ايًا يكن سبب زيارة براغ، العاصمة التشيكية الجميلة، لا بدّ للزائر أن يقف مذهولًا أمام معلمين أثريين يسمان هذه المدينة بسمة التاريخ. إنهما قلعة براغ وجسر كارل المعروف عالميًا باسم جسر شارلز.

يعتبر جسر تشارلز في العاصمة التشيكية براغ أحد المواقع الأثرية العالمية المحمية من قبل اليونسكو لا يسمح إلا فقط للمشاة بالانتقال من ساحة المدينة القديمة إلى ساحة quot; المالا سترانا quot; في الطرف الآخر من نهر الفلتافا الذي يقطع المدينة القديمة وإنما أيضا يمنح زواره فرصة نادرة لمشاهدة براغ عبر منظر بانورامي ساحر ولاسيما في المساء . ويختلف الجسر عن غيره من الجسور الأربعة عشر المقامة فوق نهر الفلتافا في أن له تاريخاً عريقاً ولارتباطه بقوة بتاريخ المدينة وأحداثها التاريخية، كما أنه يعتبر بتماثيله الواحدة والثلاثين التي تشكل ما يسمى طريق القديسين متحفا تحت السماء المفتوحة ولذلك يطلق عليه التشيك تسميات مختلفة منها بوابة تشيكيا نحو أوروبا ونحو النجوم .
و لا يعتبر الاسم الحالي للجسر وهو جسر كارل نسبة إلى الملك كارل الرابع الذي يعود له الفضل في تشييده الاسم الوحيد الذي أطلق عليه بل كان يسمى سابقا بجسر براغ أو الجسر الحجري وظل كذلك حتى عام 1870 حين تغير اسمه إلى جسر كارل أو تشارلز rlm;.بدأ بناء الجسر في عام 1342 وانتهى في عام 1402 وقد تعرض الجسر للتخريب عدة مرات بسبب الفيضانات غير أن إصلاحه تم دائما بالشكل الذي حافظ على وضعه التاريخي منذ أن انتهى العمل به .rlm; ويبلغ طول الجسر 516 متراً، أما عرضه فيتراوح بين 9.40 - 9.50أمتار بينما يرتفع عن سطح مياه نهر الفلتافا 13متراً فيما يزيد عدد الذين يتنقلون عليه يوميا عن 30 ألف شخص من المشاة فقط، لأن السيارات محظور عليها استخدامه منذ عام 1965.rlm;
وعلى خلاف الجسور الأخرى في العالم فقد أقيم له في عام 2007 متحف خاص به، الأمر الذي يجعله فريدا في العالم، أما المتحف فيقدم معلومات كاملة وموثقة عن الجسر وتاريخه وواقعه والخرافات التي تسود بشأنه حيث يقال مثلا انه وضع فيه أثناء البناء بيض وحليب لجعله أكثر صلابة غير أن آخر اختبار له أجرته الجامعة التقنية العليا في براغ في عام 2010 اظهر ان مواد الجسر تحتوي على آثار حليب ونبيذ ولكن ليس فيها أي أثر للبيض . وتروي أحد الأساطير التشيكية بأنه يوجد في مكان ما منه سيف سحري لأحد الفرسان التشيك وانه في حال تردي الأوضاع في البلاد بشكل خطير فان فاتسلاف المقدس سيأتي إليه على راس كوكبة من الفرسان وعندما يدق حصانه بقدمه ارض الجسر فان السيف سيخرج وسيبيد الأعداء .
وتعرض الجسر في عام 1890 للتخريب بسبب فيضان كبير وتم العثور بالفعل على سيف لكن الصدأ كان يأكله . ويقول المصدقون لهذه الأسطورة بان سيف الفارس برونتسفيك لا يزال موجودا في الجسر وان ما تم العثور عليه ليس هو السيف المنشود . وبغض النظر عن وجود السيف أو عدم وجوده فان الجسر يمثل تحفة فنية رائعة تجعل زوار براغ من الأجانب والسكان المحليين على حد سواء يشعرون بلحظات جميلة وهم يتأملون حجارته وأقواسه وركائزه وتماثيله وبرجيه المقامين على طرفيه والإطلالة الجميلة التي يقدمها على ما حاوله من فوق نهر الفلتافا.