يعد حمام الصباح بالنسبة للكثيرين من الطقوس المقدسة التي يجب ان يبدأ النهار بها، لكن أطباء الأمراض الجلدية يحذرون من كثرة الاستحمام&لما لها من آثار سلبية على صحة الجلد.
نهى أحمد من سان خوسيه: عمل الطبيب الاميركي جون وستور من جامعة ميتشغان على دراسة تتناول أضرار عادة المواظبة على الحمام الصباحي رغم أن البعض يراها أساسًا للنظافة. يقول وستور: "في كل صباح وبعد الاستيقاظ مباشرة يتوجه الكثيرون الى الحمام& للاغتسال بالماء الساخن والصابون دون التفكير بالاضرار التي تلحق بجلدهم، أبرزها جفاف الجلد ما يجعله حساسًا... فالجسم يحتاج فقط الى نظافة بسيطة".
ويضيف كثيرون لا يعلمون أن فوق الجلد اكثر من 10 آلاف نوع من البكتيريا، وتعج على جسم الانسان كائنات حية دقيقة الا انها كلها تشكل طبقة طبيعة واقية للجلد. ومع أن النظافة تبقي الجلد صحيًا ونضرًا& لكن يجب عدم المبالغة،& فالاغتسال الدائم لا يزيل الاوساخ عن الجلد،&ولا يزيل العرق وروائح أخرى فقط، بل يقضي على الطبقة الواقية هذه التي تحمي من الجراثيم الضارة وتحافظ على البشرة ناعمة، ومع ان هذه الطبقة يمكن ان تتعافى بسرعة لدى الأصحاء& الا ان كثرة الاستحمام تشكل مع الوقت ضررًا اكيدًا عليها او يجعلها شفافة فيفقد الجلد حمايته ويكون عرضة للاصابة بأمراض جلدية كالأكزيما.
ومن اجل نظافة اساسية للجسد،& فإن الحمام او الدوش ليس ضروريًا يوميًا، اذ يكفي& استعمال منشفة صغيرة مبللة بالماء والصابون الصحي والخالي من مواد تقضي على الطبقة الدهنية، لتنظيف اليدين والقدمين ومنطقة الفخذين والصدر ووسط الظهر والمناطق الحساسة ( الاعضاء التناسلية) التي هي مصدر العرق،& ويكفي استعمال المنشفة المبللة حتى لمن يمارس رياضة أو يتعرق كثيرًا لتنظيف ما تبقى من الجسد.
ولكي يبقى الجلد سليمًا ينبغي اتباع بعض النصائح& عند الاستحمام.... منها:
-أخذ حمام قصير ودافئ ، فالماء الساخن يمكنه ان يسبب انتفاخ الطبقة القرنية وبالتالي تدمير الطبقة الطبيعية الواقية التي تكون عادة فوق الجلد. فكلما قصرت مدة الحمام أي اقل من خمس دقائق وكان الماء أقل حرارة كان ذلك أفضل، كما يفضل الدوش عند الجلوس في المغطس والاستحمام.
- الاكتفاء& بالاستحمام ثلاث مرات أسبوعيا، فغدد التعرق تكون عند الابطين والقدمين وعليه يجب الاكتفاء يوميا بتنظيف هذه الأماكن إضافة الى الأماكن الحساسة الأخرى في الجسم .
وهنا يفضل اطباء الجلد عند الاستحمام استعمال الصابون او الجيل المخصص للاستحمام قليل الرغوة لانه لا يذيب الدهن الصحي عن الجلد ويحافظ على الطبقة الواقية الطبيعية.
وتوجد انواع من الجيل للدوش تكون فيه نسبة بي اتش ( المادة الهيدروجينية) حتى 5،5 فقط، هذا النوع يوفر&حماية للجلد من الجفاف مع ذلك يجب استعمال كمية قليلة منه، كما يجب تفادي مساحيق الاستحمام المحتوية على العطور والمواد الملونة والحافظة، وعدم& استعمال ما يسمى بالبيلينغ ( مادة لدعك الجلد) لانها تزيل الطبقة الطبيعية الواقية وتهاجم الطبقة العليا منه.
-استعمال الصابون الطبي الحاد ضد البكتيريا ليس ضروريًا ومن الافضل استعمال نوع صابون خفيف.
-اذا كان الجلد حساسًا لا بد من تفادي تجفيفه بالفرك بل التربيت بالمنشفة وبلطف.
-استعمال كريم ملطف للجلد من الأمور الضرورية بعد اخذ الدوش فهو يعيد الحيوية الى الجلد، ويجب اختيار النوع المناسب او النوع الذي يتحمله كل جلد.
ويلفت التقرير الى ان حكاك الجلد لا يعني بالضرورة اتساخه بل يكون ذلك عادة بسبب كثرة الاستحمام .
أمراض جلدية بسبب كثرة الاستحمام
وتشير بيانات دولية الى ان 84 في المئة من سكان المدن في البلدان الغربية يستحمون يوميا لاعتقادهم بأن ذلك أفضل أنواع النظافة غير مدركين& المشاكل منها جفاف الجلد لفقدان الطبقة الطبيعية الحامية ما يجعله ضعيف المقاومة للبكتيريا بالاخص، ومن الأمراض الجلدية النموذجية التي تسببها كثرة& الاستحمام بالاخص بالصابون السيئ النوع والماء الساخن هي الاكزيما والحكاك وقشرة الرأس والاكتفاء بالحمام حتى ثلاث مرات.
لكن من لا يستطيع التخلي عن الحمام اليومي عليه اقتصار وقت الاستحمام على بضع دقائق وبالماء الدافئة&لا تتعدى حرارته الـ36 درجة. وينصح التقرير بالتخلي عن الصابون أو الجيل واستعمال أنواع معينة من الشامبو عند الضرورة، مع غسل الأماكن الحساسة من الجسم يوميًا مرتين أو ثلاث مرات،&بالأخص في الأيام الحارة واستخدام زيوت للجسم غير معطرة بالأخص زيت الزيتون لحماية الجلد بعد الحمام خاصة لذوي الجلد الجاف.
التعليقات