إيلاف من بيروت: إستغلت الفنّانة التشكيلية الإماراتية أشواق عبدالله أشهر الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي بسبب انتشار فيروس الكورونا لتجهّز لوحات رغبةً منها في تنظيم معرض فني خاص بها.

غير أنّها شعرت بضرورة الابتعاد عن المعارض الفنية الاعتيادية وتقديم أسلوب جديد يتفاعل الناس في خلاله مع الأعمال الفنية ويستمتعون بها ويحسّون بها لعيش اللحظة بالكامل.


من هنا ومن حبّها للفيديوهات والصور المتحرّكة، جاءت فكرة إطلاق معرض فني رقمي هو الأوّل من نوعه في المنطقة. استخدم تقنية نظام التفاعل البصري لمختلف اللوحات الفنية مع عزف مقطوعة موسيقية تحمل توقيع الملحن محمد الأحمد.

واختارت الفنّانة له عنوان "المبروكة"، وهو اسم يطلق على النساء الكبيرات في السنّ لما يقدّمنه من بركة وحكمة وعطاء. وقد وقع اختيارها على هذا الاسم تحديدًا لأنّ معرضها المميّز هذا يركّز على المرأة الإماراتية وأصالتها وتاريخها.

وينعكس هذا العمل الفني عن بعد من خلال 10 لوحات مرسومة باليد استخدمت فيها عبدالله الألوان المائية والباستيل فيما تناول موضوعات متعدّدة أبرزها انتظار المرأة للبحّارة وكفاحها خلال غيابهم، والحرف اليدوية كالتلي والخوص، وزينة المرأة الإماراتية كالذهب الإماراتي، بالإضافة إلى العروس الإماراتية وغيرها من الموضوعات التي تسلّط الضوء على الحياة والعطاء.

وقد أدخلت الفنّانة إلى لوحاتها تفاصيل كثيرة تعكس الأمل والتفاؤل وحب الحياة كالورود مثلًا ونباتات دوار الشمس.

أمّا بالنسبة إلى نظام التفاعل البصري الذي يرافق معرض "المبروكة"، فتقول عبدالله إنّها عملت على تحريك اللوحات فيشعر الناس بها. وتماماً كما في العروض الحية التفاعلية، يتيح هذا المعرض الانغماس في عالم اللوحات والتجوّل بينها كما لو دخلنا اللوحات بالفعل والتمسنا بأيدينا ما تقدّمه، وذلك مع الاستمتاع بالفضاءات اللونية والتأمّل بالأشكال.

والتجربة المميّزة هذه تأسر الحواس بكل ما للكلمة من معنى، مع إمتاع العيون والآذان والحدس الداخلي.
وتشير عبدالله إلى أنّ تنظيم المعرض بالأسلوب الجديد والفريد هذا يتيح لها تصوير أعمالها الفنية ونشر فنّها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بها.

ومع عدم إمكانية بيع اللوحات في الوقت الحالي، تؤكّد الفنّانة أنّ المرحلة القادمة ستشهد على عرض لوحاتها الأصلية لتتيح للجمهور من محبّي الفنون والإبداع فرصة اقتنائها بين مفضّلاتهم.

ولا بدّ من القول إنّ معرض "المبروكة" يتّسم من دون شكّ بالتميّز والفرادة، إذ يجمع التكنولوجيا والفنّ ويقدّم فيديو تفاعلي يمتدّ على دقيقتين لينقل المشاهد في رحلة لم يسبق له أن اختبرها.

يذكر أن اسم أشواق عبدالله بدأ يلمع منذ سنوات طويلة على الساحة الفنية في الإمارات، بخاصّة أنّها كانت أوّل موهبة إماراتية ترسم لوحة جدارية في متحف في الهواء الطلق في دبي في العام 2016. وقد وصلت موهبتها أيضاً إلى الساحة العالمية، وقد كانت أوّل من يصمّم كأس بطولة سيليكون فالي كلاسيك أي أطول بطولة تنس للنساء في العالم تُنظّم في كاليفورنيا في الولايات المتّحدة الأميركية.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ أشهر الفنادق تعرض أعمال عبدالله، ونذكر منها على سبيل المثال فندق فور سيزونز في أبو ظبي الذي يضمّ أكثر من 10 أعمال فنية تشمل رسومات ومنحوتات أيضًا كما ومنتجع وفيلات سعديات روتانا مع أكثر من 300 لوحة موزّعة على الغرف جميعها.
وعبدالله التي حلمت دائمًا بأن تكون سفيرة لموطنها تبرز تراثه ومجتمعه وثقافته، تمثّل الإمارات حاليًا خير تمثيل بفضل إنجازاتها وأحدثها تصميم الكأس الرسمي لبطولة مبادلة العالمية للتنس في أبوظبي في ديسمبر 2019. وقد صمّمت الكأس حينها على شكل نافورة البركان، أحد أبرز المعالم في أبوظبي، وتسلّمه رافاييل نادال.