تعهدت أول رئيسة للمفوضية الأوروبية بالدفاع عن حقوق المرأة، بعد أن أقرت بأنها شعرت بـ "الألم" بسبب عدم توفر مقعد لها خلال قمة مع زعماء في تركيا.
وتُركت أورسولا فون دير لاين بدون كرسي، في لقاء جمعها إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أنقرة في السادس من أبريل/ نيسان الجاري.
وتعرضت تركيا لانتقادات وكذلك رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، الذي جلس على الكرسي الوحيد إلى جانب أردوغان.
وألقت تركيا باللوم على الاتحاد الأوروبي في هذا الخطأ، الذي جعل السيدة فون دير لاين تجلس على أريكة بعيدة عن الرجلين.
لكن في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي يوم الاثنين، أشارت فون دير لاين إلى أن التمييز على أساس الجنس كان السبب الجذري، في هذا الخطأ البروتوكولي المعروف إعلاميا باسم "فضيحة الأريكة".
وقالت السيدة فون دير لاين، البالغة من العمر 62 عاما، إنها لا ترى أي سبب يبرر وجوب معاملتها بشكل مختلف عن ميشيل، الذي اعتذر عن دوره في هذا الموقف.
وقالت فون دير لاين للمشرعين في الاتحاد الأوروبي: "أنا أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية. أنا رئيسة المفوضية الأوروبية. وتوقعت أن أعامل على هذا الأساس عندما زرت تركيا قبل أسبوعين، كرئيسة للمفوضية، لكن ذلك لم يحدث".
وأضافت: "لا أستطيع أن أجد أي تبرير للطريقة التي عوملت بها في المعاهدات الأوروبية. لذا يجب أن أستنتج، لقد حدث ذلك لأنني امرأة. هل كان سيحدث هذا لو كنت أرتدي بذلة ورابطة عنق؟ في صور الاجتماعات السابقة لم أر نقصا فى الكراسي، ولكن مرة أخرى لم أر أى امرأة فى تلك الصور أيضا".
ماذا حدث في الاجتماع؟
تم ترتيب الاجتماع لإصلاح العلاقات المتوترة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. عقدت فون دير لاين وميشيل محادثات مع الرئيس أردوغان في قصره الرئاسي.
ولكن عندما هم القادة الثلاثة بالجلوس، لم يكن هناك سوى كرسيين. شغل السيد ميشيل والسيد أردوغان مقعديهما على كرسيين مذهّبين على الطراز العثماني، تاركين رئيسة المفوضية واقفة.
وفي مقطع فيديو للاجتماع، بدت السيدة فون دير لاين مندهشة بشكل واضح، ما جعل استياءها واضحا بلفظ "همهمة" مسموعة.
جلست السيدة فون دير لاين في النهاية على أريكة، بعيدا عن الزعيم التركي ومقابل وزير الخارجية التركي.
جرت مقارنات بين هذا الاجتماع وآخر في بروكسل عام 2017. في تلك المناسبة، جلس الرجلان اللذان يترأسان المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي بجانب الرئيس التركي على كرسيين مريحين.
ماذا قالت رئيس المفوضية عن حقوق المرأة؟
في خطابها يوم الاثنين، لم تلم السيدة فون دير لاين علنا أردوغان أو ميشيل على الحادث.
لكنها أقرت بأنها شعرت "بالألم وتركت وحدها بوصفها امرأة وأوروبية".
وقالت: "لأن هذا لا يتعلق بترتيبات الجلوس أو البروتوكول. هذا يمتد إلى جوهر من نحن. هذا يمتد إلى القيم التي يمثلها اتحادنا. وهذا يوضح لنا المسافة التي لا يزال يتعين علينا أن نقطعها قبل معاملة النساء على قدم المساواة".
وقالت إنها استغلت الاجتماع للتعبير عن "مخاوفها العميقة" بشأن انسحاب تركيا من اتفاقية اسطنبول، وهي اتفاقية دولية تهدف إلى حماية المرأة.
وقالت السيدة فون دير لاين إن حماية المرأة من العنف ستظل "أولوية" للمفوضية - الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي.
وفي حديث إلى البرلمان، أعرب السيد ميشيل مرة أخرى عن أسفه بشأن الحادث، الذي قال إنه يتفهم أنه أساء إلى العديد من النساء.
كما أخبر ميشيل المشرعين أن تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أنقرة صعب، بسبب تدهور الحقوق والحريات الأساسية في تركيا، بما في ذلك الحقوق والحريات الخاصة بالنساء.
التعليقات