مرض السرطان بحد ذاته هو أحد quot;التابوهاتquot; التي يفضل كثير من الناس عدم التحدث عنه أو الإشارة إليه بشكل مباشر، فكيف عندما يتعلق الأمر بالحياة الجنسية للنساء اللواتي تعانين من هذا المرض؟ حرص أطباء الأورام على تجنب الحديث عن الجنس وتأثير العلاج الكيميائي على الرغبة، يعرض المريضات لمعاناة إضافية تهدد حياتهن الزوجية.


كريستين هوارد امرأة تبلغ 31 عاماً تم تشخيص إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية في العام 2011، وعانت من عوارض كثيرة أبرزها الألم أثناء ممارسة الجنس وفقدان الرغبة الجنسية بعد العلاج الكيميائي، وتأمل في أن تساعد تجربتها على مساعدات الكثيرات على تجاوز محنتهن والتحدث عن معاناتهن بصراحة وبدون خجل. تشير هوارد إلى أنها كانت تجهل تماماً تأثير العلاج الكيميائي على حياتها الجنسية، فتقول: quot;استغرقني الأمر وقتاً طويلاً إلى ان أدركت أن الآثار الجانبية الجنسية التي كنت أعاني منها لها علاقة بالعلاج الكيماوي. افترضت ان ما يحدث لي يعود إلى الإرهاق النفسي الذي كنت أعاني منهquot;.
وقالت هوارد إنها فقدت شعرها بسبب العلاج الكيميائي وشعرت بالتعب والغثيان. لكن ما لم تكن تعرفه هو أنها أصيبت أيضاً بآثار الجانبية لم يذكرها الأطباء أبداً مثل جفاف المهبل، الألم أثناء ممارسة الجنس، وانعدام الرغبة الجنسية.

جمعية السرطان الأميركية تشير إلى أن النساء اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي غالبا ما يلاحظ لديهن انخفاض في الرغبة الجنسية، إلى جانب الآثار الجانبية الجسدية، مثل اضطرابات المعدة والتعب، والضعف، مما يجعل المرأة غير قادرة على ممارسة الجنس. عدوى الخميرة شائعة أيضا خلال العلاج الكيميائي، خصوصا لدى النساء اللواتي تتناولن المنشطات أو المضادات الحيوية لعلاج أو منع العدوى البكتيرية، وكذلك قروح الفم والتقرحات المهبلية. على رأس هذه الآثار، ينخفض إنتاج هرمون الاستروجين في المبيضين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر والعقم أيضاً.
كل هذه المعاناة كانت غير متوقعة لدى هوارد، التي قالت انها عانت الأمرّين على الرغم من دعم زوجها الذي اعتاد أن يقول لها يومياً إنه يحب المرأة الصلعاء، حتى لا تشعر بالنقص أمامه.
لكن حتى مع دعمه، كانت كريستين تشعر بأنها غير جذابة على الإطلاق، خاصة وأنها عانت من الغثيان والتعب، والإمساك، والهبات الساخنة، وزيادة الوزن، خصوصاً حول الوجه والعنق، والهالات السوداء حول العين، الأمر الذي جعلها تفقد الثقة بمظهرها الخارجي.

وتقول: quot;كنت متزوجة حديثا، وشعرت أن جسدي يتخلى عني واني غير قادرة على فعل ما أريده، وهذا كان محبطاً للغايةquot;. ماري هيوز، متخصص في النشاط الجنسي والسرطان في جامعة تكساس بمركز إم دي أندرسون للسرطان في هيوستن، تقول إن النساء لا يفصحن عن هذه المعاناة ولا يتحدثن عن الخلل في نشاطهن الجنسي مع الأطباء بسبب شعورهن بالعار. quot;المرأة تعتقد انه من غير اللائق أن تفكر بالجنس وهي مصابة بمرض يهدد حياتها. إنها تعتقد أنه لا يجدر بها التحدث في هذه المسألة لأنها محرجة أو غير لائقةquot;، أضافت هيوز.

من جهتها، قالت شاري غولدفارب، طبيبة الأورام في مركز سرطان ميموريال سلون كيترينغ في نيويورك: quot;الجنس من المواضيع المحرمة بالنسبة للنساء، إذ تعتبرنه أمراً محرجاً، وتتفادين مناقشته مع الطبيب على ارغم من حاجتهن للإفصاح عن معاناتهن أو طلب المساعدةquot;. وقالت الدكتور غولدفارب، التي أجرت دراسة إحصائية على مرضى سرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية، إن أكثر من 75 في المائة من النساء يعانين من أعراض متعلقة بالفشل الجنسي.

وأضافت: quot;المرأة تعتقد ان الاختلال الجنسي الوظيفي مرتبط بالقلق من تشخيصها بمرض السرطان، أو سبب التغير الذي يطرأ على علاقتها بالشريك. لكن الجراحة، العلاج الكيميائي، وعلاج الغدد الصماء يلعب أيضاً دوراً في ذلكquot;. وتشير استطلاعات الرأي التي نشرت في دورية السرطان البريطانية إلى أن 30 % فقط من النساء يناقشن المشاكل الجنسية مع أطبائهن بعد أو أثناء علاج السرطان.
سليكة جواد اكتشفت انها مصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد في أيار(مايو) 2011 عندما كانت في سن الـ 22، وعانت أيضاً من أعراض مشابهة لهوارد، فتقول: quot;المرأة تجد صعوبة في التحدث عن الجنس مهما بلغت من العمر، فهذا الموضوع غير مريح. إنه محرج للغايةquot;.

وأضافت: quot;عندما بدأت ألاحظ التغيرات في جسدي، شعرت بالضياع. لكن بعد العقم وانقطاع الطمث في وقت لاحق، صرت محرجة بشكل لا يصدق. في البداية عانيت من الهبات الساخنة، والألم أثناء الجماع. لم أكن أفهم ما كان يحدث. أردت التحدث مع طبيبي لكني شعرت بالخجلquot;.