أعرب قراء "إيلاف" في الاستفتاء الأسبوعي عن قلقهم من انتقال وباء "إيبولا" الى دولهم بنسبة وصلت الى&65 %، وهي مخاوف مبررة من مرض يتعدى في أعراضه كل أنواع& الحمات لمجرد أنه صنف من قبل وزارة الصحة العالمية بالوباء القاتل. في حين رأت نسبة 35% منهم انه ليس هناك من داعٍ للخوف من وصول الوباء الى دولهم.


لم يكن مستبعدًا أو غير متوقع أن يعرب& قراء "إيلاف" بنسبة وصلت الى 65% عن قلقهم ومخاوفهم من وصول وباء الحمى النزفية التي تعرف بـ"إيبولا" الى بلادهم، كيف لا والخطر قائم خاصة مع تحول الكرة الأرضية الى قرية كونية مفتوحة على بعضها البعض، حيث يمكن أن ينتقل المرض في أي رحلة متوجهة من والى دول أفريقيا الغربية وبشكل أساسي سيراليون وليبيريا ونيجيريا وغينيا.
فتلك الدول لم تعد دولاً نائية أو منطوية على ذاتها والوباء من دون أي شك يفوق بخطورة عدواه أمراضاً كثيرة سبقته من الايدز الى جنون البقر و كورونا وانفلونزا الطيور والخنازير وغيرها من الأوبئة التي قد تظهر مستقبلاً.

وكان& 1900 قارئ شارك في استفتاء إيلاف، مجيبين على سؤال (هل تخشى انتشار مرض إيبولا في بلدك؟)&&فرأى 1231 (65%)منهم أن القلق من انتشار إيبولا في بلادهم حقيقي، في حين اعتبر 669 (35%)منهم انه لا داعي من الخشية من وصول الوباء الى وطنهم.


النظافة قبل كل شيء

ولطمأنة القراء وتهدئة روعهم لا بد من الاشارة الى أن الوقاية من إيبولا أمر يتعلق بجهدهم الشخصي، وعليه فإن مراقبة حركة أيديهم أمر في غاية الأهمية لاعتبار أن الوباء ينتقل الى الآخرين عبر الملامسة ولا شيء سوى ذلك. لذا يوصي الخبراء بضرورة المواظبة على غسل اليدين وتفادي ملامسة الأسطح في الأماكن العامة وخاصة المراحيض، خوفًا من وجود أي إصابة متنقلة .

وبما أن&القضاء على الجراثيم له أصوله الصحية لابد من الاشارة الى طريقة غسل اليدين التي تضمن قتل كل البكتيريا التي تتجمع عليها. لذا بلل يديك بالماء الفاتر أولاً ثم& أضف الصابون وافرك اليدين مع بعضهما حتى تتكون طبقة من الرغوة، وابق طبقة الرغوة حوالي 15 ثانية ( بعيداً عن الماء الجاري )، ومرر الرغوة على باطن وظاهر اليدين وبين الأصابع وتحت الأظافر، بعد ذلك&اشطف يديك بالماء الجاري.
تلك هي الطريقة الأسلم لضمان تطهير اليدين من أي فيروسات قد تنتقل الى أي منّا.
وإضافة الى نظافة اليدين، يحذر الأطباء من ملامسة الموتى المصابين، وإذا اقتضت الحاجة يجب استخدام قفازات لدى وداع الفقيد. وفي حال الحاجة لا بد من ارتداء القفازات ووضع أغطية للرأس والوجه عند الاحتكاك مع أي مريض يعاني أعراض "إيبولا". كما من الضروري التأكد من عدم استعمال الإبر من شخص إلى آخر. وعدم لمس المسطّحات القريبة من أي مريض يعاني من المرض ناهيك عن عدم لمس طعامه.

تعريف إيبولا

لم تتردد منظمة الصحة العالمية في تسمية فيروس "إيبولا" بالوباء القاتل كون فرصة النجاة منه لا تتعدى الـ 10 في المئة. كما أن فترة صمود المريض لا تتعدى الأسبوعين في حال فشل جسمه في التصدي للمرض.
ولعل أخطر ما في المرض هو انتقاله من شخص مصاب الى آخر لمجرد ملامسته للأعضاء أو الدماء أو إفرازات المصاب، وغالبًا ما سجلت حالات عدوى في دول غرب أفريقيا الموبوءة& أثناء جنازة المصاب المتوفي.

سرعة العدوى

إيبولا هو أكثر من كونه حمى عرضية خاصة وأن الاصابة به تؤدي الى الموت المحتم، كما أن العدوى تنتشر بين البشر بسرعة أكثر من المتوقع. وتظهر على المصاب به أعراض الحمى الشديدة، وآلامٌ في العضلات وفي الرأس، كما يُصاب بحالات تقيّؤ وإسهال، ويتوقف عمل الكلى والكبد، وفي بعض الأحيان تُسَجّل حالات من النزيف الداخلي والخارجي.

وبعد أن توقع العلماء أن يحصد إيبولا نحو 2000 ضحية في غضون ستة أشهر، ها هو العدد يتضاعف قبل انتهاء المهلة ليصل حسب آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية 4500 وفاة نتيجة أسوأ تفشٍ للمرض، ومن المتوقع أن تزداد الأرقام أكثر فأكثر.

حال الدول العربية من المرض

مما لا شك فيه أن الدول العربية لا تزال في مأمن من الوباء لكن الحكومات جامعة تسعى للبقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة أي حالة قد تصل الى بلادهم. ففي مصر التي لا تزال محصنة من الوباء تقوم وزارة الصحة باجراءات شديدة لمحاصرة الفيروس في حال انتقل لدى عودة الحجاج المصريين من السعودية. وقامت السلطات برصد&حالة الوافدين من الحج لاتخاذ الاجراءات اللازمة من حجر صحي& وإتمام الفحوصات اللازمة للكشف عن أي إصابة.

وفي المغرب& فرضت الجهات المعنية إجراءات وقائية في المطار على القادمين من سيراليون، تفاديًا لانتقال وباء إيبولا الى السكان المحليين. أما في الامارات التي تضم أكبر عدد من الجنسيات المتعددة حول العالم حذرت السلطات رعاياها من السفر إلى ليبيريا ومناطق غرب أفريقيا خشية الإصابة بفيروس «إيبولا». وكانت الخارجية الإماراتية حذرت نهاية الشهر الماضي رعاياها من السفر إلى سيراليون بعد ازدياد الإصابات بهذا الفيروس.

أما السعودية التي واجهت تحديًا كبيراً مع استقبالها آلاف الحجاج هذا العام بالتزامن مع ذروة انتشار المرض، استطاعت السيطرة على الوضع الصحي للحجيج ورصد حالة كل حاج في حال مواجهته لأي عارض صحي&.

في لبنان حيث يوجد الكثير من رعاياه في الدول الأفريقية المصابة بإيبولا تقوم وزارة الصحة بكل الاجراءات الضرورية، كما أرسلت تعميماً إلى شركات الطيران، ولا سيما تلك التي تقلّ مسافرين من دول وصلها الفيروس، بضرورة اطلاع الوزارة على أي اصابة، لتتولى متابعة الحالة.

تأهب دولي

وفي ظل الاجتياح السريع للوباء الذي طرق باب أميركا مؤخرًا، لا يزال الطب يقف عاجزًا أمام& إيجاد لقاح أو دواء ناجع يحمي الآلاف من خطر الاصابة به. وفي ظل القلق العارم من وصول الوباء الى دولنا تسعى الحكومات الغربية والعربية جادة لفرض إجراءات وقائية تحول دون انتشار المرض خاصة عبر حركة السفر في المطارات التي تستقبل رحلات من والى الدول الأفريقية المصابة بالوباء.

و تسعى الدول الفاعلة مثل أميركا ولندن لعب دور جوهري في التصدي للمرض، حيث أرسلت الأولى مستشفى عائماً الى سيراليون، أما الثانية فخصصت فرقة من الحرس الوطني للتوجه الى ليبيريا.
وتأتي المساعي البريطانية في إطار برنامج مخصص لمكافحة الفيروس القاتل.كما تنوي لندن& ارسال 750 عسكريًا إلى المستعمرة البريطانية السابقة، للمساعدة في بناء مراكز مكافحة العدوى.
أما أميركا فقد اتخذ رئيسها باراك أوباما تحركاً فعلياً بنشر أول فرق الحرس الوطني في ليبيريا من أجل بناء 17 مركزًا لمعاجلة مرضى إيبولا.