فيما أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإطلاق سراح المئات من المعتقلين الذين ثبتت براءتهم فقد تم اعتقال ضابط رفيع لتزويده داعش بمعلومات عن الجيش العراقي.. في حين وافقت قطر على فتح سفارتها في بغداد.

لندن: أصدر العبادي الثلاثاء أمرًا ديوانيًا بالإسراع في اطلاق سراح الموقوفين الذين صدرت أوامر قضائية بالافراج عنهم خلال مدة اقصاها ستة اشهر إلى جانب قرارات اخرى تتعلق بالإجراءات القانونية الواجب اتباعها في عمليات القاء القبض والتوقيف والاحتجاز من قبل الجهات المعنية.

وقضت الاجراءات بتسجيل اسم الموقوف ومكان الايقاف وسببه والمادة القانونية الموقوف بشأنها خلال مدة 24 ساعة من وقت التوقيف في سجل مركزي الكتروني ويدوي تتولى وزارة العدل استحداثه وادارته وكلف وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الأمن الوطني وضع ضوابط وآليات قيام الآمرين بتسجيل الموقوفين في السجل المركزي بحسب بيان صحافي لمكتب العبادي اطلعت على نصه "إيلاف".

وحظرت الاجراءات على اي جهة غير الدفاع والداخلية وجهاز الأمن الوطني إلقاء القبض أو التوقيف واعتبرت القبض على الاشخاص خارج الحالات المنصوص عليها في الامر من اختطاف واحتجاز الاشخاص من الحالات الجرمية ويحال المسؤول عنها إلى القضاء.

وأكدت على أنّه "ومع عدم الاخلال بالنصوص القانونية النافذة" لا يجوز ان يزيد مجموع مدد التوقيف على ربع الحد الاقصى للعقوبة ولا يزيد بأية حال على ستة أشهر ولا يصح تمديد التوقيف اكثر من ستة أشهر الاّ بإذن من محكمة الجنايات على أنّ لا تتجاوز ربع الحد الاقصى للعقوبة او تقرر اطلاق سراحه بكفالة او بدونها مع مراعاة لأحكام& قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم(23) لسنة 1971.

يذكر أن السلطة القضائية تعلن بين فترة وأخرى عن الافراج عن المئات من المعتقلين كان آخرها امس الاثنين حين أشارت إلى أنّ محكمة&التحقيق المركزية افرجت عن 2779 متهماً لم تثبت إدانتهم بالارهاب& خلال الشهر الماضي.

واعتقال ضابط رفيع لعلاقته بداعش

ومن جهته اعلن المتحدث باسم السلطة القضائية عبد الستار بيرقدار عن إلقاء القبض على ضابط رفيع المستوى متهم بالتواطؤ مع تنظيم داعش الارهابي في بغداد.

وقال في بيان ان منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية وبإشراف ومتابعة من محكمة التحقيق المركزية ألقت القبض على ضابط رفيع المستوى متهم بالتواطؤ مع داعش من دون توضيح رتبته او اسمه. وأشار بيرقدار إلى أنّ المتهم كان يزود التنظيم بمعلومات عن تحركات الجيش العراقي وتم القاء القبض عليه في بغداد وهو الآن رهن التحقيق في محكمة التحقيق المركزية.

وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كلم شمال العاصمة بغداد) في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان كما امتد نشاط التنظيم إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.

قطر توافق على الاسراع بفتح سفارتها في بغداد

وأسفرت مباحثات اجراها في الدوحة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع مسؤولين قطريين عن الاتفاق على فتح السفارة القطرية في بغداد التي ظلت مغلقة لسنوات عدة شهدت فيها العلاقات الثنائية توترات واتهامات عراقية لقطر بدعم الارهاب في العراق.

فقد اجرى الجبوري اليوم سلسلة& لقاءات مكثفة مع عدد من القيادات والمسؤولين القطريين من بينها لقاؤه رئيس مجلس الشورى محمد الخليفي ووزير الخارجية خالد العطية. وتمخضت اللقاءات عن جملة من النتائج من بينها عزم الدوحة على&فتح سفارتها في العراق قريبا.

كما وجه الجبوري دعوة رسمية لرئيس مجلس الشورى القطري لزيارة العراق والذي رحّب بها وأكد الاستجابة لها في أقرب فرصة. ويواصل الجبوري اليوم وغدا مباحثاته الرسمية مع كبار المسؤولين في قطر بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.

وبدأ الجبوري امس زيارة إلى قطر تستغرق عدة ايام هي الاولى لمسؤول عراقي رفيع إلى الدوحة منذ عدة سنوات لاجراء مباحثات تهدف إلى تصفية اجواء العلاقات الملبدة باتهامات العراق للبلد الخليجي بدعم الارهاب ومساندة المعارضين العراقيين للنظام.

ويترأس الجبوري في زيارته هذه وفدا برلمانيا يضم عددا من النواب ممثلي الكتل السياسية وذلك لاجراء مباحثات سياسية تهدف لطي صفحة الماضي في علاقات البلدين التي طبعتها الشكوك والاتهامات العراقية لقطر بدعم ومساندة المناوئين لسلطاته إضافة إلى مناقشة الاوضاع في المنطقة وجهود دولها لمواجهة خطر تنظيم "داعش" والتنسيق بين البلدين في تبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة خطر التنظيم. وأكد مصدر برلماني عراقي عن&وجود رؤية لدى رئيس مجلس النواب العراقي بشأن بحث التعاون المشترك في مجالات الاستثمار ورفع المستوى الاقتصادي في البلاد.

وكانت قطر وعدت العراق في السادس من الشهر الماضي بفتح صفحة جديدة من التعاون البناء في مختلف المجالات وخاصة الأمنية منها وأكدت انها تفتح قلبها قبل ابوابها للمسؤولين العراقيين واتفق البلدان على تشكيل لجنة للتعاون الأمني المشترك والبدء بمرحلة تعاون مبنية على العمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الارهاب والتصدي للفكر المتطرّف.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده في الدوحة وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان مع الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري حيث جرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة للتعاون الأمني ستباشر أعمالها في القريب العاجل. من جهته دعا وزير الداخلية العراقي المسؤولين في قطر لزيارة بغداد وفتح صفحة جديدة من العلاقات مبنية على أساس الاحترام والتعاون والعمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الارهاب والتصدي للفكر المتطرّف.&

&وجاءت المحادثات العراقية القطرية والتأكيد على البدء بتعاون أمني مشترك في وقت ظلت فيه العلاقات بين البلدين تشهد أزمات مستمرة بسبب اتهامات مسؤولين عراقيين ونواب وكتلٍ سياسية لقطر بدعم الارهاب في العراق. وفي آذار الماضي اتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قطر والسعودية بدعم المقاتلين الذي يواجهون سلطاته في عدد من المحافظات العراقية وقال ان هاتين الدولتين الخليجيتين تقدّمان الأموال لتجنيد مقاتلين في الفلوجة.