ترددتفي الآونة الأخيرة أخبار استدعاء سياراتمن الخدمةلعيوب تقنية في تصنيعها وهو ما أثار قلق مالكي السيارات وتزايد مخاوفهم على الأمانة العامة أثناء القيادة وكذلك قلق الشركات من فقدان ثقة الزبائن.


استدعاء السيارات بسبب عيب ما باتت تتسع انتشارا أكثر مما يظن المرء. ففي 11 نيسان(أبريل) مثلا أُعلن عن استدعاء 3.4 مليون سيارة في أنحاء العالم ونحو 152 ألف سيارة في بريطانيا وحدها من جراء مخاوف تتعلق بالأكياس الهوائية لحماية الركاب. ولكن هذا الرقم لا يشكل إلا نسبة ضئيلة من عمليات الاستدعاء أو الطرف الظاهر من جبل الجليد المغمور. ففي عام 2012 شهدت بريطانيا 123 استدعاء شملت 958922 سيارة.

ولكن قلة من سائقي السيارات يتأثرون بالعيوب التي اقتضت الاستدعاء رغم الأرقام المخيفة لأعداد السيارات المشمولة بالاستدعاء. وفي حالة استدعاء 3.4 مليون سيارة مثلا كانت هناك خمس حالات فقط سببها عيب في الأكياس الهوائية في أنحاء العالم. ولم يُبّلغ عن وقوع حوادث أو إصابات نتيجة هذا العيب.

ولا يعني هذا ان بامكان شركات السيارات أن تتهاون في معالجة المشكلة. فان أي حوادث أو إصابات ناجمة عن عيب في التصنيع يمكن ان تسفر عن مطالب بتعويضات ضخمة على المدى القريب. ولكن الخسائر المترتبة على فقدان ثقة الزبون يمكن ان تكون أبهظ كلفة بكثير على المدى البعيد.

لذا ليس من المستغرب ان تتسابق شركات السيارات عندما يُكتشف عيب للتوثق من حل المشكلة حلا جذريا ناجعا قدر الامكان. وتسارع الشركات الى الاتصال بأصحاب السيارات وتصليح العيب في سيارتهم مجانا.

وكان رد فعل شركة تويوتا اليابانية على الاستدعاءات الكبيرة في السنوات الأخيرة مثيرا للاهتمام. إذ تعرضت سمعة الشركة المعروفة بمتانة سياراتها للخطر فردت على الفور بحملة علاقات عامة وبادرت في بريطانيا الى تمديد الضمان على كل سياراتها الجديدة.

ولاحظت صحيفة الديلي تلغراف إجماع الخبراء والمراقبين على ان تويوتا عالجت الأزمة بطريقة تستحق الاعجاب. وتعرضت شركة فورد الى هزة مماثلة عندما أُجبرت على إصدار اكبر استدعاء في التاريخ لأسباب تتعلق بالسلامة. إذ استدعت الشركة نحو 14 سيارة في أنحاء العالم بسبب عيب في مفاتيح التحكم بالسرعة. ولكن هذا لم ينتقص من مكانة فورد بوصفها واحدة من أنجح شركات السيارات في العالم.

ومن الجائز ان يكون التعقيد المتزايد للتكنولوجيا الحديثة سببا وراء حدوث عيب.
وليس استدعاء السيارات بالظاهرة الجديدة. فان ثالث أكبر استدعاء في التاريخ شمل نحو 7 ملايين سيارة وكان في عام 1971.

واعترف ممثلو شركات لصناعة السيارات بأن الاستدعاء الأخير ناجم عن خطأ بشري بسيط هو السهو عن تشغيل مفتاح فتسبب ذلك في عدم إخراج المكونات المعيوبة من عملية التصنيع. فكلنا نخطأ والمهم هو طريقتنا في الرد على الخطأ.