مع اقتراب فصل الخريف ومعه أمراض الإنفلونزا والبرد، تبدأ الدول بالتحضير لموسم التطعيم أو التلقيح، حتى أن بعضها يذهب لحد تأمين التطعيم مجانا لكافة المقيمين على أرضها درءً لمخاطر الفيروس الأكثر انتشارا في العالم.
&
يفتح هذا الأمر الباب أمام جدال طبي طويل حول جدوى التطعيم من عدمه، ففي حين يذهب البعض بلا أي تردد لتلقي جرعات التطعيم، يحجم البعض الآخر عن ذلك مفضلين أن تأخذ الطبيعة مجراها وأن يقاوم الجسم الأمراض وفق قدرة جهاز المناعة.
&
تنقسم وجهات النظر الطبية حول الأمر وتتطور لحد توجيه أصابع الاتهام نحو الآخر وتحميله مسؤولية نشر الأمراض والأوبئة ولكل مبرراته وأسبابه.
&
حماية القطيع أو "Herd Immunity":
تروج الجهات الداعمة للتطعيم لنظرية "حماية القطيع" والتي تعني أن نشر التطعيم بكثرة بين مجتمع ما سيحمي غير المطعمين بطبيعة الحال عبر الحد من نشر الفيروس والقضاء عليه.
&
في المقابل يعتبر المعارضون أن هذه النظرية غير صحيحة، ويوضح الدكتور المتخصص بالمواد السامة راسل بلاي لوك على موقع "المجلس الدولي الطبي للتطعيم": "لو استمعنا لوجهة النظر الأخرى فإننا سنواجه وباء جماعيا إذا انخفضت نسبة التطيعم تحت الـ 95%، لكن الحقيقة بأننا عشنا نحو 40 عاما حتى الآن بنسبة تلقيح أقل من 50%، ما يعني أن حماية القطيع لم تكن متوافرة أصلا في مجتمعنا وبأنها مجرد كذبة تروج لها شركات تصنيع الأدوية لإخافة الجمهور والسلطات الطبية".
&
ويذهب المعارضون إلى حد اتهام الملقَحين أو المطَعمين بنشر المرض عند التلقيح، فالطعم هو عبارة عن جرعة تحتوي فيروس ضعيف وحي إلى جانب الأجسام المضادة له، تبقى الجرعة في سوائل المُطعم لفترة من الزمن، وهي الفترة الأكثر خطورة حين يمكن أن يعدي الآخرين، في ما يطلق عليه تسمية "إيواء الفيروس" أو "viral shedding".
&
كما يناقضون نظرية "حماية القطيع" بأن النساء الحوامل والأطفال وكبار السن هم الحلقة الأضعف في المجتمع وهم خارج دائرة تلقيح العديد من الأمراض فلو كانت الحماية عبر التطعيم فقط، لكانوا الأخطر على المجتمع.
&
وبين هذا وذاك يبقى السؤال المطروح هل نطعم أطفالنا أم لا؟