إيلاف من بيروت: باتت تطبيقات التوصيل الفوري تلعب دوراً محورياً في حياتنا، لا سيما لناحية قدرتها على توصيل كل ما نحتاج إليه في زمن قصير، طارحة تحدياً رئيسياً على أشكال وعادات التسوق السائدة لدينا.

ولمن ليس مقتنعاً بمدى قدرة تطبيقات "التوصيل الفوري" للوجبات السريعة مثلاً بالسيطرة على حياته اليومية، عليه أن يعيد حساباته، على ما يكشف تقرير نشرته حديثاً مجلة How To Spend It Arabic. ويصارع التقرير بعض الشكوك الملحّة حول هذا القطاع، الذي انطلق خلال جائحة كورونا.

قيمة سوقية مرتفعة
يستعرض التقرير عدداً كبيراً من تطبيقات التوصيل التي شاع استخدامها خلال الفترة الماضية، مثل تطبيق Getir، والذي باتت قيمته السوقية توازي قيمة الشركات الكبرى في الأسواق الغربية، إلى جانب تطبيقات أخرى متعددة مثل Zapp وWeezy وJiffy وFlink وGorillas.

يتساءل التقرير، الصادر في العدد الثالث من مجلة How To Spend It Arabic، ما إذا كانت ثقافة الراحة، والتي تولدها هذه التطبيقات عموماً، قد تمادت في الانتشار. ويضيف أن فئة المتذمرين الغاضبين من هذه "الظاهرة" بدأت تكبر بانتظام، وتشمل كل الذين لطالما اهتموا بالدرس القائل "إننا إذا رغبنا في علبة Pringles، من الأفضل لنا أن ننهض ونأتي بها بأنفسنا". ففي النهاية، تلك أخلاقيات العمل، والحضارة مبنية عليها.

احتياجات مشروعة
بالمقابل، لا ينفي التقرير أهمية التطبيقات في تأمين احتياجات مشروعة، مثل حالات الطوارئ الشخصية. إلّا أنّ الإرضاء شبه الفوري الذي تمنحه هذه التطبيقات لا يزال يشعر المرء بالقلق. فالخدمة، ببساطة، "مثيرة للإدمان".

ويختم التقرير بالكشف عن سهولة أن ينقلب موقف المرء من هذه التطبيقات، من موقف المعترض إلى موقف المجرب "النهم". ويضيف كاتب التقرير "ساخرًا": "وأنا بعدُ في سريري، أستلم ما طلبته بعد 10 دقائق، وأنا في ثياب النوم. الآن، لا ينقصني إلا أن يطهوا لي طعامي أيضاً".