منذ اثني عشر الف عام، انقرض حيوان الماموث وهو ما أثار العديد من الاسئلة وعلامات الاستفهام لدى الباحثين المعاصرين عن الاسباب الحقيقية وراء ذلك، ومؤخرا يقول باحثون روس إنّ سبب إنقراض الماموث عائد إلى مرض "جوع المعادن" الذي يسبب هشاشة العظام وتشوّهها.


ميسون أبو الحب: قال البعض ان سبب إنقراض الماموث هو التغييرات المناخية، وقال آخرون إنها الامراض فيما عزا آخرون الامر الى تحولات جيولوجية. وذهب البعض الى اتهام الانسان بأنه وراء تصفية هذا الحيوان الضخم.

لكن علماء روسا خرجوا اخيرا بنظرية جديدة تقول إن الماموث قضى بسبب هشاشة العظام.

فكر هؤلاء الباحثون الروس في هذا الاحتمال منذ 15 عاما وقالوا إن الماموث كان يعاني مما اسموه ب "جوع للمعادن" وجاء ذلك بعد تحليلهم 23500 الف قطعة من بقايا عظام واسنان عثروا عليها في اماكن مختلفة.

عظام شوهها المرض

لاحظ الباحثون ان العظام كانت خفيفة وطرية وسهلة الكسر والانكى من ذلك لاحظوا ان 90 بالمائة من البقايا التي عثروا عليها في اثنتين من مقابر الماموث يعانون من امراض في العظام منها هشاشة العظام وتليفها ولينها.

ويقول سيرغي ليختجنسكي من جامعة تومسك الذي اشرف على هذه الدراسة ان بعض العظام لم تبد متأثرة بهذه الامراض فحسب بل بدت مشوهة ايضا.

وقال الباحث ايضا في تصريحات نقلتها صحيفة (ليزيكو) الفرنسية، إن هشاشة العظام ادت الى تصدع العظام والى تكسرها وعزا السبب الى ان هذه الحيوانات لم تجد ما يكفي من الغذاء ما ادى الى ضعف بنيتها وتدهور صحتها العامة ثم عجزها عن الحركة والجري.

أملاح غير كافية

سبب اصابة الماموث بهذا المرض هو نقص الاملاح ونقص المعادن.

وكان الماموث معتادا على التواجد في مناطق طينية غنية باملاح الصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم والفسفور وهي كلها مهمة لطبيعة جسمه. ولكن وللاسف، بدأت هذه المعادن تنضب لاحقا في نهاية العصر الجليدي بسبب تغييرات جيولوجية كبيرة.

وشيئا فشيئا ارتفعت مناسيب مياه المحيطات وبدأت تغمر العديد من السهول ثم ادت امطار غزيرة الى تجريد التربة من معادنها.

وبهذا فقد حيوان الماموث ما كان يعتمد عليه في طعامه وبدأ يموت جوعا… للمعادن.