الأستيوباثي فرع جديد في الطب بالنسبة إلى باقي فروعه الأخرى يعنى في الأساس بالعلاج الظاهري للعضلات والعظام والأعصاب عن طريق التدخل اليدوي، ويعالج قائمة طويلة من الأمراض التي تصيب الإنسان، ويعد المتخصصون فيه فتحا كبيرا في عالم العلاج.

ربما يكون الطب الأستيوباثي غير معروف بشكل كبير في المنطقة العربية على الرغم من تدريسه في quot;كركسفلquot; في ولاية مزوري في الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر، وذلك لعدم تدريسه في أي من الجامعات العربية، وأن عدد المتخصصين بهذا النوع من الطب لا يتعدى أصابع اليد الواحدة في كل دولة عربية، وذلك على الرغم من تأكيد المتخصصين فيه أنه يساعد على علاج 90 % من الأمراض، وأنه وفّر طريقا للشفاء من أنواع عديدة من الأمراض التي فشلت العلاجات الأخرى في علاجها، من خلال استعادة تدفق الدم والتدفق الليمفاوي، وتحسين التنفس من خلال استرخاء أنسجة الجسم، حيث إنه طب يختص بفلسفة الشخص بالكامل، ويكون التركيز على ميكانيكا الجسد وعلاقة الأعضاء المتداخلة، وأجهزة الجسم، ويعتمد العلاج عن الطريقة اليدوية للعضلات والعظام بدلا من العلاج التقليدي بالعقاقير والجراحة.
الدكتور هشام خليل الإختصاصي في الطب الإستيوباثي، عدّد لإيلاف، الأمراض التي يعالجها مثل آلام الظهر والرقبة والمفاصل والإصابات والأزمة الصدرية والدوار وآلام الحيض والصداع النصفي وعرق النسا والتهاب الجيوب الأنفية والمشاكل المرتبطة بمفاصل الفك، إلى جانب حالات أخرى في طب الأطفال والتهاب الأذن الوسطى والإصابات التي تحدث للمولود أثناء الولادة، كما يساعد الطب quot;الأستيوباثيquot; في تخفيف أعراض آلام الظهر في الحمل ومشاكل الهضم، كما يستفيد كبار السن من هذا الطب حيث يقلل من آثار عوامل التقدم في السن المتصلة بالعمود الفقري والمفاصل، ويستخدم كذلك كجزء مكمل للطب الرياضي لإصابات الرياضيين.
وأوضح خليل ان هذا النوع من العلاج يتعامل مع العظام والمفاصل والأربطة والأوتار والعضلات وكل الأنسجة الرابطة، وعلاقتها مع بعضها وليس كل جزء على حدة، بمعنى انه يجري علاج الشخص كله وليس ما يتعلق بشكواه فقط.
وتابع خليل، أن التشخيص يعتمد على التاريخ المرضي للمريض منذ طفولته حتى الآن، وما تعرض له من حوادث ويجري الربط بينها وما يعني منه للكشف عن السبب الحقيقي للألم، ويجري علاج أي عضو في الجسد من خلال السماح بخلق بيئة مناسبة للعضو ليحدث التئام ذاتي للجسم، وذلك من خلال العلاج اليدوي الذي يساعد أجهزة الجسم للعمل بأقصى كفاءة لها، وهذا العلاج له أشكال مختلفة تعتمد على احتياجات المريض، منها طرق تتعلق بتحريك المفاصل، في حدود نطاقها من أجل استعادة وظائفها الطبيعية، وهناك طريقة اخرى تسمي quot;الإجهاد المضادquot;، حيث يكتشف وضع الجسم الذي يخفف الألم عن المريض، عن طريق مجموعة من الحركات التي يصل إليها المريض مع المعالج وتمارس تكراراً ما بين الدفع والضغط والإرخاء وتغيير الأوضاع لتحفيز النقطة التي تحقق الراحة للمريض.
يذكر أنه بدأ استعمال الطب الاستيوباثي في العلاج منذ عام 1874، وبعد أن أثبت نجاحه في حينه، أسست أول مدرسة لتعليمه في كركسفل في ولاية مزوري. ووصل عدد المتخصصين به5 آلاف في عام 1917 في الولايات المتحدة فقط وانتقل منها لكل انحاء العالم.