها بلا شك الخطر الاسرائيلي الداهم والمتزايد بفعل تهديدات من كل حدب وصوب يطلقها وزراء ومسؤولون في حكومة بنيامين نتياهو، اضافة الى ملف التوطين الذي يطل برأسه دائماً من البوابة الاسرئيلية بمساعدة بعض الاطراف الدوليةquot;.

وهل تخشى قوى المعارضة وحركة quot;املquot; بالتحديد أن يلجأ الرئيس المكلف سعد الحريري بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى تشكيل حكومة من الغالبية؟ يجيب صالح: quot; اعتقد ان للرئيس الحريري مستقبلا سياسيا واعدا، فهو ابن رجل حكيم، وطني وعروبي اسمه رفيق الحريري وبالتالي لن يسير في حقل من الالغام السياسية، وهو يحتاج الى سماع اصوات الحكمة والنصح بدل تلك الاصوات التي تدعو الى التهور واتخذ قرارات لا تصب في مصلحة البلاد إطلاقاً quot; واضاف: quot; مثلما لم تقتنع الغالبية الماضية بخطوة انتخاب رئيس جمهورية بالنصف زائد واحد خلال مرحلة الفراغ الرئاسي، هي نفسها لن تقدم اليوم على تشكيل حكومة من طرف وحدquot;.

أما زميله في كتلة quot;التنمية والتحريرquot; النائب علي خريس فوصف لـ quot; ايلافquot; اقتراح تشكيل حكومة اقطاب بأنه quot; غير واقعي لاعتبارات عدة ، فبعد الاتفاق على صيغة الـ 15- 10-5 لم يعد هناك داع لطرح امور كهذه يمكن ان ترجعنا الى الوراء بدل ان تقودنا الى الامامquot; . وتابع:quot; يمكن أن يطرح البعض سؤالأ عمن هم هؤلاء الاقكاب الذين تحق لهم المشاركة في تلك الحكومةquot;.