في عددها الأخير أشارت مجلة هلث كير الأميركية الى ان التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة الانسان وسلوكه وعاداته الضارة بالصحة ادت الى انتشار أمراض تعتبر حسب المعايير الطبية مزمنة وخطيرة أيضا.


تصيب&الامراض المزمنة&النساء كما الرجال وتكثر بعد سن الاربعين وتزداد انتشارا مع التقدم في العمر او بين المتقدمين في السن. ويعود السبب في ذلك الى تعرض الانسان الى مجموعة من المؤثرات الضارة بالصحة التي تؤدي الى تبدلات لا تظهر نتائجها مباشرة على أعضاء الجسم وانما تتطلب بضع سنوات قبل ظهور أعراضها التي تنذر بحدوث المرض.

وتوصف هذه المؤثرات بالعوامل الخطيرة لانها تساهم في إضعاف مقاومة الجسم للأمراض وإتلاف أجهزته ما يؤدي الى سهولة تعرضه لاصابات متعددة قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة او الى عجز دائم اذا تأخر الكشف عنها أو أهمل علاجها. ومن هذه العوامل الخطيرة زيادة الوزن او السمنة والتدخين والخمول اي عدم الحركة وعادات الاكل السيئة مثل الافراط في تناول الدهنيات الحلويات وتعاطي الكحول، والاخطر من كل ذلك الضغط النفسي والتوتر العصبي الدائم.

ومن أهم وأخطر الأمراض المزمنة والتي لها علاقة بعوامل الخطر هذه امراض القلب والشرايين والكلى والسرطان ومرض السكري.

أمراض القلب والشرايين: كما هو معروف فان القلب عضلة مجوفة تتصل بالشرايين والاوردة وتضخ الدم الى اعضاء الجسم، ما يعني انه يحمل الغذاء والاستمرارية لها، فاذا ما قل وصول الدم الى كل أجزاء الجسم فان وظائفها تصاب بالخلل الوظيفي. ومن مسببات المرضين كثرة تناول الدهنيات والنشويات والملح وما يزيد المشاكل قلة الحركة لانها تؤدي الى تراكم الشحوم داخل الشرايين فيؤدي مع مرور الوقت الى تصلبها وعدم معالجتها بسرعة يسبب انسدادها كليا.

مخاطر التدخين: من أهم العوامل التي تلحق الضرر بالقلب والشرايين هي التدخين والكحول، فمع الوقت يصبح القلب عاجزا عن تأدية وظائفه على أكمل وجه وتصاب الشرايين التي تغذيه بالتصلب والتضيق مما يعرض الانسان لنوبات الذبحة الصدرية التي تترافق بضيق النفس وألم الصدر الشديد، اما اذا حدث انسداد كامل في هذه الشرايين نتيجة ترسب الشحوم على جدرانها وتجلط الدم فقد يؤدي ذلك الى الوفاة وهو ما يعرف بالجلطة.
وقد تقتصر مخاطر التصلب على فقدان الشرايين مرونتها فيصاب الانسان عندها بارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي بدوره الى مضاعفات تصيب القلب والكلى اذا ما اهملت معالجته، او حدوث جلطة في الدماغ او انفجار أحد الأوعية الدموية وحدوث نزيف داخل الدماغ فيسبب شللا نصفيا. هنا ينصح التقرير كل من تجاوز سن الأربعين بمراجعة طبيب العائلة بشكل منتظم وقياس الضغط الدم يوميا لدى الصيدلي وتناول الأدوية المعالجة بشكل منتظم.&
&
مرض السكري: يعتبر هذا المرض بشكل عام وراثي لكن يمكن ان يصيب أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم. كما أثبت الطب ان بعض العادات السيئة تساهم في الاصابة به منها الاكثار من الطعام غير المغذي والافراط من تناول الحلويات والنشويات والدهون الحيوانية وبشكل أساسي قلة الحركة.
ولا يترافق هذا المرض بعوارض واضحة سوى بالاحساس بالجوع والعطش وكثرة التبول وتناقص الوزن واهمال علاجه عبر العقاقير وفحص نسبة السكر في الدم بشكل منتظم يؤيد الى الحاق الضرر باعضاء في الجسم خاصة الكلى والاعصاب والبصر، ويزيد التدخين وتناول الكحول من خطورة هذه المضاعفات. لذا ينصح التقرير بوجوب إجراء فحص مخبري لكل شخص ما فوق العشرين سنة بالاخص من توجد لدي تاريخ عائلي مع المرض( الأم او الأب او الجد او الجدة) ، أو عند الشعور بالعوارض التي سبق وذكرت.

السرطان: على الرغم من ان العوامل المسببة للاصابة بالسرطان لم تحدد علميا بعد لكن توجد بحوث علماء يعتقدون بان المدخنين أكثر عرضة للاصابة بسرطان الرئة من غير المدخنين، وبان الذين يعرضون أجسامهم لأشعة الشمس القوية بصورة متكررة أكثر عرضة للاصابة بسرطان الجلد، كما ان الاكثار من تناول الاطعمة المحتوية على التوابل والبهارات والمواد الحافظة والملونة الموجود عادة في المعلبات واستعمال زيت القلي عدة مرات والادمان على تناول المشروبات الروحية يتعرض للاصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، ومن أجل اكتشاف الاصابة مبكرا لا بد من مراجعة الطبيب عند ملاحظة اي تغير جلدي أو تغيير في نبرة الصوت او لون البراز ( اسود او داكن) وتنصح المرأة بعد سن الـ 40 باجراء فحوصات نسائية كاملة و فحص للثديين مرة كل سنة.