تشهد منطقة عكركوف الأثرية (12 كم غربي العاصمة العراقية بغداد) حركة سياحية خجولة، اذ شرعت أفواج قليلة من السائحين الأجانب بزيارتها كما بدأ مواطنون عراقيون يترددون على زيارتها، يأتي ذلك في وقت تدشن فيه وزارة السياحة والآثار افتتاح مواقع أثرية في بغداد أمام الزائرين حيث بدأت تركز في سياستها على صيانة وتأهيل المواقع الاثرية لاسيما من الناحية التنظيمية والخدمية .

كانت عكركوف خلال الحقب السحيقة مدينة عامرة آهلة بالسكان تمثل عاصمة أمبراطورية الكيشيين التي حكمت المنطقة أربعة قرون ونصف القرن، لكنها اليوم بالنسبة للسائح عبارة عن موقع أثري يضم زقورة تعود الى القرن الخامس عشر قبل الميلاد الى جانب أطلال وآثار أخرى. ويتمتع الزوار بالمنظر الفريد للزقورة العالية المنتصبة والتي تعد من أكبر الأبراج المسجلة في العراق اذ يبلغ ارتفاعها الحالي (57) متراً، وقاعدتها مربعة الشكل، ويعتقد ان الارتفاع الأصلي لها كان بحدود (70) متراً .
ويشير السائح أحمد حسين من البحرين حيث التقيناه هناك ان المنطقة على رغم قلة الخدمات فيها الا انه يجد فيها عبق التاريخ السحيق . ويقول حسن المياحي أحد الساكنين في المنطقة ان زوارا من أوربا وجنوب شرق اسيا والولايات المتحدة يترددون عليها لكن اعدادهم مازالت متواضعة .
وأغلب الزائرين الذي يفدون الى الزقورة يأتون في اغلبهم مع افواج ومجاميع سياحية تزور اغلب المناطق الاثرية في العراق . وينصح الخبير السياحي لطيف الدليمي بالسفر الى هذه المناطق بشكل مجاميع، فذلك سيكون اكثر جدوى بسبب نقص الخدمات في المناطق الاثرية العراقية، اضافة الى انها تشهد الكثير من اعمال الاعمار مما يخلق بعض الفوضى وعدم الوضح لدى الزائر اثناء تجواله .
الجدير بالذكر ان عكركوف مشمولة بالتأهيل والتطوير كجزء من مشروع بغداد عاصمة الثقافة ايضا . ومع بدء تدفق أعداد الزائرين الى المنطقة فان التفكير الجدي في الاستثمار سيجعلها مقصدا رئيسيا للسياحة لاسيما وانها تقع بالقرب من العاصمة العراقية بغداد . لكن الزائر اليوم يمكنه الاستفادة من قربها من العاصمة، فيقضي وقت راحته ولياليه في فنادق بغداد.