ليس مفاجئا ان تتوصل دراسات إحصائية الى ان غوغل وفايسبوك هما أكثر المواقع زيارة في كل بلد تقريبا من بلدان العالم. ولكن ما يثير الفضول معرفة البلدان التي لا يكون هذان الموقعان هما الأكثر زيارة فيها.


رسم قسم الجغرافيات المعلوماتية في معهد اوكسفورد للانترنت خريطة تبين أكثر المواقع الالكتروية شعبية في العالم حسب كل بلد.وفي حين ان الباحثين وجدوا ، كما هو متوقع ، ان غوغل وفايسبوك يتسيدان بلا منازع زيارات مستخدمي الانترنت للمواقع الالكترونية في انحاء العالم فان هناك استثناءات مثيرة ايضا.

وعلى سبيل المثال ان موقع صحيفة quot;صوت الوطنquot; هو أكثر المواقع زيارة في الأراضي الفلسطينية في حين ان خدمة بريدية روسية باسم Mail.ru تتبوأ موقع الصدارة بوصفها اكثر المواقع زيارة في كازخستان. واكتشفت الدراسة ان ياهو هو أكثر المواقع زيارة في اليابان وتايوان ليكون هذان البلدان آخر معاقل ياهو في العالم. وفي روسيا يحتل المركز الأول محرك البحث quot;ياندكسquot;. ولكن هناك بقعا عمياء ايضا في الدراسة نظرا لعدم توفر معلومات عن البلدان التي لا ينتشر فيها استخدام الانترنت مثل العديد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ، وبلدان تحكمها انظمة دكتاتورية مثل سوريا.

غوغل غائب في الصين

وتمثل الصين حالة مثيرة للاهتمام بصفة خاصة. فان محرك البحث الصيني quot;بايدوquot; هو أكثر المواقع زيارة في الصين ولكن نجاحه قد يكون مفتعلا بتدخل من الحكومة الصينية. إذ تشير تكهنات ، وبعض الدلائل ، الى ان مسؤولين صينيين تحالفوا مع مصالح تجارية محلية للحد من حصة غوغل من السوق لصالح بايدو وشركات انترنت أخرى. وتحدثت تقارير عن صينيين استخدموا غوغل ولكن عمليات بحثهم أُحيلت بصورة غامضة الى بايدو رغم ان شركة بايدو تنفي تدخل الحكومة لمنحها أفضلية في المنافسة مع شركات الانترنت ومحركات البحث الأخرى. ويسيطر محرك بايدو اليوم على نحو 80 في المئة من عمليات البحث في الصين. وبحسب الباحثين في معهد اوكسفورد للانترنت فانه أصبح مؤخرا الأول بين محركات البحث في كوريا الجنوبية ايضا.

وكانت شركة غوغل غادرت الصين عام 2010 ولكنها ما زالت تدير بوابة في هونغ كونغ.وتبين الدراسة ان غوغل أكثر المواقع زيارة في 62 بلدا من اصل 120 بلدا شملها البحث فيما كان فايسبوك الأكثر زيارة في 50 بلدا. ولكن غوغل جاء ثانيا في 36 بلدا من هذه البلدان الخمسين فيما كان موقع يوتيوب الأول في البلدان الأربعة عشر المتبقية علما بأن شركة غوغل هي التي تملك موقع يوتيوب. والسؤال الذي تثيره نتائج الدراسة هو الدلالات التي تنطوي عليها سيطرة هذا العدد القليل من الشركات على هذا الكم الهائل من المعلومات.