تؤكّد هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن الحديث بالهاتف أثناء القيادة يساوي من ناحية الخطورة الوقوع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%.

دبي: دعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي قائدي المركبات في الإمارة إلى إدراك المخاطر المحتملة التي يتعرض لها السائقون الذين يستخدمون الهاتف النقال أثناء قيادتهم المركبة، محذّرة من تجاهل الدعوات والتوصيات التي تطلقها مراكز الأبحاث المرورية والداعية إلى تجنب مشتتات القيادة والتركيز على الطريق، خاصة أن مخرجات بعض الدراسات المرورية أشارت إلى أن ردة فعل السائقين المشغولين بالاتصال عبر الهاتف المتحرك أثناء القيادة تساوي الوقوع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%.
&
وقال المهندس حسين البنا، مدير إدارة المرور في مؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات في دبي إن ارتفاع نسبة الدراسات العالمية التي تحذر من مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، يدفعنا إلى حشد الدعم لتوعية أفراد الجمهور ومستخدمي الطريق بالمخاطر التي يمكن أن تواجههم أثناء قيادة المركبة، مؤكداً أن إدارة المرور تعمل وفق استراتيجية السلامة المرورية المعتمدة في الهيئة والتي تركز على العديد من المحاور، من بينها تنفيذ العديد من البرامج والحملات المرورية المدروسة والممنهجة لتوعية أفراد المجتمع بالقضايا المرورية، ورفع مستويات السلامة المرورية في إمارة دبي.
&
وأضاف "نتعامل مع العمل التوعوي بشكل جاد ومهني، ونعطيه الأولوية ضمن اهتمامات إدارة المرور تجاه المجتمع، وأن التوعية بالمخاطر والأسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية سوف تساهم في تقليل عدد الضحايا وخفض نسبة الوفيات والإصابات المرورية، مشيراً إلى أن الاهتمام بموضوع استخدام الهاتف في المركبة أصبح من القضايا الملحة التي تستدعي قلق المهتمين بالسلامة المرورية ليس في دبي وإنما على مستوى الإمارات والعالم، وإلى أن 80% من حوادث الاصطدام تشمل سائقين فقدوا انتباههم في الثواني الثلاث الأخيرة التي تسبق الحادث، بحسب دراسة حديثة أجريت في معهد فيرجينيا لتكنولوجيا النقل".
&
وأوضح البنا أن طلب الاتصال الهاتفي الذي يستغرق نحو 5 ثوان هو نفس الوقت الذي تقطع فيه المركبة نحو 130 متراً إن كانت تسير بسرعة 95 كيلو مترا في الساعة، ولذلك فإن الذين تعرضوا لحوادث مرورية أثناء قيادتهم للمركبة، لا يتذكرون ما الذي حدث فعلاً أو كيف وقع الحادث، لأنهم كانوا مشغولين بالهاتف ولم يتفادوا أو ينتبهوا للسبب الذي أدى إليه، مؤكدا أن بعض الدراسات تشير إلى أن من يستخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة تنخفض قدرته على رد الفعل بنسبة 50% مقارنة بمن لا يستخدمه، وأن فرصة وقوع حادث مروري تتضاعف 5 مرات عندما يبدأ السائق الحديث عبر الهاتف المتحرك حتى لو كان ذلك من خلال سماعات الأذن، وأن ردة فعل المنهمك في الحديث الهاتفي أثناء القيادة تساوي ردة فعل الواقع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%.
&
وأشار إلى أن جميع الدراسات العالمية في مجالات السلامة المرورية تؤكد أن استخدام الهاتف النقال يشتت انتباه السائق، ويضاعف احتمال وقوع الحوادث، لأنه يتسبب في تعطيل جزء كبير من الوظائف الحيوية الضرورية للقيادة الآمنة، فهو يصرف التركيز الذهني من القيادة إلى التفكير في مضمون الرسائل النصية أو المواقع المتصفحة، ويعطل إحدى اليدين أو كلاهما عن مسك عجلة القيادة، بالإضافة إلى أن النظر في الهاتف يجعل السائق يغفل عن رؤية الطريق، وأن واحدا من هذه الأسباب كفيل بجعل السائق معرضًا لخطر الحادث المروري، وتتضاعف هذه الخطورة كلما زادت الأسباب.
وقال البنا إن اليابان وسنغافورة والبرتغال من الدول التي تمنع استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة حتى في ظل التقنيات المتوفرة. بينما تسمح دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبلجيكا والدانمرك وفرنسا وسويسرا باستخدام الهاتف المتحرك شرط أن يتم ذلك بواسطة السماعات اللاسلكية أو المتوفرة ضمن مكونات السيارة وهو المعمول به في دولة الإمارات.