في كروم البقاع، شرقي لبنان، تزدهر صناعة النبيذ، وهي فخر الانتاجات اللبنانية التي تستقطب آلاف الزوار والمتذوقين سنويًا، علمًا أن صناعة النبيذ قديمة جدًا في لبنان وبدأت على يد الآباء اليسوعيين.

بيروت: تتركز صناعة النبيذ في لبنان في منطقة البقاع، شرقي لبنان، حيث تزدهر زراعة الكرمة على أنواعها، فالطقس الحار صيفًا، والبرد القارس شتاءً، يجعلان من الكرمة في تلك المنطقة، كرمة مثالية لصناعة الخمور، وعلى رأسها النبيذ، وصناعة النبيذ في لبنان قديمة جدًا، وقد بدأت على يد الآباء اليسوعيين، اما اول واقدم اقبية النبيذ، فيعود الى العام 1857، في أحد الاديرة في مدينة كسارة البقاعية.

وتقول المرشدة السياحية في هذا الدير لـquot;إيلافquot; إنه سنة 1898 تم اكتشاف الدير الذي يتشكل من دهاليز طبيعية تعود الى ايام الرومان، أي الى اكثر من الفي عام، واقدم زجاجة نبيذ موجودة في الدير يحيطها العفن الذي يحفظ النبيذ في الاقبية، اما قصة اكتشاف اقدم اقبية النبيذ في لبنان فتعود الى احد الثعالب الذي كان يسرق دجاجات الرهبان ويختبىء في القبو، وعندما لوحق من قبل الرهبان تم اكتشاف القبو الحالي، الذي يبلغ طوله كيلومترين، ويملك كل الاسباب المتوافرة لتعتيق النبيذ، أي حرارة تبلغ 11 أو 13 درجة طول العام ورطوبة تبلغ 80%.

وتستقطب هذه الاقبية التاريخية آلاف الزوار سنويًا، حتى باتت تحتل المرتبة الخامسة على لائحة المواقع السياحية اللبنانية.

فهنا تحفظ اجود انواع النبيذ، واقدمها، ويعود تاريخ بعضها الى العام 1918.

وزوار تلك الاقبية لهم نصيبهم في تذوق أجود انواع النبيذ، من نبيذ ابيض يتم تعتيقه لعشر سنوات الى أحمر وغيرهما.

الانتاج وطريقته

أما الانتاج فيقول احد المسؤولين هناك إن العنب الابيض يعصر بطريقة مختلفة عن الاحمر.

الاحمر يعصر مع قشرته لأنها هي من تعطيه لونه الاحمر، وبعدما يعصر النبيذ يجب أن يُعتَّق، حيث ينقل الى خزانات مخصصة لذلك.

وقبل أن يُنقل الى الزجاجات تُفحص جودة النبيذ، من خلال ملاحظة لونه، رائحته، والطعم.

فن التعامل مع النبيذ

فن التعامل مع النبيذ يبدأ منذ لحظة زرع عنبه ثم قطفه وعصره وتخميره وتعتيقه فتذوقه وشرائه وحفظه وأخيرًا احتسائه. ولكل بلد أسلوبه في التعاطي مع النبيذ ففي لبنان مثلاًحيث تعود زراعة الكرمة إلى الفينيقيين منذ 4 آلاف سنة، تقوم كبريات شركات النبيذ بالتعاطي معه بأسلوب يتسم بخصوصية فريدة فتتعاطى معه كونه مادة حية، ويتأثر إلى أقصى الحدود بكل ما يحيط به بدءًا من درجات الحرارة مرورًا بالأسلوب المعتمد في حفظه وصولاً إلى الوضعية التي تستقر بها الزجاجة، حتى الأجواء التي يُشرب فيها. هكذا يختلف طعم النبيذ، على خلاف المشروبات الكحولية الأخرى، بين زجاجة وأخرى، وإنتكن من نوع واحد أو صنعت في السنة عينها. وقد يختلف الطعم إذا تم تناول النبيذ في الجبل أو على الساحل، وذلك بفضل 500 جزئية تتفاعل كل واحدة منها بطريقة مختلفة لتطغى على طعم النبيذ ونكهته، وتتأثر هذه الجزئيات بالحرارة المحيطة والمناخ. ورغم اختلاف أسلوب التعاطي والنبيذ، باختلاف نوعه وتاريخ صنعه، فإن هناك شروطًا أساسية لشربه يفترض أن تحترم لئلا يفقد ميزاته تبدأ بالتعتيق.

من المتعارف عليه أن ليس كل نبيذ قابلاً للتعتيق. ولا يكفي أن نحفظ زجاجة نبيذ لسنوات كي تصبح معتقة، ذلك بأن للتعتيق أسسًا ومعايير تحددها عوامل عدة من أهمها: نوع النبيذ، السنة التي صنع فيها، مصدره ( التربة التي زرعت فيها الكرمة) أسلوب التدجين والتصنيع، سعة الزجاجة. تضاف إليها مواصفات يجب أن تستوفى لدى حفظ النبيذ في الخوابي.

وللإضاءة دور مهم أيضًا، إذ يجب أن تكون خفيفة قدر الإمكان، ولا يستحسن استخدام quot;النيونquot;.

ومن المهم جدًا حفظ الزجاجات في وضعية أفقية فتمدد كي تحافظ الفلينة على رطوبته لأنه لو جف تفتت وتساقط داخل الزجاجة.