ظلت هذه المريضة مصابة بالشلل طيلة 11 عاما حتى بدء البرنامج

في نتيجة مفاجئة، استعاد ثمانية أشخاص مصابين بالشلل بعضا من قدرتهم على الإحساس والحركة، وذلك بعد خضوعهم لنحو عام لبرنامج تدريبي يهدف إلى تعليمهم المشي داخل هياكل خارجية آلية.

ويعتقد باحثون أن العلاج يعيد إحياء تحكم المخ في الأعصاب التي نجت من الإصابة بالشلل في العمود الفقري.

وأجريت الدراسة بأحد المختبرات في ساو باولو بالبرازيل، بقيادة الدكتور ميغول نيكوليليس من جامعة ديوك الأمريكية.

ونشرت نتائج الدراسة في دورية ساينتفيك ريبورتس.

وأُصيب الأشخاص الثمانية لفترة تراوحت بين 3 و13 عاما قبل مشاركتهم في برنامج إعادة التأهيل. وتعد حالات الشلل المزمنة مثل هذه الأشد مقاومة للعلاج.

وقال نيكوليليس "إذا تبيّن إصابتك بضرر كامل ولم يطرأ عليك تحسن بعد 18 شهرا، فإن احتمال استعادة القدرة على الحركة أو الشعور أقل من مستوى الضرر ينخفض إلى صفر".

لكن حين أجرى نيكوليليس وفريقه اختبارات عصبية، كل ثلاثة شهور خلال عام من التدريب، رصدوا تحسنا في تحكم المرضى في عضلاتهم، وكذلك إحساسهم باللمس.

كما شهد المرضى تحسنا ملحوظا في حالة الأحشاء، وهو ما ظهر في صورة تحسن في وظائف الإخراج والمثانة، التي تعد حيوية بالنسبة لهم.

وبالإضافة إلى الاستخدام المكثف لجهاز لا يخترق الجسد، شمل برنامج التدريب كذلك توظيف أسلوبين معروفين من أساليب العلاج الطبيعي يقومان على المشي بمساعدة هيكل.

ولم يتوقع الباحثون أن تتحسن حالة المرضى على هذا النحو، إذ كان هدفهم مع بداية الدراسة اختبار مدى قدرة المصابين بالشلل على تعلم المشي مرة أخرى بمساعدة هيكل خارجي يتم التحكم فيه من خلال المخ.

ويرى نيكوليليس أن هذا التدريب كان عاملا أساسيا في التقدم المفاجئ في الوظائف العصبية لدى المرضى.

وقال "من الناحية الفعلية، ألغى مخ واحد من هؤلاء المرضى فكرة وجود ساقين. أنت مشلول، لا يتحرك، و(بالتالي) الساقان لا تبعثان إشارات ارتدادية".

وأضاف "باستخدام مخ آلي وسيط في بيئة واقعية، رأينا أن هذا المفهوم قد بدأ يظهر من جديد على نحو تدريجي في المخ".

وفي البداية، كان الفريق ينوي استخدام هذه التقنية للتحكم في السيقان الآلية، لكن خلال 12 شهرا شاهدوا هذا التحسن الكبير في النتائج السريرية الأساسية، لدرجة أن تشخيص حالة أربعة من بين المرضى الثمانية تغير ليصبح حالة شلل سفلي جزئي.

ويعتقد نيكوليليس أن التحسن لم ينشأ فقط من تزايد مجهود المخ للتحكم في الساقين، وإنما أيضا من إعادة تنشيط اتصالات الأعصاب القليلة الناجية من الإصابة في العمود الفقري للمريض.

وعندما تبدأ هذه الألياف القليلة في إرسال رسائل مرة أخرى، يتوقع نيكوليليس أن يحدث بعض النمو للأعصاب مرة أخرى.

وأضاف نيكوليليس أن هذا التحسن مستمر، منذ برنامج التدريب الذي دام 12 شهرا، والذي يعود لعام 2014. لكن النتائج الأحدث لم تنشر بعد.

وتعليقا على الدراسة، قال خبراء في مجال إعادة تأهيل العمود الفقري إن من غير الواضح أي جزء في البرنامج التدريبي هو المسؤول عن عن التحسن. غير أنهم أشاروا إلى أن درجة التعافي مثيرة للإعجاب مقارنة بعدة استراتيجيات أخرى لإعادة التأهيل.

من جهته، أعرب الدكتور مارك بيكون، من معهد أبحاث العمود الفقري في بريطانيا، عن اعتقاده بأن النتائج واعدة، لكنّه شدد على أن من الصعب تفسير نتائج الدراسة.

أما الدكتور جيمس فوسيت، من مركز كامبريدج لإعادة تأهيل المخ في بريطانيا، فقال إن الدراسة جديرة بالاهتمام وإنها "خطوة مهمة للأمام".