ردت مجلة فوغ، النسخة البرتغالية، على الانتقادات التي وجهت لها بسبب صورة غلاف عددها الأخير التي تناول قضية علاج الأمراض النفسية، قائلة إنها تهدف إلى "تسليط الضوء" على هذه القضية المهمة.

وتحت عنوان "موضوع الجنون" أظهرت صورة الغلاف امرأة في حوض استحمام بالمستشفى والممرضة تسكب الماء على رأسها. ويرى خبراء في الصحة النفسية ومرضى أن غلاف المجلة يعطي صورة "بائسة وبائدة" عن أساليب العلاج. وقالت مجلة فوغ إن الهدف من الصورة هو "إثارة النقاش".

وكتب الناشر على موقع تويتر أن "موضوع الغلاف يتناول السياق التاريخي للصحة النفسية، ويعكس قصصا واقعية من حياة الناس". وأضاف أن "الموضوع تضمن أيضا حوارات ومساهمات من أطباء نفسيين وخبراء في علم النفس وغيرهم".

وكتبت المرأة التي ظهرت في الصورة، وهي عارضة الأزياء السلوفاكية، سيمونا كيتشرينوفا، على إنستاغرام قائلة "كان يوما بارزا في مشواري المهني، لأن أمي وجدتي ظهرتا معي في الصورة".

ولكن الطبيبة النفسية كاترينا ألكسندراكي قالت لبي بي سي إنها تعتبر الغلاف "غير أخلاقي".

وأضافت أن" بالنسبة لخبراء الصحة النفسية، تعيد رؤية تلك الصورة إلى أذهانهم لحظات صعبة عاشوها".

والصورة، حسب الخبيرة، "تعزز فكرة المرأة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة خلال نوبات المرض النفسي. ولا تظهر الجهود التي يبذلها المرضى للتغلب على المرض، ولا تظهر صلابتهم وصمودهم في الظروف العصيبة".

وقالت عارضة الأزياء البرتغالية، سارة سامبايو، إن الصور مثل تلك التي نشرتها فوغ البرتغال على غلافها "لا ينبغي أن تكون موضع نقاش بشأن الصحة النفسية".

ووصفت سامبايو، التي قالت إنها عانت هي نفسها من مشاكل نفسية، الغلاف بأنه "بلا ذوق"، وقالت في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "تبدو الصورة كأنها في مستشفى من العصور البائدة التي كان المرضى يتعرضون فيها للتعذيب".

وأضافت أن هذا الأمر جاء في ظروف حساسة "بسبب وباء كوفيد، والطريقة التي يتعامل بها الناس مع الصحة النفسية، إذ أن الكثيرين يعيشون في الحجر الصحي أو أصيبوا بالوباء".

وقالت خبيرة العلاج النفسي المقيمة في لشبونة، سيلفيا باتيستان إن الغلاف "فيه كل شيء لا يحتاجه النقاش حول الصحة النفسية". وكتبت على إنستاغرام تقول: "هذه ممرضة، هذه مريضة، ما هذا"؟، مضيفة أنه من غير اللائق استعمال المرض النفسي في مجال الأزياء.

وختمت مجلة فوغ البرتغال بيانها قائلة إنها تعترف "بأهمية موضوع الصحة النفسية"، وإن هدفها من خلال الصورة هو "تسليط الضوء على أهمية القضية اليوم".