إيلاف من بيروت: تلقى جمعيات الفنانين رواجاً كبيراً راهناً في أوساط صنّاع المحتوى من أبناء الجيل الجديد. مع ذلك، لم يتمكن عددٌ كبيرٌ من الشركات التي يملكها صنّاع المحتوى من النجاح في اختبار الأجيال. وبحسب التقرير الصادر في العدد الثالث من مجلة How To Spend It Arabic، يظهر أنَّ الديمقراطية والفن لا يتعايشان جيداً.

أمَّا Magnum، محور التقرير، فتعتبر استثناءً لافتاً في هذا المجال. فهي وكالةٌ للتصوير الفوتوغرافي مستقلةٌ أسّسها المصوّرون روبرت كابا وهنري كارتييه - بريسّون وجورج رودجر وديفيد سيمور في عام 1947. وبدأت الوكالة مسيرتها وسيلةً لمجموعة مختارة ذاتياً من نخبة المصورين الصحافيين ثم تطوّرت لتصبح شركةً عالميةً تكتب فصلاً جديداً في التصوير باعتماد أجندةٍ أكثر انفتاحاً على الخارج.

تبدُّل النزعة الذكورية
بالرغم من أن الرجالَ يشكلون أكثرية العاملين لدى Magnum، لا بدّ من الإشارة إلى أن أغلبية المناصب التنفيذية في الشركة، وكانت فترةً طويلة حكراً على مصوّرين مخضرمين عابسين يرتدون سترات واقية، باتت الآن في عهدة النساء.

يشير التقرير إلى أن الطيف المتنوّع لمصوّري Magnum، أي أعداد النساء وغير البيض، بات أكبر من أي وقت مضى، وهو نزعةٌ بدأت قبل نحو عشرة أعوام وازدادت وعياً منذ احتجاجات حركة Black Lives Matter في عام 2020، وتشمل أيضاً تنوّعاً في الأعمال.

يستعرض التقرير ما تواجهه الوكالة راهناً من صعوبات، إذ يبدو أنّ تبدّل الأزمنة أعاد فتح حدود الدول، ونال المصوّرون حريةً مستجِدّةً أتاحت لهم الطواف في العالم، وأفادوا من وسائل طباعة الصور التي كانت تحقق انتشاراً واسعاً في ذلك الوقت. واليوم، يواجهُ عددٌ كبيرٌ من الصحف والمجلات، التي كانت تمثل في الماضي العميل الأهم لمصوّري Magnum، انهياراً مالياً يطالُ القطاع كلّه. وبات الجميع من دون استثناء يملكون آلة تصوير جيدة، فيلتقطون الصور وينشرونها مجاناً في مواقع التواصل الاجتماعي. وصار صعباً اليوم الحصول على صورٍ حصرية.

استقطاب المتابعين
بما أن للوكالة أكثر من ستة ملايين مُتابع على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنها أن تبذل جهوداً أكبر لاستقطاب غير الملمّين بمجال التصوير.

وفي التقرير تصريحات تفيد بأن العمل جارٍ لاستكشاف فرصٍ جديدة وإقامة شراكات في ميادين مختلفة، مثل التعاون مع موسيقيين أو مع طُهاة.

وإذا كان دخول المزيد من الأشخاص إلى هذا المضمار يرفعُ منسوبَ المنافسة أمام المصوّرين المحترفين، فهو يُساهم أيضاً في استقطاب اهتمام أكبر بالتصوير، وفي زيادة الإلمام بالمجال البصري. في هذا الصدد، شهد عالم التصوير الفوتوغرافي خارج ميدان الصحافة "توسُّعاً كبيراً خلال العقد الأخير، ابتداءً من المهرجانات التي تُقام في كل مكان، وصولاً إلى سوق الكتب"، كما تقول أوليفيا آرثر.

ويخلص التقرير إلى أنه ربما يُنظَر إلى اقتحام Magnum بجدّيةٍ أكبر عالم دور العرض بأنه تعدٍّ على عمل دور العرض الدولية العريقة التي تعرض أعمال عدد كبير من مصوّري الوكالة أنفسهم. لكن Magnum تحصل، بصفتها وكيلةً وجهةً عارِضة أيضاً، على حصتها أينما يُباع أيٌّ من هذه الأعمال.