خلص مسح أجرته مؤسسة "يوغوف" إلى أن معظم النساء العاملات تعرضن لآلام الطمث خلال العمل مما أثر على قدرتهن على العمل. وأجرى مركز "يوغوف" مسحا بمشاركة ألف إمرأة لبرنامج "إيما بارنيت" الذي يُبث على إذاعة بي بي سي 5. وجاءت نتيجة المسح كالتالي: 52 في المئة من النساء المشاركات في المسح أثرت آلام الطمث على قدرتهن في العمل، ولكن 27 في المئة منهن فقط أخبرن مدرائهن السبب وراء تأثر قدرتهن على العمل. وبحسب الدراسة، طلب نحو ثلث النساء اللاتي شاركن في المسح إجازة مرضية ليوم على الأقل بسبب آلاف الطمث. ونصح أطباء أرباب العمل بمنح "عطلة طمث" للنساء العاملات لديهن. وأشارت تسع نساء من كل عشر مشاركات في المسح إلى أنهن يتعرضن لآلم الطمث في مرحلة ما من هذه العملية البيولوجية. وقال غيديس غرودزينسكاس، استشاري النساء والولادة، إن النساء لابد أن يكن أكثر صراحة في التعامل مع آلام هذه الفترة، كما يجب أن يتفهم أصحاب العمل تلك الظروف. وأضاف أن "عملية الطمث عملية طبيعية، لكن بعض النساء تعانين بشدة منها، لكنهن يعانين في صمت". وأكد أن آلام الطمث ليست بالأمر المخجل، وأن الشركات لابد أن تستوعب طلبات العطلات المرضية للنساء اللاتي يعانين من آلام الطمث". وتحولت نانسي إكلس من العمل بنظام الدوام الكامل إلى الدوام الجزئي بسبب آلام الطمث الشديدة. وقالت نانسي: "قبل أسبوعين من الدخول في فترة الطمث، أشعر بآلام مستمرة، وتتراجع معنوياتي، وأشعر بأن نهاية العالم قد اقتربت". وأضافت "بمجرد بدء الطمث، يرتفع معدل إفراز البروجسترون، وأصاب بعصبية شديدة لأتفه الأسباب". وتابعت: "عادة ما أكون متماسكة في العمل أثناء فترة الطمث، لكني عانيت بشدة في عملي كمعلمة بنظام دوام كامل في العاميين الماضيين، إذ لم أكن أتمكن من استكمال ساعة، هي مدة الحصة المدرسية، دون الذهاب لدورة المياه". وأكدت معلمة الرياضيات البالغة من العمر 48 سنة أنها تعاني من "أعراض الطمث المبكرة" منذ أن كانت في مرحلة المراهقة. وتستعد نانسي لإجراء جراحة استئصال الرحم في وقت قريب لتتخلص من آلامها. وتقول فيونا موريسون، محامية في أبردين في أسكتلندا، إنه في بعض الأحيان يتم التعامل مع آلام الطمث الشديدة كإعاقة، من وجهة نظر القانون. وأضافت: "بموجب القانون البريطاني، يعتبر الألم المبرح الذي يحول دون ممارسة العمل بكفاءة إعاقة، ومن الممكن أن تحكم المحكمة بأن المرأة في تلك الفترة تعاني من إعاقة". وأكدت أن الحكم على الألم بأنه مبرح ويعيق عن العمل يكون بعد عزل الأثر المخفف له من تناول أدوية أو مسكنات. وأشارت إلى أن الأمر يتعلق بحالات الألم المبرح فقط، وأن تطبيق القانون في تلك الحالات الخاصة لن يفتح الباب على مصراعيه أمام جميع النساء اللاتي يعملن بالشركات والمؤسسات. أما كاتي ويتلي، مسؤولة تسويق سابقة، فحددت شكواها من آلام الطمث على الصداع النصفي، إذ يصيبها بما يشبه العمى الكلي في إحدى العينين وأحيانا في كليهما. وأضافت أنها تضاعف جرعة المسكنات التي تتناولها، وأحيانا ما تلجأ إلى لاصقات لتخفيف الألم. وأكدت أنها تركت العمل بعد إنجاب طفلها الثالث بسبب تكلفة إيجاد جليسة للأطفال، ولكنها أعربت عن قلقها من أن آلام الطمث قد تكون عقبة إذا فكرت في العودة للعمل مرة أخرى. وقالت أن الأطباء لم يسمحوا لها بإجراء جراحة لاستئصال الرحم، مبررين الرفض بأنها لا زالت في سن مبكرة لإجراء تلك العملية. وأضافت: "أصبحتُ من القلائل الذين يرغبون في أن يتقدموا في السن". ويقول استشاري النساء والولادة غيديس غرودزينسكاس إن خيار تخصيص عطلة تحصل عليها المرأة العاملة التي تعاني من آلام الطمث المبرحة يمكن تفعيله، وهو مطبق بالفعل في عدة دول، أبرزها اليابان. وأضاف أن "عطلة الطمث"، سوف توفر قدرا أكبر الارتياح في مكان العمل. وأشار إلى أن هناك تراجعا في الوعي فيما يتعلق بطبيعة آلام الطمث وما إذا كانت طبيعية أم أن هناك التهابات في الرحم". وأكد أن الجميع يتناسون أن المرأة تمثل نصف القوى العاملة، وأنها لو تلقت الدعم ستصبح أكثر سعادة وإنتاجية.معاناة في صمت
القانون
"عطلة طمث"
- آخر تحديث :
التعليقات