إيلاف من سان فرانسيسكو: لم تعد ألعاب ديزني مجرد جولات في عالم من الرسوم، بل تحوّلت إلى تجربة تقنية متكاملة تحاكي المستقبل وتجمع بين الإبداع والترفيه. وفي يوم Star Wars، تُفتح الأبواب لعالم خيالي أصبح حقيقة تكنولوجية، حيث تندمج الروبوتات والتفاعل الذكي مع حبكة سينمائية عمرها عقود.

يُحتفل بهذا اليوم في الرابع من أيار (مايو) على النحو التالي: (May the 4th)، كتلاعب لفظي طريف لعبارة "May the Force be with you" الشهيرة من سلسلة الأفلام، ليُصبح احتفالًا عالميًا يعكس عبقرية الخيال العلمي والتقنية.

في هذا اليوم، تتحوّل ديزني لاند وكاليفورنيا أدفنتشر إلى كوكب آخر: من موسيقى الأفلام الأسطورية التي تُبث في كل زاوية، إلى الشخصيات التي تتجول بذكاء اصطناعي وتتفاعل مع الزوار، وصولًا إلى ألعاب تحبس الأنفاس بتقنيات محاكاة ثلاثية الأبعاد وواقع معزز يأخذك مباشرة إلى مجرة بعيدة جدًا. كما تجوب جنود الإمبراطورية "ستورم تروبرز" (Stormtroopers) أرجاء الحديقة بزيّهم الشهير، في مشهد حيّ لعالم Star Wars.

من أبرز مظاهر هذا التحول هو الروبوت التفاعلي "Droid BD-1" الذي يتجول بين الزوار ويتفاعل معهم بشكل أقرب للخيال منه إلى الواقع. وكذلك شخصيات مثل R2-D2 وC-3PO التي أصبحت تُبرمج على تفاعل حقيقي ونطق آلي دقيق.

أما الركوب على متن لعبة "Rise of the Resistance" فهو أشبه برحلة سينمائية داخل عالم متكامل من المؤثرات البصرية، حيث تتلاحم تقنيات الذكاء الاصطناعي مع تحكم ذاتي للحركة والمؤثرات الصوتية والضوئية في وقت واحد.

من الفكرة إلى الصناعة:
ما بدأ كفيلم خيال علمي في السبعينات تحوّل اليوم إلى مصدر إلهام لابتكارات حقيقية. هذه الألعاب مبنية على تقنيات تُستخدم حاليًا في تدريب الطيارين، والمحاكاة العسكرية، وحتى في تطوير السيارات ذاتية القيادة.

ديزني لم تكتفِ بخلق تجربة ممتعة، بل بنت عالماً تعليمياً وتفاعلياً يُظهر لنا كيف أن القصص التي ألهمتنا بالأمس أصبحت واقعاً نعيشه اليوم. في عالم تزداد فيه هيمنة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، تصبح زيارة ديزني لاند في يوم Star Wars أكثر من مجرد ترفيه... إنها لمحة عن المستقبل. ربما لن نمتلك قريباً سيفاً ضوئياً، لكننا نعيش بالفعل في زمن تُحدّث فيه الروبوتات البشر، وتتنقّل فيه المركبات دون سائق، وكل ذلك بدأ من فيلم اعتقد الجميع أنه خيال.