في بلد يُعرف بالغموض والانغلاق، وثّقت مصورة عربية مشاهد إنسانية يومية تنسف ما يُروّج له في الإعلام الغربي
إيلاف من دبي: قد يتردّد كثيرون في زيارة كوريا الشمالية، نظرًا لسُمعتها كوجهة غامضة ومنعزلة، لا تُقترن غالبًا بالسياحة أو العطلات. إلا أنّ الرحّالة البحرينية رشا يوسف قرّرت تسليط الضوء على جانب مختلف من هذا البلد، بعيدًا عن الصور النمطية التي تطغى على وسائل الإعلام.

رشا يوسف هي أول بحرينية تزور كل دول العالم، وكانت كوريا الشمالية من الوجهات التي زارتها
كسر الانطباعات
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت يوسف: "أردت أن أختبرها بنفسي، عوض الاكتفاء بما يُقال عنها أو كيف تُصوّر في الإعلام".
كانت تتوقّع أن تكون كوريا الشمالية مظلمة، وصامتة، وربما مخيفة بعض الشيء. وأضافت: "ظننت أن السكان المحليين لن يتفاعلوا معنا إطلاقًا".
لكن ما رأته فاجأها، إذ وصفت البلد بأنه "أكثر دفئًا وإشراقًا وإنسانيةً ممّا تخيّلت".
كانت كوريا الشمالية "مفعمة بالحياة"، وفقًا لما ذكرته يوسف
عدسة الرحالة
وفي المشاهد الزاهية التي وثقتها يوسف، وهي مصوِّرة أيضًا ومؤسسة شركة "Qaflh" للسفر، تَظهر العائلات أثناء التنزه في الهواء الطلق، والأطفال فيما يلعبون، والناس، خلال التنقل بين منازلهم وأماكن العمل، والمدارس، ومستخدمين القطارات والحافلات.

في العاصمة بيونغ يانغ، حرصت يوسف على توثيق اللحظات اليومية البسيطة، بهدف كسر الصورة النمطية الأحادية التي يكوّنها كثيرون عن البلاد.
أرادت البحرينية توثيق لحظات يومية عادية. Credit: Rasha Yousif (@rshrsho)
وأكدت أن أسلوبها الفوتوغرافي يرتكز على الحياة اليومية والمشهد الحضري، وهو ما انعكس بوضوح في الصور التي التقطتها.

تواصل بالإشارات
أكّدت يوسف أنّ "أكثر ما أدهشني مدى طيبة الناس وترحيبهم. ورُغم أنّ الغالبية لا يتحدثون الإنجليزية، إلا أنّهم كانوا يتفاعلون بحرارة كلما ابتسمت لهم أو لوّحت بيدي".
وأوضحت أنها كانت تطلب إذنهم لالتقاط الصور عبر التواصل البصري، والابتسامة وإشارات اليد، وغالبًا ما كانت تُقابل بابتسامات مماثلة.
معايير صارمة
كما أشارت إلى أنها اختارت معدات التصوير بعناية بما يتوافق وقوانين كوريا الشمالية، وقالت: "لحسن الحظ، تمكّنت من التصوير بحرية من دون أي تدخل من السلطات".

ونظرًا لكون زيارتها ضمن جولة إرشادية جماعية وبرفقة مُرافقين طوال الوقت، كان الوقت محدودًا وكذلك إمكانات الوصول، ما دفعها إلى الاستفادة من كل لحظة، وقالت: "كان عليّ جعل كل لحظة ذات قيمة".
رغبة بالعودة
وعند سؤالها عمّا إذا كانت تخطط للعودة إلى كوريا الشمالية، أجابت بحماس: "نعم، أرغب بالعودة، خصوصًا للمشاركة يومًا ما في ماراثون بيونغ يانغ، كما أنني مهتمة بحضور مهرجان الأفلام الكورية الشمالية".
















التعليقات