قال أصدقاء المبرمج الشاب آرون شوارتز الذي انتحر في شقته مؤخرا أن شبح السجن بتهمة سرقة ملايين الأبحاث العلمية حين كان طالبا في جامعة هارفرد ظل يطارده.


أُقيم في معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا حفل تأبين لعبقري الانترنت المبرمج آرون شوارتز الذي انتحر في 11 كانون الثاني(يناير) عن ستة وعشرين عاما. وقالت عائلة شوارتز انه قتل نفسه شنقا في شقته في نيويورك.

وتذكر طلاب حضروا حفل التأبين شوارتز بوصفه مبرمجا متميزا ومفكرا استفزازيا. ولكنه نُعي أيضا بوصفه أحد أبطال حركة الثقافة الحرة وهي ائتلاف عريض يضم مساهمين في موسوعة ويكيبيديا ومربين يؤدون مهمتهم على الانترنت وشخصيات معروفة مثل جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس ومنظمات مختصة بالقرصنة الالكترونية مثل انونيموس.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المبرمج بنجامين هيتوف (23 عاما) انه بكى حين علم برحيل شوارتز. واضاف quot;اعتقد اننا جميعا نريد ان نكون مثله بعض الشيءquot;. ونوه هيتوف بمثالية شوارتز والاحترام الذي كان يحظى به على موقفه هذا.

ولكن لحكومة الولايات المتحدة رأيا مغايرا بشوارتز. ففي عام 2011 اعتقلته السلطات بتهمة استخدام كومبيوترات معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا بصورة غير قانونية من أجل سرقة ملايين الأبحاث العلمية حين كان طالبا في جامعة هارفرد.

وكان من المقرر ان تبدأ محاكمته في نيسان(أبريل) وفي حال ادانته كان سيواجه امكانية الحكم عليه بالسجن مدة تصل الى 35 عاما وغرامات مالية بملايين الدولارات. وقال أصدقاء وأقارب ان شبح مثل هذا الحكم ظل يطارده طيلة العامين الماضيين وهو الذي دفعه الى الانتحار.

وسعى شوارتز الى توظيف مهاراته الاستثنائية في تيسير الوصول الى المعلومات. ففي سن الرابعة عشرة شارك quot;الولد المعجزةquot; كما كان يسمى في تصميم خدمة آر أس أس التي تتيح متابعة الأخبار والأحداث أولا بأول. ثم حقق ثروة حين شارك في تأسيس موقع ريديت للتواصل الاجتماعي.

وساهم شوارتز بدور متميز في السجال حول حرية المعلومات. وكان هذا السجال يجري بين ناشطين مثل شوارتز ومنظمات مثل quot;مؤسسة الحدود الالكترونيةquot; ومنظمة quot;الطلاب من اجل ثقافة حرةquot; من جهة وحكومات وشركات تقول ان بعض المعلومات يجب ان تبقى سرية لأسباب أمنية وتجارية من الجهة الأخرى.

واصبح شوارتز بعد موته رمز معركة أخرى حول الأساليب التي تستخدمها الحكومات في رفع دعاوى جنائية ضد اشخاص مثل شوارتز يؤمنون بـquot;تحريرquot; المعلومات. واصدرت عائلة شوارتز بيانا قالت فيه ان موته ليس مأساة شخصية فحسب بل هو نتاج نظام قضائي جنائي يمارس الترهيب والملاحقات. واضاف البيان ان القرارات التي اتخذها مسؤولون في مكتب الادعاء العام بولاية ماسيشوسيتس ومعهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا ساهمت في موته.وكان شوارتز تحدث في مدونته عن صراعه مع الاكتئاب مشيرا الى انه طريح الفراش يعاني من اربعة امراض مختلفة احدها مرض الكآبة.