أكدالفنان العراقي، كريم حسين، أن من بين المطربين الكثيرين الذين يملؤون الساحة الغنائية العراقية والعربية ليس هنالك من يمثل الأغنية العراقية سوى كاظم الساهر الذي هو الأمل لها وامتداد للأغاني الجميلة القديمة، فيما غيره لا يمتلك ان يمثل العراق في هذا المجال.


بغداد: قال الفنان، كريم حسين، الذي اشتهر بأغنيات عديدة كانت الحانها من صياغة محمد جواد اموري مثل (انتي وين واني وين) و(بعد اليوم)، ان اغنيات الوقت الحالي سرعان ما تذوب وتنتهي ولا تبقى في الذاكرة، على عكس الاغنية العراقية الاصيلة التي ما زالت في اذهان الناس، مشيرًا الى ان موجات الاغاني الهابطة تتحملها الفضائيات التجارية التي تمنح الفرصة لمن يمتلك مالاً ان يغني حتى وان كان بلا صورة ولا صوت.

هل من جديد لديك؟
انتهيت من تسجيل اغنية جديدة تحمل عنوان (ياللي مشيتو) من كلمات حامد الغرباوي، الحان الفنان ضياء الدين، وهي تتضمن موالاً مع اغنية سجلتها في ستوديوهات دبي، وهناك اتفاق مع قناة (العراقية) لتصوير الاغنية، وهي تبث حاليًا من قبل العديد من الاذاعات العراقية، مع وجود اكثر من عرض لتصويرها وانا اطمح ان يكون تصويرها مناسبًا وجميلاً، وحاليًا مشغول بالدراسةلكوني طالبًا في الصف الثاني في كلية الفنون الجميلة / القسم المسائي / قسم التربية الفنية لان لديّ هوايات الرسم.

ما السبب في هذا الغياب الواضح عن الساحة الغنائية ؟
عدت الى العراق بعد غربة طويلة في هولندا، وانت تعرف ان الفترة التي عشناها تختلف عن الفترة الحالية، فالآن حين تريد ان تسجل اغنية عليك ان ترصد مبلغًا كبيرًا لان الاغنية اصبحت مكلفة ماديًا، بينما في السابق كان الموسيقي والتسجيل والتصوير وكل ما يخص الاغنية والمطرب والشاعر والملحن على حساب مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، اما الآن فكل ما يخص الاغنية هو على نفقة المطرب الخاصة، وهذا ما نأسف له، ونحن نطمح في لقاءاتنا الاعلامية من نقابة الفنانين العراقيين ان تضع برنامجًا يقوم على تقييم الفنان ودعمه، لاننا عانينا ما عانيناه وقدمنا ما قدمناه للاغنية العراقية، والحمد لله انها ما زالت في اذهان المستمعين واخذت صدى واسعًا لانها وضعت بشكل صحيح لحنًا وكلامًا وموسيقى واداءً.

هل اثرت على حضوركم موجات الاغاني الهابطة ؟
لا يصح الا الصحيح، انا وبعض من جيلي ما قدمناه مشهود له واكبر مثال ان الاغنية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ما زال راسخة ويغنيها الذين يدعون انهم يغنون اغنية عراقية الان من ثلة الشباب الذين للاسف لا يمتلكون لا صورة ولا صوت، وهذا ليس ذنبهم بالطبع، فالعامل الاول والاخير يرجع الى عدم وجود الرقابة، وهذا ما نطمح اليه من خلال الاذاعة والتلفزيون او شبكات الاعلام الملتزمة وهو ان تضع حدًا وضوابط لهذه الموجات .

من يتحمل الخلل هذا ؟
الفضائيات التجارية، ولهذا السبب وضع الاغنية العراقية في الهلاك، لكونها فسحت المجال لمن هب ودب، كل من لديه مال ينشئ فضائية عراقية ويعمل ما يشاء، وهذا يرجع الى عامل افتقار الرقابة بالدرجة الاولى والاخيرة.

الا تعتقد ان اغنية هذا الوقت تؤثر على سمعة الاغنية العراقية ؟
ستبقى الاغنية العراقية الاصيلة ولها صداها ومداها بما قدمه المطربون والشعراء والملحنون على مدى تاريخها الطويل، ولكن هذه الاغاني الحالية هي اغاني موجة، واذكر لك ان هناك اغان ظهرت قبل خمس او ست سنوات ونالت صدى كبيرًا ولكنها الآن في طي النسيان، واعتقد ان اساءة هؤلاء للاغنية العراقية حينما تصل اغانيهم الى العرب، فيقال هذا مستوى الاغنية العراقية للاسف وهي غير الاغنية التي قدمها ناظم الغزالي ومن ثم اغاني السبعينيات والثمانينيات وقليل من جبل التسعينيات.

من هو المطرب العراقي الذي تشعر انه يقدم اغنية عراقية حقيقية؟
الفنان كاظم الساهر الذي قدم الاغاني بالكلمات الجميلة والالحان المعبرة التي يضعها هو بنفسه، فهو إمتداد للفن العراقي، وما يقدمه امتداد لاغاني الثمانينيات، اما الاخرون فللاسف لم يكونوا مثله، لا ماجد المهندس ولا رضا العبدالله ولا غيرهما، انا اعول فقط على كاظم الساهر الذي هو امل الاغنية العراقية بما يقدمه، واعتبره امتدادًا للاغاني الحلوة التي تصل الى العرب وتمثل العراق فعلاً.