ساهم علاج تجريبي جديد في التخفيف لفترات طويلة عن نسبة كبير من المرضى الذين كانوا يواجهون الموت نتيجة إصابتهم بشكل متقدم من سرطان الدم بعد فشل كل العلاجات القياسية.


لفتت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن ذلك العلاج الجديد لمرض سرطان الدم &ينطوي على خلايا مبرمجة وراثياً من الأجهزة المناعية للمرضى كي يتمكن من محاربة المرض.
وضم البحث الذي أجراه الباحثون بهذا الشأن 30 مريضاً عبارة عن 5 بالغين تتراوح أعمارهم بين 26 و60 عاماً و25 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و 22 عاماً. وكلهم كانوا في حالة إعياء شديدة، حيث تم تشخيص إصابتهم بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وانتكست حالاتهم عدة مرات، ولم يستجيبوا مطلقاً لأي من العلاجات التقليدية.

وبعد مرور 6 أشهر على العلاج، كان ما يزال على قيد الحياة 23 من الـ 30 مريضاً، وبقي 19 منهم في حالة ارتياح تام من أعراض المرض. وأجرى البحث علماء من مستشفي فيلادلفيا للأطفال ومستشفى جامعة بنسلفانيا ونشروه بمجلة نيو انجلاند الطبية. ونقلت النيويورك تايمز عن دكتور ستيفان غروب، الذي قاد جزء البحث الذي أجري في مستشفي فيلادلفيا للأطفال، قوله :" لدينا عدداً من المرضى الذي يشعرون بحالة ارتياح من أعراض المرض ولا يحتاجون إلى علاجات أخرى. وجاءت حالات الارتياح الطويلة من الأعراض لتمنح الباحثين الأمل بأن يكون للعلاج تأثيرات دائمة".

وقالت الصحيفة إن بحوثاً مماثلةً، جاءت أيضاً بنتائج مشجعة، أجريت في مراكز أخرى، بما في ذلك المعهد الوطني للسرطان ومركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان في نيويورك. وأوضحت الصحيفة أن المشرفين على هذا العلاج التجريبي الجديد استعانوا بخلايا- تي الخاصة بالمرضى، وهي نوع من الخلايا المناعية، حيث قاموا باستخراجها ثم قاموا بهندستها وراثياً، باستخدام فيروس معطل لكي يضيفوا مادة وراثية جديدة في الخلايا.

وتعيد تلك المادة الوراثية الجديدة برمجة خلايا تي لتتعرف على أي خلايا تحمل بروتيناً معيناً على سطحها ومن ثم تقتلها. وبعدها تُقطّر الخلايا للمريض ثانيةً على غرار عملية نقل الدم. كما يقوم الباحثون ببرمجة الخلايا لتتكاثر، وبالتالي يكون بوسع كل خلية من تلك الخلايا أن تتمخض عن عدد إضافي من الخلايا القاتلة للسرطان التي ربما تصل إلى 10 آلاف خلية. ورغم أن العلاج لم يبدو فعالاً مع كل المرضي، بدليل وفاة 7 مرضى من الـ 30 مريضاً، إلا أن أحد الباحثين وصف درجة الفعالية التي يحظى بها العلاج بأنها "قد فاقت كل توقعاته".