ميرنا كرم من بيروت: نالت حلمية بولند ألقاباً إعلامية وجمالية كثيرة، لكن الأقرب الى قلبها كان اختيارها كسفيرة للاعلام الكويتي، خاصة ان بلدها الأم مصدر هذا الامتياز. في رمضان الفائت، قدمت البرنامج الاستعراضي الضخم quot;فوازير حليمةquot;، فانقسمت حوله الآراء بين مؤيد ومعارض، لكن كلا الموقفين شكّلا تكريساً لوجودها على الساحة الاعلامية... فماذا لو كان مصير عمل كبير رصدت له ميزانية ضخمة التجاهل؟
في حديثها إلى quot;إيافquot;، بدت حليمة سعيدة والبسمة تعلو محياها، فالكلمات لا تتسع لما في جعبتها من تكريم وتقدير، هو الحظّ الذي رافقها من منتصف هذا العام وحتى نهايته، مكللّة جهودها المستمرة وطموحها الكبير بكسب حكم الدعوى القضائية التي رفعها بوجهها سمو الأمير الوليد بن طلال.
حليمة بولند تحدّثت عن الفوازير وأشياء أخرى، ثم تمّنت بمناسبة عيد ميلادها المصادف لهذا اليوم أن يعمّ السلام والأمن في الوطن العربي:
لا شك ان عام 2007 كان مميزاً لناحية التغيير الجذري في مسيرتك المهنية، حيث قدّمت الفوازير للجمهور الخليجي، هل تعيشين مرحلة جديدة مغايرة للعمل الاعلامي التلفزيوني؟
أنا مذيعة وإعلامية بالدرجة الأولى، ولست مطربة أو ممثلة أو فنانة استعراضية، لكن بما ان تجربة الفوازير حققت نجاحاً كبيراً بجهود فريق عمل متكامل خاصة أنه أول تجربة فوازير خليجية بشكل عام محافظة على العادات والتقاليد والضوابط الخليجية، فهذا يدفعني نحو التفكير الجدي والمستمر لإكمال الطريق، والأشهر القادمة ستكشف عن أمور كثيرة تصبّ في هذا المجال.
برأيك ما سبب الإثارة الكبيرة التي عصفت بالفوازير، وهل ساهمت بنجاحها وترويجها؟
الضجة الكبيرة سببت لي صدمة حقيقية لكن هذا دليل نجاح العمل، فلو عرض البرنامج ولم يكترث به أحد، ستكون كل جهودنا بلا جدوى. بالنسبة لي، كانت الانتقادات والإطراءات لها الأثر ذاته في تكريس النجاح ، بديل أن فوازير حليمة حصدت أعلى نسبة مشاهدة في الإستفتاءات الرمضانية، وهذا بشهادة وسائل الاعلام العربية، إضافة إلى نتائج أهم شركات الاستفتاءات المعترف بها في جميع المحطات التلفزيونية، والتي تقيس نسبة المشاهدة لكل برنامج وهي نتائج لها مصداقية مثل شركة EPSOS وشركة PARC التي حصلت فيها على المركز الأول في الكويت والثاني بعد مسلسل باب الحارة حول الوطن العربي.
مقابل النجاح وجهت لك انتقادات قاسية، كيف كان وقعها عليك؟
أدرك تماماً ان أعداء النجاح يظهرون مع كل صعود نحو الأعلى بفعل الغيرة من الآخرين لكن لا أعير هؤلاء اهتماماً مركّزة كل جهودي وطموحي لتقديم الأفضل والارتقاء بأعمال جيدة، والنتيجة الأولى حصدتها من خلال احتلال الفوازير المركز الأول كأفضل عمل منوع استعراضي وتلقّيت ثناءً من الجرائد التي هاجمت العمل.
برأيك عرض الفوازير حصرياً على تلفزيون الراي، ألم يؤثر على الانتشار العربي ام ان اعتماد اللهجة المصرية انقذ الموقف؟
حققت الفوازير عبر محطة الراي نسبة متابعة مرتفعة من قبل المشاهدين العرب جميعاً حتى طلب التلفزيون المصري في الأسبوع الأول عرضها على القناة الأرضية لكن لم يتم الاتفاق بسبب العقود الاعلانية الموقّعة بين quot;الرايquot; والشركات.
ألم ينتابك شعور بخطر المقارنة مع الفوازير المصرية؟
تعاملت مع البرنامج بشكل جدي للغاية، بحيث كنت مدركة انه أول مشروع خليجي ينطلق عبر التلفزيون، لذا وفّرت معظم العناصر لتحقيق التكامل بين الصوت والصورة، وراعيت عادات وتقاليد مجتمعي وبيئتي الخليجية لكي يكتسب نكهة مختلفة تماماً، هو ما دفع البعض للقول انني quot;جامدةquot; ولا أرقص كثيراً رغم ان معي أفضل مدرب استعراضات في مصر وهو الدكتور عاطف عوض، لكن السبب الحقيقي وراء ذلك هو احترامي لقيم مجتمعي. هكذا جاءت الفوازير بنكهة كويتية- خليجية تشبه شخصيتي واسلوبي.
ذكرت أن بعض الأقلام الصحفية في بعض المطبوعات أعدت العدة لمحاربتك ومهاجمتك، ألا يخيفك ذلك؟
لو تناولني أي كاتب أو صحافي في مقالاته فهذا يعني أنني مؤثّرة اجتماعياً واعلامياً، وللجميع الحرية في إبداء الرأي، أما الحكم الحقيقي فيعود لجمهور المشاهدين اللذين يشكّلون الشريحة الأكبر من الرأي العام العربي وطالما أنهم قالوا كلمتهم، فهذا الداعم الأساس لي، ولا أنكر أيضاً، أن كثيرون جداً من الوسط الفني هنأوني على نجاح الفوازير كان أولهم عبدالله الرويشد الذي قال لي: لن أقول لك شيئاً غير ألف مبروك فأنت فعلاً سندريلا الشاشة، كذلك التقيت نوال وقالت لي فوازيرك مميزة وصوتك quot;حلو وايدquot; وأنت تغنين وكنت كأنك قطة جميلة جداً، أما أحلام فقالت لي: أقسم لك أن فوازيرك رائعة بكل المقاييس وأنا لا أجاملك فلو كانت لا تعجبني لقلت ذلك وأحسن حلقة حسب وجهة نظرها هي quot; الموناليزا quot; والحلقة التي لم تعرف إجابتها كانت بريجيت باردو. كذلك كنت سعيدة بتهنئة وإشادة الكثير من الفنانين والإعلاميين أمثال راشد الماجد وجواد العلي وهدى حسين وزهرة الخرجي ويارا وطارق أبو جودة وناصر الصالح ويوسف الجاسم ومنى طالب وعبد الرحمن النجار وحياة الفهد ومنى شداد وهند البلوشي وطارق العلي وداوود حسين وغيرهم الكثير، الى جانب اجتذاب البرنامج لإعلانات جمّة وهذا بحدّ ذاته اعتراف الشركات المعلنة بمدى جماهيريتي.
بعد الفوازير، لفت الانتباه منحك عدّة ألقاب جمالية وتكريمات متلاحقة، هل لذلك أي أثر على نفسك؟
الأسبوع الماضي حصلت على جائزة جريدة quot;عالم اليومquot; لأفضل برنامج منوّع لعام 2007 والتي أعلن عنها بعد استفتاءات جماهيرية واسعة، كما جرى تكريمي ومنحي لقب quot;سفيرة الاعلام الكويتيquot; وهذا لقب عزيز على قلبي لأن مصدره بلدي الكويت، وفي وقت سابق منحت لقب ملكة جمال الخليج للأناقة في مهرجان quot;ليالي الاقحوانquot; والذي تمّ برعاية الشيخ دعيج الخليفة الصباح، لأشعر نتيجة ذلك ان الانسان كلّ متناغم بين الإطلالة الخارجية وجوهره، وهو الأمر الذي سعيت لتحقيقه طويلاً حتى كرّس من خلال اختياري كشخصية محببة لدى أطفال مرضى السرطان، حيث التقيتهم خلال زيارة خاصّة، استتبعت بزيارة دور الرعاية للمسنين والمكفوفين والمعوّقين. وكم كانت سعادتي كبيرة حين اختارني السفير البريطاني لإفتتاح السفارة البريطانية، وبعد ذلك عرضت له ولحرمه حلقة الأميرة ديانا وأختها سارة التي جسدت شخصيتها وبعد أن شاهد السفير أدائي فيها قال لي: إنك يا حليمة تحملين براءة الأميرة ديانا ونقاوتها وأبدعت في تجسيد الشخصية تماماً وهذه اشهادة أعتز بها كثيراً وهي بمثابة تاج على رأسي.
ترددّ ان الفوازير ستكون مشروعك المستمر كلّ عام، وهناك تحضيرات جارية لإطلاق quot;فوازير حليمة 2quot;، ما حقيقة الأمر؟
صحيح إذا تمت الأمور على ما يرام ستبصر الفوازير للمرّة الثانية، وسيكون لها فرصة العرض على أكثر من محطة فضائية.
ظهرت في عدّة اعلانات تجارية منها العطور والسيارات، هل تحضرين لأي مشروع جديد؟
كنت جدّ سعيدة بالتجارب الاعلانية التي خضتها حتى الآن وهي عبارة عن عدّة منتجات منها عدسات توتي الفرنسية، وسيارة ميتسوبيشي الجيب التي حملت اسمي quot; HALIMA EDITION 2008 quot; بالإضافة إلى مذكرات حليمة المعروضة بخدمات الموبايل وصوري بشركة الإتصالات المتنقلة وأيضاً للسنة الثالثة أطلقت عطراً مع شركة عبد الخالق سعيد، بالاشتراك مع الفنان محمد عبده الذي غنى أغنية خاصة لي.
بعدما كسبت الدعوى المرفوعة من الأمير الوليد بن طلال ضدكّ لمطالبتك ببعض الحقوق ، هل يمكن ان تعودي الى أحضان روتانا، ام قطعت العلاقة نهائياً؟
أكنّ الاحترام الكبير لسمو الأمير الوليد بن طلال ولا أنسى أبداً أنه كان الداعم الأساس لي كما أن قناة روتانا هي محطة انتشاري الواسعة لذا مستقبل العلاقة المهنية لم يتحددّ نهائياً بعد، وآمل ان يكون على خير.
ما حقيقة تمسك روتانا بوجودك فيها، هل هي صحيحة؟
نعم، وهذا يدّل على اعترافهم بنجاحي المهنية، وإلاّ فلم يطلبون بقائي في القناة، وهو ما أكّده فيما بعد الشيخ بيار الضاهر بقوله أن روتانا متمسّكة بي ولا تودّ التفريط بعملي معها.
يصادف اليوم (العاشر من كانون الأول) ذكرى عيد ميلادك، ما هي أمنتيك لهذه المناسبة؟
أتمنى أن يعمّ السلام والأمن في الوطن العربي كاملاً، وكل ما عدا ذلك يتحققّ تلقائياً بالمجهود والمحبة الخالصة.
التعليقات