نيودلهي: يخوض الهندي كايلاش ساتيارثي، الذي منح جائزة نوبل للسلام للعام 2014، نضالًا مستمرًا منذ اكثر من ثلاثين عامًا، من اجل إخراج عشرات الآلاف من الاطفال من العبودية في الهند، وبدون ضجيج. ويجسد ساتيارثي، البالغ من العمر 60 عاما، جهود مكافحة تشغيل الاطفال، المنتشر بشكل واسع في المصانع والبيوت في الهند.

وقال الرجل المتحدر من ولاية ماديا براديش في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الهندية تراست أوف إنديا بعد تبلغه بمنحه نوبل للسلام اليوم انه "يشكر لجنة نوبل لاعترافها بالوضع البائس لملايين الاطفال الذين يعانون". واضاف ان "هذا شرف لكل مواطني الهند، وسأواصل عملي من اجل خير الاطفال". وساتيارثي مهندس كهرباء اسس "حركة انقاذ الطفولة" في 1980. وهو ناشط متحفظ، لا يخرج عن صمته إلا للدفاع عن قضية الاطفال. وهو يعيش بتواضع، ولا يخرج الى اماكن عامة الا لخدمة قضيته.

بدأ ساتيارثي نشاطه بتنظيم هجمات على مصانع وورشات بهدف تحرير عائلات بكاملها مجبرة على العمل لتسديد قروض حصلت عليها. وهذه العائلات التي تستغل ولا تستطيع تسديد دينها، كانت تباع في غالب الاحيان الى ارباب عمل آخرين. ويرأس ساتيارثي حركة "المسيرة الشاملة ضد عمل الاطفال" (غلوبال مارش اغينست تشايلد ليبر) التي تضم حوالى الفي جمعية وحركة اجتماعية في نحو 140 بلدا.

ومنحت جائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة مناصفة بين ساتيارثي والباكستانية ملالا يوسفزاي "لنضالهما ضد قمع الاطفال والمراهقين ومن اجل حق الاطفال في التعليم". وقال رئيس لجنة نوبل للسلام ثوربيورن ياغلاند لدى اعلان الجائزة "الاطفال يجب ان يذهبوا الى المدرسة، وألا يتم استغلالهم ماليًا".

واكد ساتيارثي على الموقع الالكتروني للمنظمة التي يرئسها ان "تشغيل الاطفال غير مشروع ومناف للاخلاق". واضاف "ان لم يكن الآن فمتى؟، ان لم يكن انتم فمن اذا؟، اذا كنا قادرين على التصدي لهذه المسائل الاساسية، فقد نستطيع ازالة هذه الوصمة التي يشكلها استعباد البشر". وفي 2007، نظم هذا الناشط مسيرة لآلاف الكيلومترات ضد الاتجار بالاطفال على طول حدود الهند مع جاراتها الجنوبية.

وقال حينذاك انه "اذا لم نؤثر على الناس العاديين، فسيكون من المستحيل تسوية مشكلة الاتجار بالاطفال التي تعد شكلًا من العبودية". واسس ساتيارثي ايضا الاسم التجاري راغمارك، التي تؤكد عند ارفاقه بالسجاد بانه لم يتم انتاجه بأيدي اطفال. وهو يدين بشدة استعباد الاطفال في العمل. وقال في مقابلة في 2010 في مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الانسان ان الاطفال "اذا طلبوا رؤية آبائهم يضربون، وبعض الاحيان يعلقون من اقدامهم بالشجر او حتى يحرقون بالسجائر". وشارك ايضا في انشاء مركز في ولاية راجستان يهتم بتأهيل العمال الذين يتم اخراجهم من العبودية.

ويقول هذا الرجل الهندي ان وعيه لهذه المشكلة بدأ في سن السادسة عندما رأى صبيًا من عمره على درج المدرسة يمسح الأحذية مع والده. وبعدما رأى عدد الاطفال الذين يعملون بدلا من الذهاب الى المدرسة، لمس ضرورة الالتزام من اجل وقف هذه الآفة. وقال في المقابلة نفسها "ارى في كل ذلك اختبارا. انه امتحان اخلاقي يجب اجتيازه، وهو الوقوف في وجه مثل هذه الآفات الاجتماعية".
&