تواجه المنظمة الخيرية المسؤولة عن دعم موسوعة ويكيبيديا في بريطانيا تحقيقا في قضية تضارب مصالح أدت الى منعها من تحويل التبرعات الى الموسوعة بعد تقاضي أحد أمنائها أجرا عن مشاركته في مشروع يهدف الى استخدام الموسوعة الالكترونية لأغراض الدعاية والاعلان.

كان من المتوقع ان تجمع منظمة ويكيميديا ـ بريطانيا تبرعات تصل الى 1.4 مليون جنيه استرليني من زوار موسوعة ويكيبيديا في بريطانيا ومصادر أخرى هذا العام ولكن ادارة القسم الأعظم من هذه التبرعات ستكون الآن من مسؤولية المنظمة الأم ، مؤسسة ويكيميديا في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية التي تدير الموسوعة الالكترونية.
ويعني هذا ان ما يُجمع من أموال خلال حملة التبرعات السنوية التي تُنظم في بريطانيا لدعم ويكيبيديا لن تكون مشمولة بالاعفاءات الضريبية التي تتمتع بها التبرعات الخيرية والبالغة في حالة ويكيبيديا مئات آلاف الجنيهات الاسترلينية سنويا.
كما قالت مؤسسة ويكيميديا وفرعها البريطاني انهما سيعينان محققا مستقلا للنظر في الالتزام بمعايير الادارة في منظمة ويكيميديا ـ بريطانيا. وقال نائب رئيس مؤسسة ويكيميديا ان هذا الاجراء اتُخذ بسبب العديد من الأنشطة غير النظامية. وأوضح لاحقا ان ما قصده بالأنشطة غير النظامية هو أنشطة quot;غريبة بما في الكفاية للقيام بمراجعة جديدةquot;.
وتتعلق القضية بخدمات استشارية ذات علاقة بالموسوعة قدمها روجر بامكن المختص بتكنولوجيا المعلومات. واستقال بامكن بوصفه امينا متطوعا من امناء ويكيميديا ـ بريطانيا بعد ان اتضح انه تقاضى أجورا من حكومة جبل طارق لاضافة مواد عن المقاطعة التابعة لبريطانيا في موسوعة ويكيبيديا تحت عنوان quot;جبل طارق بيدياquot; للمساهمة في اجتذاب السياح الى جبل طارق.
وبعد توقيع العقد عُرضت مواد عن جبل طارق في مكان بارز أكثر من 12 مرة ضمن باب quot;هل تعلم؟quot; المتميز على الصفحة الأمامية لموسوعة ويكيبيديا.ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جيمي ويلز أحد مؤسسي ويكيبيديا ان عدد المرات التي ظهرت فيها مقاطعة جبل طارق تحت هذا الباب عدد quot;غير معقولquot;. وأضاف ان الخدمات المدفوعة quot;آفة علينا جميعا ان نتحلى باليقظة ضدهاquot;.
ونفت منظمة ويكيميديا ـ بريطانيا ان عضو مجلس امنائها السابق روجر بامكن الذي تقاضى اجورا عن خدماته الاستشارية وجود تضارب في المصالح ولكنها أوضحت ان بامكن استقال quot;لتفادي اي خلطquot; بين دوره في ادارة مشاريع مثل جبل طارق بيديا ومشاريع ويكيميديا ـ بريطانيا.
وكان بامكن تقاضى في وقت سابق من العام الحالي اجورا من مجلس محلي في مقاطعة ويلز مقابل خدمات ترويجية مماثلة.ودافع بامكن عن نفسه ضد تهمة تجاوز الحدود الأخلاقية قائلا quot;يجب أن آكلquot;.ومن المتوقع ان يستمر التحقيق في قضية تضارب المصالح عدة أسابيع.