تم تحويل المنطقة المحيطة بمفاعل تشيرنوبل، في دائرة قطرها 30 كيلومترا، إلى محمية فريدة تكاثرت فيها الحيوانات النادرة، ما أكده خبراء في عالم الحيوان الذين قالوا إن الوجود البشري يمكن أن يكون أخطر على الحيوانات من الإشعاعات النووية.
تحولت المنطقة المحيطة بمفاعل تشيرنوبل والتي هجرها سكانها إلى محمية فريدة من نوعها تكثر فيها الحيوانات البرية، بعد ثلاثين عاما على الكارثة النووية، في مشهد قد يبدو خياليا للأشخاص الذين لا يزالون يحتفظون بذكرى مأساة تشيرنوبل والعواقب الكارثية التي تسببت بها على كل أشكال الحياة.
ويقول دينيس فيشنيفسكي كبير المهندسين في "المنطقة المحظورة" الواقعة في دائرة قطرها 30 كيلومترا حول موقع الكارثة "عندما هجر السكان المنطقة عادت الطبيعة لتزدهر". وينتشر حوله قطيع من الجياد البرية تبحث عن ما تقتاته تحت طبقة سميكة من الثلج.
لكن فيشنيفسكي، وهو عالم حيوانات أيضا، يقول إن الوجود البشري مضر بالحيوانات أكثر من مفعول الإشعاعات، فالحيوانات، وإن كانت تعاني من أمد حياة أقصر ومن تراجع في التكاثر بسبب الإشعاعات، إلا أن عددها وتنوعها زادا بوتيرة غير مسبوقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
وأشار فيشنيفسكي "الإشعاعات منتشرة أينما كان هنا ولها تأثيرات سلبية"، لكنها أقل خطورة من التدخل البشري. وقد أجلي أكثر من 130 ألف شخص من المنطقة في الأيام التي تلت الانفجار النووي.
"نهضة بيئية"
ورغم أن أنواعا من الحيوانات التي تعتمد على النفايات البشرية مثل اللقلق الأبيض وعصفور الدوري أو الحمام غابت عن هذه المحمية، إلا أن الأجناس المستوطنة التي كانت مزدهرة في الطبيعة قبل الكارثة عادت لتظهر، ومنها الذئاب والدببة والوشق والعقاب ذو الذيل الأبيض.
وفي العام 1990، نقلت مجموعة صغيرة من أحصنة بريفاسكي الآيلة إلى الاندثار إلى المنطقة لمعرفة إن كانت قادرة على الصمود. وقد نجح الاختبار وباتت حوالي مئة من هذه الجياد ترعى في الحقول الخالية. ويقول فيشنيفسكي "نسمي ذلك نهضة بيئية".
إلا أن مارينا شكفيريا، الباحثة في معهد شمالهاوس لعلم الحيوانات والتي تراقب موقع تشيرنوبل، تحذر من أن السياح الكثر الذين يزورون المنطقة والموظفين الذين يهتمون بصيانة المحطة سيلحقون الضرر بالطبيعة، وتقول "لا يمكننا القول إن المنطقة جنة للحيوانات. الكثير من الناس يعملون في المحطة وثمة أيضا سياح وصيادون غير شرعيين". فيما يؤكد فيشنيفسكي أنه بات من الضروري الآن استخدام هذا المجال الحيوي الناشئ دون إلحاق الضرر به.
ويذكر أنه في 26 نيسان(أبريل) 1986 انفجر المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبل الواقعة في شمال جمهورية أوكرانيا، السوفياتية آنذاك، ناشرا إشعاعاته في جزء كبير من أوروبا. ولا يزال مستوى الإشعاعات يصل إلى 1700 نانوسيفيرت في الساعة أي 10 إلى 35 مرة أعلى من المعدل المسجل في الولايات المتحدة.
- آخر تحديث :
التعليقات