يستخدم الجراحون براغي وألواحًا وقضباناً من حديد أو مادة التيتان في تجبير كسور العظام المضاعفة، ثم يحتاجون إلى عملية ثانية، وربما ثالثة لإزالة هذه المواد. مادة جديدة من معدن وسيراميك، وتذوب في الجسم، ستحل المشكلة مستقبلاً.


يقول العلماء من معهد فراونهوفر الألماني للأبحاث على المواد ان المادة الجديدة لا تريح الطبيب في عمليات جروح الكسور فحسب، وإنما تقلل من ألم تكرار العمليات على المريض، كما تقلل كلفة تجبير العظام على شركات التأمين الصحي وعلى المريض. فضلاً عن ذلك، فإن المادة الجديدة أكثر شبهاً بالمادة العظمية، وهي سبيكة نانوية من التيتان والحديد، أخف وزناً، ويتقبلها جسم الإنسان ولايرفضها.

استعرض علماء فرانوهوفر المادة في معرض الأجهزة الطبية الدولي في دسلدورف في العام 2014، وقالوا حينها انهم سيحتاجون إلى بضع سنوات كي يطوروها إلى مادة تذوب في الأنسجة الجسمية، ولاتترك أثراً، ولاتخلف أية مواد ضارة بالجسم. وكانت المادة قبل سنتين قد استخدمت في صناعة لوالب لتجبير كتف رجل أصيبت بكسر مضاعف.


أطلق العلماء على المادة اسم المركب الحديدي- السيراميكيIron-Tricalciumphosphat. وجاء في تقرير صحفي لمعهد فراونهوفر أن المادة تصلح أيضاً لعمليات ترميم كسور العظام التي تحتاج إلى وقت طويل كي تلتئم، لأن من الممكن التلاعب بالفترة التي تبقى فيها في الجسم قبل أن تتحلل ذاتياً. وتم في صناعة المادة توقيتها كي تتحلل بنفس السرعة التي يلتئم بها العظم المكسور. وهكذا تتحلل المادة بالكامل حينما يكون العظم قد التأم وأصبح قوياً.
&
وسر المركب الحديدي-السيراميكي الثاني، بعد التحلل ذاتياً، أنه يحتوي على مواد تعزز عملية نمو والتئام المادة العظمية. وتتألف المادة من 60% حديد و40% سيراميك، لكن من الممكن التلاعب بهذه النسب بما يتلاءم مع كل عظم، كما يمكن من خلال التلاعب بالنسب تقدير فترة انحلالها في الجسم.
&

ثم تمكن العلماء، في التجارب المختبرية والسريرية، من تعديل نسبة تكوين المركب الحديدي-السيراميكي بما يرفع سرعة نمو العظام بطول 120-240 ميكروميتر في السنة. وفي تجبير كسر في عظم الكتف تمكن العلماء من توقيت ذوبان المادة مع وقت استعادة العظم لعافيته بعد سنة بالكامل، تحللت المادة بعدها ذاتياً. وجاء في تقرير معهد فراونهوفر الصحفي انهم ينتظرون لهذه المادة مستقبلاً كبيراً وواعداً في جراحة الكسور والعظام.&

وذكر الدكتور فيليب امغروند، مدير مشروع Eisen-Tricalciumphosphat، ان الأطباء نجحوا في استعادة أصابع قدم مقطوعة بفضل لوالب من مواد استخدمت في ترميم الكسر، وبعدها ذابت اللوالب في القدم. وتمت صناعة المادة من مسحوقي الحديد والسيراميك، وهو ما منحها صفة المسامية، وأن هذه المسامية هي سر امكانية التحكم بعمرها وقدرتها على التحلل ذاتياً. منحها الحديد الصلابة المطلوبة، ومنحها السيراميك المرونة والقدرة على التحلل، فيما منحتها البنية المسامة خفة الوزن والمتانة. وتولى معهد فراونهوفر لتقنية الليزر مهمة تزويد المادة بالقدرة على تعزيز وتسريع نمو العظام.

ويعدو الفضل إلى معهد فراونهوفر للأبحاث على المواد الجديدة في تطوير سبيكة من التيتان بالغة المتانة، وقليلة الوزن، ولا يلفظها الجسم البشري حينما تستخدم في تجبير الكسور. وكمثل فإن سبيكة بعرض ا سم وسمك ملم واحد فقط قادرة على ترميم كسور عظم الساعد. وذكر البروفيسور يروجن بريمه، خبير المواد الحديثة من المعهد، ان جسم الإنسان يتقبل السبيكة الأخيرة بشكل جيد جداً. كما أن أنسجة جسم الإنسان صارت تبني خلاياها على السبيكة كما تنمو على العظام الطبيعية. فسبيكة التيتان الجديدة ما عادت& "جسماً غريباً"، وتصمد في جسم الإنسان17 سنة في الأقل قبل أن تستجد الحاجة لتبديلها. وهناك حالات قليلة تم رصدها لدى رياضيين يعانون من حساسية ضد التيتان، إلا أن السبيكة صالحة لأكثر من 98% من من الناس.&