جنيف: تحاول مالي آخر بلد وصل اليه وباء ايبولا الذي ينتشر في عدد من دول غرب افريقيا، وقف انتشار المرض الذي تسبب في وفاة عدد من الاشخاص في باماكو، بينما اعلن عن بدء اختبارات في المنطقة قريبا لثلاثة علاجات للحمى النزفية التي يسببها الفيروس.

وغداة اعلان منظمة الصحة العالمية لحصيلة جديدة لضحايا المرض تشير الى وفاة 5160 شخصا كم اصل& 14 الفا و98 اصيبوا به، دعا عدد من العاملين في القطاع الصحي في غرب افريقيا دول مجموعة العشرين الى تعزيز مساعداتها لتطويق المرض، مشيرين الى نقص الوسائل الضرورية على الارض. وكانت الحصيلة السابقة لمنظمة الصحة العالمية حتى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر تحدثت عن وفاة 4960 شخصا في ثماني دول من اصل 13 الف و268 اصابة.

وكانت فتاة تبلغ من العمر سنتين توفيت بالمرض في 24 تشرين الاول/اكتوبر في مالي، بعد زيارة قامت بها الى غينيا. ومثل هذه الحالة الاولى، انتقلت الاصابة الجديدة عند دخول امام غيني في الستين من العمر الى مالي.

واطلقت حالة الانذار في مالي بعد وفاة ممرض في الخامسة والعشرين من العمر مساء الثلاثاء في مستشفى باستور، بعدما اكدت التحاليل اصابته بالمرض في اليوم نفسه. وكان هذا المرض عالج الامام الغيني. وفرض عزل طبي على المستشفى الذي وضع فيه، بما في ذلك طاقمه الطبي والمرضى الموجودين فيه بسبب امراض اخرى. وقالت منظمة الصحة العالمية ان الامام الغيني توفي في 27 تشرين الاول/اكتوبر مع صديق جاء لزيارته، موضحة انهما يعتبران من المصابين المحتملين بالفيروس لكن لم يخضعا لتحاليل.

وبسبب وضعه، جرى تشييعه وفق الشعائر الدينية المتبعة بدءا بغسل جثمانه الامر الذي يعد معديا جدا، قبل اعادته الى بلدة كوليمالي الحدودية بين البلدين لدفنه، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وكان الامام الغيني ادخل المستشفى لمعالجته من "قصور في الكلى"، كما ذكر مصدر طبي مالي. وقد توجه بسيارة مع اربعة من افراد عائلته الى باماكو في 25 تشرين الاول/اكتوبر لدخول مستشفى باستور. وكشفت تحاليل ان اثنين من مرافقيه مصابان بالفيروس بينما توفيت زوجته الاولى في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر بالمرض.

وقال المصدر انه "بعد وفاته تبين ان اثنين من افراد عائلته توفيا بايبولا، لكنه اخفى ذلك". وقالت منظمة الصحة العالمية ان 28 من افراد طواقم طبية يخضعون للمراقبة في مالي. وصرح طبيب يخضع لعزل طبي في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان هناك مرضى ايضا "وبينهم نحو 15 جنديا في بعثة الامم المتحدة في مالي".

من جهة اخرى، اعلنت منظمة اطباء بلا حدود الخميس انها ستبدأ اولى تجارب ثلاثة علاجات سريرية لمرض الحمى النزفية الذي يسببه فيروس ايبولا في مراكزها في غينيا وليبيريا. وقال الطبيب انيك انتيرينس الذي ينسق الاختبارات في هذه المنظمة غير الحكومية "انها شراكة دولية لا سابق لها تشكل املا للمرضى في التوصل الى علاج لمرض يقتل اليوم بين خمسين وثمانين بالمئة من الذين يصابون به".

وسيوضع احد الاختبارات الثلاثة تحت اشراف جامعة اوكسفورد لدواء "برينسيدوفوفير" المضاد للفيروس، وسيجري في مركز ايلوا-3 في العاصمة الليبيرية مونروفيا. اما الاختبار الثاني فسيجرى باشراف المعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي لدواء "فافيبيرافير" في غيكيدو في غينيا. وسيجري الاختبار الثالث في معهد الطب الاستوائي في انتورب لعلاج يعتمد على عينات من دم ومصل لمرضى يتعافون من المرض في كوناكري.

وتشارك منظمة الصحة العالمية في كل هذه التجارب. وفي بريزبين، ستكون مكافحة ايبولا احد الموضوعات التي سيبحثها قادة دول مجموعة العشرين في قمتهم السبت والاحد المقبلين.

وخلال مؤتمر في هذه المدينة الاسترالية، عبّر عدد من العاملين في قطاع الصحة في غرب افريقيا وكذلك منظمة اوكسفام غير الحكومية في مؤتمر بالدائرة المغلقة، عن املهم في ان تؤدي هذه القمة الى تعزيز الدعم للمناطق المتضررة. وقال غوردن كامارا الذي يعمل في الاسعاف في ليبيريا "لا نملك شيئا، وينقصنا كل شيء". واوضح ان هناك 15 سيارة اسعاف لكل 1.5 مليون نسمة في هذا البلد وطبيبا لكل 14 الف نسمة. من جهتها، قالت اوكسفام ان "حوالى نصف" دول مجموعة العشرين لم تسلم "حصتها" من المساهمة المالية لمكافحة ايبولا.