يبدي مستخدمو فايسبوك استياءً متزايدًا مما يفعله موقع التواصل الاجتماعي أو لا يفعله بما لديه من معلومات عنهم.

انصبت أحدث شكاوى مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك على المتاهة الشائكة من الضوابط التي اعتمدها الموقع بشأن حماية الخصوصية واستمراره في كشف معلومات خاصة وتلاعبه بالاعدادات الأمنية.ولكن أخطر الاتهامات التي شهدتها الفترة الماضية تتعلق بخرق الخصوصية داخل الموقع نفسه. وذهبت إحدى الشائعات الى أن فايسبوك يصور رسائل المستخدمين الخاصة لمطابقة الدردشة بصفحة الإعجابات quot;لايكquot; ، وشائعة أخرى زعمت أن رسائل خاصة تُنشر علنًا في أوقات محددة.
وعادة ما يرد ممثلو فايسبوك بالقول إن مثل هذه الشائعات متوقعة إزاء الشعبية الهائلة التي يتمتع بها الموقع. ولكن سجل الموقع يبين أن استخدام سمات جديدة كان يسفر عن بلبلة تؤدي بدورها الى شكوك. ويلاحظ مراقبون أن الموضوع الأبرز بين التهاني التي بعث بها 625 ألف شخص حين أعلن مارك زوكربيرغ رئيس فايسبوك التنفيذي أن عدد مستخدمي الموقع بلغ مليار شخص كان يتعلق بالخصوصية وعبر عنه مستخدم قال إن فايسبوك أحدث انقلابًا في حياتنا خلال السنوات القليلة الماضية، ولكنه أضاف quot;كل ما أطلبه هو ان تكفوا عن تغيير سياساتكم المتعلقة بالخصوصية طوال الوقت لتمكين المستخدمين من ممارسة سيطرة تامة على معلوماتهم الخاصةquot;. وأعرب مستخدمون آخرون عن غضبهم بسبب التجاوز على خصوصيتهم وخصوصية أصدقائهم.
ويرى محللون أن سبب المشكلة هو أن مستخدمي الموقع كانوا يتكلمون لغة مختلفة عندما أنشأه زوكربيرغ وهي لغة الطلاب الجامعيين الذين كانوا يشكلون قاعدته وقتذاك. ولكن عندما اتسعت دائرة فايسبوك لتشمل الآباء والموظفين والأصدقاء والأقارب البعيدين تغيرت اللغة وأن الجهل بكيفية التعامل مع هذه الرسائل على موقع متاح للجميع بعد سنوات أدى الى بلبلة ولاحقا الى شكوك تكاد تنتمي الى نظرية المؤامرة.
وقال ايان ماكنزي مدير قسم الاتصالات الاوروبية في فايسبوك quot;ان فايسبوك لا يوجد معزولاً وأن هناك أشياء سيئة والكثير من الأشياء الجيدة في عالم الانترنت. وليس من المستغرب أن ينظر الأشخاص الى الخدمة الأقرب اليهم ويتأثرون بهذه الخرافاتquot;.
ويبدو أن المشكلة تكمن في التكهنات التي تحاول أن تفهم كيف يستخدم موقع فايسبوك المعلومات التي تتوفر له لم تُقابل بالوضوح المطلوب من الشبكة الاجتماعية نفسها. وان المطلوب المزيد من الشفافية من جانب فايسبوك. ولكن لا بد من القول إن ملايين المستخدمين اغفلوا التغييرات العديدة التي حدثت في الموقع وتكيفوا معها دون ان يطرحوا الأسئلة التي يطرحونها الآن. والأهم من ذلك انهم رغم احتجاجاتهم لا يتركون فايسبوك. وفي نهاية المطاف فإن منافع التواصل الاجتماعي تعلو على المعلومات التي يتبرع بها المستخدمون.
وسيبقى المستخدمون مع فايسبوك فيما يجري الموقع المزيد من التغييرات على منصته بما في ذلك القيام مؤخرًا بمحاولة لممارسة التجارة الالكترونية على منصة quot;الهداياquot;. ويتمثل الهدف هنا في أن فعل شراء الهدايا سيترسخ بلا وعي المستخدم ليكون جزءاً من خبرته المعاشة ، كما ترسخت كتابة الرسائل ونشر المحتوى والاعجاب بالأشياء المهمة.وما زال مستخدمون على اقتناع بأن فايسبوك عرض رسائلهم الخاصة ولكنهم لا يشعرون بالخطر في الوقت الحاضر طالما أنه ليس لديهم ما يتسترون عليه.