رغم التحذيرات التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر عن مخاطر التعرض بشكل مستمر لأشعة الشمس خشية الإصابة بسرطان الجلد، إلا أن أبحاثاً جديدةً وجدت أن الحصول على جرعة جيدة من أشعة الشمس يمنحنا حياة أطول وأكثر صحة وسعادة.

وأظهرت تلك الأبحاث أن ضوء الشمس قد يوفر لنا الحماية من مجموعة كبيرة من الحالات الخطرة مثل السمنة، النوبات القلبية، السكتات الدماغية، الربو والتصلب المتعدد.

وتوصل الباحثون إلى وجود علاقة بين ضوء الشمس وبين تعزيز رغباتنا الجنسية وحالتنا المزاجية العامة. وجاءت تلك الأبحاث الجديدة لتكشف عن فوائد أخرى تتسم بها أشعة الشمس بعيداً عن فيتامين دي المفيد لصحة العظام والأسنان والفعال على صعيد توفير الحماية من سرطان الأمعاء، حيث تبين أن أشعة الشمس تفيد أجسامنا بعدة طرق متنوعة. 

ويعتقد العلماء الآن أن التعرض للشمس يحفز أجسامنا لإفراز مادة أكسيد النتريك الكيميائية التي تساعد على توفير الحماية لنظام القلب والأوعية الدموية بالإضافة لإفراز مادة السيروتونين التي تعزز الحالة المزاجية.

وخلصت مؤخراً دراسة شملت ما يقرب من 30 ألف امرأة سويدية إلى أن نقص التعرض للشمس يحظى بنفس التأثيرات الضارة الخاصة بالتدخين على صحة الإنسان.

وتبين من نتائج الدراسة أن السيدات اللواتي يحرصن بصورة كبيرة على التعرض للشمس بشكل متواصل قد انخفضت لديهم بشدة مخاطر التعرض للوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحالات مرضية أخرى غير مرتبطة بالسرطان. 

كما شدد الباحثون على احتياج كبار السن تحديداً للتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس، نظرا لمساهمة ذلك في حمايتهم من أمراض القلب والأوعية الدموية والحد من مخاطر إصابتهم بضغط الدم ومن ثم تقليل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

كما ثبت من خلال البحوث أن أشعة الشمس تساعد بصورة فعالة على التقليل من الالتهابات. وتبين أيضاً أن أشعة الشمس ربما تساعد في الحفاظ على صحتنا وعلى نحافتنا. حيث وجدت دراسات أجرتها جامعتا ساوثامبتون وأدنبرة أن الأشعة فوق البنفسجية قد تحول دون ظهور السمنة وكذلك أعراض مرض السكري من النوع الثاني. 

وأظهرت الدراسات في الوقت عينه أن نقص تعرض الأطفال لأشعة الشمس وقضائهم فترات طويلة بالأماكن المغلقة يزيد من خطر تعرضهم لمشكلة قصر النظر. كما أظهرت نتائج خاصة بعلم الأوبئة أن الناس الذين تتوافر لديهم أشعة الشمس بشكل أكبر يميلون للعيش فترة أطول، رغم تزايد خطر مرض سرطان الجلد.