بيروت:  قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاربعاء ان الازمة الصحية المتصاعدة في اليمن أجبرت المنظمات التي تعالج جرحى الحرب على نقل تركيزها الى علاج أمراض مزمنة لا علاقة لها بالنزاعات. 

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن الكسندر فيت في مقابلة اجرتها معه في بيروت وكالة فرانس برس، ان النزاع المستمر في اليمن منذ عامين يحول الامراض التي يسهل العلاج منها الى امراض قاتلة. 

وأضاف ان "الصليب الاحمر عمل على مدى قرون على معالجة جرحى الحروب الذين يتعرضون لاطلاق نار أو تقصف منازلهم أو الاشخاص الذين يفقدون اطرافا. وكان هذا هو مجال تركيزنا الاساسي .. ولكن اليمن اضفى بعدا جديدا على عملنا". 

واضطرت اللجنة الدولية الى التحرك بسرعة لتوزيع الانسولين لانقاذ حياة اليمنيين المصابين بمرض السكري، وتوفير وحدات غسل الكلى في البلد الذي يعاني من الحرب والذي يعتبر افقر بلد في العالم العربي حتى قبل اندلاع النزاع. 

وقال فيت "إن التعامل مع امراض مزمنة يفترض أن لا تؤدي بأحد الى الموت هو امر جديد على الصليب الاحمر". وأضاف "ربما لا يكون عدد الاشخاص الذين يقتلون مباشرة بسبب الأعمال العدائية في اليمن مرتفعا كالدول الاخرى. ولكن اليمنيين يموتون لأسباب غير مباشرة". وأدت الحرب بين الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين منذ مارس 2015، إلى تدمير النظام الصحي في اليمن. 

ويواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة بعد ان نقلت منظمات الاغاثة مواردها من محاربة سوء التغذية الى التركيز على مكافحة وباء الكوليرا. وأدى انتشار الكوليرا الى وفاة 1900 شخص منذ أبريل، كما يشتبه في اصابة 400 ألف شخص بهذا المرض في أنحاء اليمن. ولكن فيت حذر من ان الكوليرا ربما تكون مجرد بداية. 

وأوضح لوكالة فرانس برس ان "مصدر القلق الرئيسي -- وهو كبير جدا-- هو أن الكوليرا ورغم حجمها الهائل، هي بالنسبة لنا مجرد تمهيد لشيء اخر". وأضاف "السؤال هو ما هو التالي؟ أمامنا ازمة الكوليرا الكبيرة هذه. ولكن ما الذي سيأتي بعدها؟ هل سيأتي مرض آخر؟". وقال أن نظام الرعاية الصحية في اليمن "مدمر" بسبب الحرب الدائرة، كما أن العاملين الطبيين اليمنيين يعملون بدون رواتب لمعالجة ابناء بلدهم. وأوضح "في الحقيقة يوجد أشخاص في مراكز معالجة الكوليرا يعملون على أنقاذ حياة الناس دون تلقي أي أجر". 

 الوصول الى المعتقلين 

دعا فيتي اطراف النزاع في اليمن الى التوصل الى حل سياسي سريع حتى يمكن استعادة المستشفيات وغيرها من مرافق البنى التحتية الطبية بالسرعة الممكنة. وحذر "اذا استمر الوضع على ما هو عليه الان لعام اخر او عامين -- وقد مر عامان على النزاع بالفعل -- فستأخذ عملية اعادة الاعمار وقتا طويلا جدا، وسيعاني الناس بشدة". وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن نحو 8400 شخص قتلوا في النزاع واصيب اكثر من 47 الفا. 

ويتهم جانبا النزاع بانتهاك حقوق الانسان بما في ذلك اساءة معاملة المعتقلين. وقال فيت ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تسعى الى زيادة الوصول الى "الاف المعتقلين" المحتجزين لدى الطرفين المتحاربين. 

وأضاف "نحن في دائرة مغلقة. فأحد الاطراف يقول لا يمكنكم الوصول الى المعتقلين لدينا الا اذا زرتم معتقلينا عند الطرف الاخر". ونبه الى أن "عدم السماح لنا بزيارة المعتقلين يعني، سواء أحببنا أم لا، أن سوء المعاملة يمكن ان يحدث بشكل أكبر وأن التعذيب والاختفاء يمكن أن يحدثا".