يلعب تناول الفطور قبل التوجه إلى المدرسة دورا مؤثرا في إنجاح دراسة الأطفال لأنه يمنحهم المقدرة على التركيز ومتابعة المواد التعليمية التي يتلقونها في المدارس، غير أن تحقيق ذلك بالشكل المطلوب يتطلب أيضا أن تكون نوعية الفطور جيدة أي تتضمن العناصر الغذائية اللازمة التي يحتاجها جسم الطفل.


تنبه الدكتورة التشيكية الكسندرا مورافتسوفا من المركز الاستشاري لتغذية الأطفال الأهل إلى عدم الاستخفاف بتأثير تناول الفطور على مقدرة الأطفال على التركيز في المدرسة مؤكدة أن الشعور بحالة من التوتر وعدم مقدرة الأطفال على التركيز في المدرسة يرتبط في الأغلب بنوعية الفطور السيئة التي تناولوها في منازلهم أو عدم تناولهم وجبة الفطور على الإطلاق . وأوضحت بان التأثير الكبير للفطور على وضع الأطفال في المدارس يعود إلى عدم مقدرة الأطفال على خلق احتياطي من الطاقة ولذلك فان نقص الطعام يظهر وبسرعة عليهم وبالتالي فإنهم عندما يتواجدون في المدارس فان ذلك يخلق تعقيدات كبيرة لهم
وأكدت بان إيصال المواد الغذائية المناسبة التي تؤمن الطاقة للجسم بعد الجوع الليلي يحمي الطفل من ظهور حالة نقص الطاقة لديه في ساعات قبل الظهر ويمنح الجسم المواد الحيوية اللازمة له .

ورأت أن فطور الطفل أو السندويشة التي يأخذها معه إلى المدرسة ويتناولها في ساعات قبل الظهر يتوجب أن تؤمن له المواد الغذائية الكاملة والطاقة بالشكل الذي يؤمن له استيعاب المواد الدراسية التي يتلقاها حتى فترة الغداء أما المضمون المثالي للوجبة التي يتناولها فيتوجب أن تتكون من المواد المغذية الأساسية الثلاث أي البروتينات ، الكربوهيدرات أو السكريات ، والدهون . وأشارت إلى أن الفطور أو السندويشة المدرسية للطفل يتوجب أن تتألف على سبيل المثال من الخبز والدهون النباتية ومن الجبن ومن رقائق الفروج المقدد مع قطعة من الخضار أو الفواكه .

وأوصت بان يتناول الأطفال في اليوم الواحد خمس وجبات على الأقل وبشكل دوري وفي أوقات منتظمة في اليوم مشيرة إلى أهمية قيام الأهل بمراقبة هذا الأمر لدى الأطفال نظرا لأهميته .
وأوضحت بان جسم الإنسان يحتاج إلى الطاقة بشكل مستمر حتى عندما يكون في حالة النوم لان الجسم يحتاج في الليل إلى الطاقة الكافية لتأمين وظائف الأعضاء الداخلية للمحافظة على حرارة الجسم وتنفسه وعمل القلب وغيرها من الوظائف أما لدى الأطفال فيضاف إلى ذلك حاجة الجسم الكافية للطاقة اللازمة للنمو والتطور ولذلك من الضروري بعد فترة عدم تناول الغذاء ليلا تزويد الجسم بالمواد المغذية الكافية كي يتمكن الجسم من أخذ الطاقة اللازمة .

وشددت على أهمية توفير المياه والسوائل بشكل عام لجسم الطفل مشيرة إلى أن نقص السوائل يمكن أن يخلف العديد من الإشكالات للطفل مثل الشعور بوجه الرأس مثلا إلى الشعور بالجفاف الأمر الذي يضعف مقدرة الطفل أيضا على التركيز والتعلم في المدرسة بشكل كبير . وتحذر الطبيبة التشيكية بالتوافق مع أراء الكثير من أطباء الأطفال من أن عدم تناول الأطفال وجبات الفطور أو أخذهم الصندويشة إلى المدارس يجعل تزويد الجسم بالطاقة في حالة من عدم التوازن وبالتالي فان الجسم يشعر بالعوز والمعاناة أما تناول الطعام لاحقا بعد فترة من الانقطاع فانه يجعل الجسم يحتفظ بها على شكل احتياطي من الدهون .
ونبهت إلى أن مثل هذه الأوضاع تخلق الأساس أيضا لزيادة غير معتدلة في وزن الجسم والجنوح نحو البدانة في فترة الطفولة ومن ثم في فترة النضج أيضا.