ويقول علماء في جامعة أكسفورد إنه على الرغم من أن الأطباء يُنصحون بتوجيه مرضاهم لتناول الأسبرين، فإن فوائد تناوله في وقت مبكرة أمر "يستهان به بدرجة كبيرة" إضافة إلى تأخر العلاج به.

ودعا العلماء في دراستهم المنشورة في مجلة "لانسيت" الطبية إلى ضرورة وجود دليل إرشادات عامة وطبية أكثر وضوحا.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إنها ستبحث بعناية نتائج الدراسة.

ساعات حرجة

وتحدث الجلطة الدماغية الخفيفة (نوبات فقر الدم المؤقتة أو الجلطات الصغيرة) عند توقف تدفق الدم إلى المخ. وتسبب الجلطات الدماغية ضعفا في الأطراف ومشاكل في القدرة على الكلام والرؤية وعادة ما تختفي أعراضها خلال أيام.

غير أن احتمال تطور الحالة إلى الإصابة بجلطة شديدة، مع وجود المزيد من الأعراض الدائمة، يزداد خلال الأيام التي تلي الإصابة مباشرة. وأشارت دراسات سابقة إلى أن الأسبرين يلعب دروا في الحد من هذا، لا سيما على المدى الطويل، من خلال الحد من مخاطر تكون جلطات الدم.

لكن فريق العلماء يقول إن نتائجهم تظهر أن معظم الفوائد تكمن في الساعات والأيام الحرجة الأولى بعد التعرض لجلطة خفيفة أو نوبات فقر الدم المؤقتة.

ويعتقد العلماء بأن العلاج المبكر بالأسبرين في هذا الوقت يمكنه الحد من خطر الإصابة بجلطة شديدة من خمسة في المئة إلى واحد في المئة يوميا. وقال بيتر روثويل، كبير الباحثين في الدراسة، إن فوائد العلاج الفوري بالأسبرين "يُستهان به بدرجة كبيرة".

وأضاف: "نحن في حاجة إلى تشجيع الناس، إذا كانوا يشتبهون في وجود أعراض عصبية ربما تشير إلى جلطة خفيفة، على تناول الأسبرين فورا، إضافة إلى البحث عن رعاية طبية مثالية."

كيف يمكنك التعرف على الجلطة؟

الوجه: إذا انحرف الوجه على أحد جوانبه؟ هل يستطيع الابتسام؟

الأذرع: هل يستطيع رفع أذرعه وإبقاءها مرفوعة؟

الحديث: هل هناك تعلثم في الكلام؟ إذا وجدت أيا من تلك الأعراض، إذن فهي جلطة

أعراض أخرى للجلطة والجلطة الخفيفة، مثل:

فقدان مفاجئ للرؤية أو صعوبة في الرؤية في إحدى العينين أو كلاهما

ضعف مفاجئ أو تخدر في إحدى نواحي الجسم

فقدان مفاجئ للذاكرة أو الارتباك

دوار مفاجئ، عدم ثبات، سقوط مفاجئ، لا سيما مع وجود أحد الأعراض الأخرى

المصدر: جمعية جلطة الدماغ البريطانية

ويدعو الباحثون الآن إلى توفير خدمات طبية، من بينها توفير خطوط هاتفية مساعدة للتواصل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمسعفين، للتوصية بتناول العقار فورا في حالة الاشتباه في الإصابة بنوبات فقر الدم.

في غضون ذلك، يقول العلماء إنه من الضروري ألا يسمح للمرضى المصابين بجلطات خفيفة بالخروج من الطوارئ إلى منزلهم فحسب والنصح بإضافة الأسبرين إلى وصفاتهم الطبية التالية.

وراجع الفريق بيانات 15 تجربة تضم آلاف المصابين الذين تناولوا الأسبرين فور الإصابة بالجلطة أو تناوله كعلاج طويل المدى لمنع الإصابة بجلطة ثانية.

ووصف ديل ويب، من جمعية الجلطات الدماغية في بريطانيا، نتائج الدراسة بأنها "تطور مثير".

وأضاف أنه مع ذلك من المهم التنويه إلى أن تناول الأسبرين ليس بديلا عن البحث عن رعاية طبية.

وتابع أن "النتائج تشير إلى أن أي شخص لديه أعراض الجلطة، التي تشهد تحسنا أثناء انتظار الرعاية الطبية العاجلة، يمكنه إذا استطاع تناول الأسبرين".

وقال توني رود، المتخصص في الجلطات الدماغية بالهيئة الصحية الوطنية في بريطانيا "هذا التقرير يشمل بيانات يتعين دراستها بعناية، ومن ثم إجراء تغييرات مناسبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك وإدخالها في دليل إرشادات للتعامل مع الجلطات الحادة ونوبات فقر الدم المؤقتة."

ويقول خبراء في مجال الصحة إنه لا يمكن للشخص تناول الأسبرين بصورة عامة دون استشارة الطبيب إذا كان يعاني من اضطرابات نزفية أو مشاكل في البلع، ويتعين تناوله بحذر إذا كان الشخص مصابا بالربو.

ومن المقرر تزويد الأطباء بدليل إرشادي للتعامل مع الجلطات في الخريف المقبل.