إيلاف من دبي: تغيّرت معايير الأناقة في العصر الرقمي، ولم تعد القواعد التي حكمت تنسيق الإطلالة لعقود طويلة مرجعًا ثابتًا في عيون المهتمين بالموضة. من تناغم الحقيبة مع الحذاء، إلى خلط الذهب بالفضة، بات ما كان محرّمًا بالأمس خيارًا مشروعًا اليوم.

الخبيرة اللبنانية في الموضة والمظهر، ريتا لمع، تحدثت إلى CNN بالعربية عن هذا التحول، مؤكدة أن "القواعد الصارمة لم تعد أساسًا للإطلالة الناجحة، بل أصبحت نقطة انطلاق للتمرد الواعي". وتشرح أنّ المفاهيم الكلاسيكية مثل توحيد لون الحقيبة والحذاء والحزام، أو حصر الألوان الفاتحة بالصيف والداكنة بالشتاء، ما تزال معتمدة لدى البعض، إلا أن تجاوزها لم يعد يُعد خطأ، بل أصبح خياراً يعكس جرأة وابتكاراً.

وترى لمع أن احترام المناسبة يبقى ضرورياً حتى عند كسر القاعدة، "لأن الخروج عنها لا ينبغي أن يُترجم على أنه قلّة لياقة".

وفي معرض حديثها عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت أنّها لعبت دورًا في تسريع عملية كسر القواعد، لكنها ليست المحرّك الوحيد. فالصيحات التي تظهر عبر المنصات الرقمية قد لا تناسب الجميع، بحسب رأيها، وتعلّق: "ما نراه على السوشيال ميديا ليس دائماً قابلاً للتطبيق... بعضه مرتبط بالعمر أو السياق ولا يمكن نسخه عشوائيًا".

أما الثقة بالنفس، فترى فيها مفتاحاً أساسياً للتمرد الناجح على القواعد، قائلة إنّ من يتمتع بشخصية قوية وحضور واضح، يمكنه ارتداء ما لا "يليق به تقليديًا" ويبدو مع ذلك أنيقاً ومتماشياً مع أسلوبه الخاص. وتنصح الراغبين بتجربة شيء مختلف، أن يبدأوا تدريجياً بإدخال قطعة جريئة أو لون جديد في الإطلالة، ثم التوسع لاحقًا لدمج الصيحة بطابعهم الشخصي.

وتوضح ريتا لمع أن بعض الصيحات اليوم تقلب ما كان من المحرّمات رأساً على عقب، مثل الجمع بين الذهبي والفضي، أو كسر قاعدة توحيد ألوان الإكسسوارات. كذلك أصبح تنسيق الألوان المتعارضة مثل الأحمر والفوشيا، أو الأحمر والبرتقالي، من أبرز الاتجاهات المعتمدة، إلى جانب ارتداء الجوارب مع الصنادل، والذي أصبح جزءاً من عروض الأزياء العالمية رغم رفضه قديماً.

وعند سؤالها عن نجمات كسرن القواعد، استشهدت ريتا لمع بالفنانة نانسي عجرم التي اختارت إطلالات ناعمة ومونوكروم على المسرح، بدلاً من الأزياء المبالغ بها، في مقابل فنانات مثل مايا دياب التي غالباً ما تفاجئ الجمهور بخيارات جريئة. أما عالمياً، فذكرت أسماء مثل ريانا، زيندايا، وبيلي آيليش اللواتي حولن الجرأة إلى توقيع بصري. كما نوهت بدور الأميرة ديانا، التي رغم القيود، كسرت العديد من التقاليد وما زالت تعدّ رمزًا للموضة حتى اليوم.

في ختام حديثها، تقول ريتا لمع إن "القاعدة الجديدة هي غياب القواعد"، مشيرة إلى أن الموضة لم تعد مجرد التزام بقواعد تنسيق، بل وسيلة تعبير حرّ، تعكس شخصية الفرد، وتوصِل رسائل ناعمة عن هويته وقيمه. لكنها تحذر في الوقت ذاته من الوقوع في فخ المبالغة، مشددة على أن "التوازن واحترام الذوق العام يظلان أساس الإطلالة الناجحة".