لم تكن مبادرة أمير الكويت بإعطاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي إلقاء كلمته قبله لترضي الأمير، رغم أنها مبادرة بروتوكولية غير مسبوقة في تاريخ القمم العربية.


نصر المجالي: ما بين هذه المبادرة من جانب quot;حكيم الكويتquot; الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبين مغادرة الأمير سلمان القمة عائداً إلى الرياض بعد إلقاء كلمته مباشرة، تكرّست مقولة quot;الكاظمين الغيظquot; وخاصة لجهة الملف السوري، وبذلك سهّل الأمير سلمان لمضيف القمة مهمة التعاطي مع بقية جدول الأعمال بـquot;يُسرquot; وبعيداً من quot;المنغّصاتquot; والجدالات، حرصاً منه على ما تبقى من quot;مداميك التضامن العربيquot;.

كلمة الأمير سلمان حملت أربعة عناوين رئيسة، أولها التضامن العربي، وثانيها أن القضية الفلسطينية تظل دائماً في صلب اهتمامات المملكة على الدوام، مؤكداً أن الممارسات الإسرائيلية تقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة. وشدد في كلمته على أن الممارسات الإسرائيلية تقوض كل الجهود للتوصل إلى السلام.

الملف السوري

أما ثالث هذه العناوين، فهو الملف السوري الذي احتل المفصل الرئيس لكلمة الأمير سلمان ولم يكن quot;الغضب السعوديquot; خافياً وخصوصاً لجهة مقعد سوريا الشاغر في القمة وعدم تعبئته من جانب الائتلاف الوطني كما حدث في القمة السابقة في الدوحة، ووضع الأمير سلمان القمة العربية والمجتمع الدولي أمام المسؤوليات والالتزامات الحقيقية تجاه الأزمة السورية.

وبعد أن وجّه الأمير سلمان الاتهام للمجتمع الدولي بـquot;خداعquot; المعارضة السورية، انتقد القمة الخامسة والعشرين لعدم منح المقعد للمعارضة، وكأنه يقول: quot;القمة أيضاً خدعت السوريينquot;.

وتساءل ولي العهد السعودي بوضوح: quot;إننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانه الطبيعي في مقعد سوريةquot; بعد أن منح quot;هذا الحقquot; في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي.

ودعا ولي عهد السعودية إلى quot;تصحيح هذا الوضعquot; عبر اتخاذ قرار من شأنه توجيه quot;رسالة قوية إلى المجتمع الدولي ليغير تعامله مع الأزمة السوريةquot;.

ميزان القوى

واعتبر الأمير سلمان ان الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير في ميزان القوى على الأرض ومنح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما يستحقونه من دعم ومساندة باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

وأكد في هذا الاتجاه أن التحديات في سورية تواجهها quot;مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريةquot;.

كما ندد الأمير سلمان بتحول سوريا إلى quot;مأساة مفتوحة تمارس فيها كل أنواع القتل والتدمير على أيدي النظام الجائر، تساهم في ذلك أطراف خارجية وجماعات إرهابية مسلحة من كل حدب وصوبquot;.

ويشار الى ان المملكة العربية السعودية تعتبر الراعية الرئيسة حاليا للائتلاف الوطني السوري، وكذلك هي من أهم الداعمين للاجئين في الأردن وتركيا ولبنان، ونفذت عشرات البرامج الإغاثية والإنسانية لمساعدة الملايين من المواطنين السوريين.

الإرهاب

أما العنوان الرابع، فهو الإرهاب، وهو آفة عانت منها السعودية كثيرا في السنوات الأخيرة، فقد أكد رئيس الوفد السعودي للقمة في كلمته ان ظاهرة الارهاب اصبحت quot;مصدرًا خطيرًا وكبيرًا على أمن واستقرار بلداننا وشعوبنا بل ووسيلة لزرع الفوضى والتفرقة والفتنة الأمر الذي يستوجب معه بذل الجهد الجماعي واتخاذ موقف موحّد ومشترك للتصدي لهذا الخطر المحدق بنا جميعاquot;.

ووجه الامير سلمان بن عبدالعزيز تحذيراً إلى الجميع من ظاهرة الارهاب، داعيا الى quot;اخذ الحيطة والتدابير اللازمة لمكافحته واستئصال جذورهquot;. وأدان quot;بروز بعض المنظمات والمجموعات المتطرفة وما تدعيه بطلانا باسم الإسلام والمسلمين، مما ينخدع به بكل أسف البعضquot;.

وختم ولي العهد السعودي بالتأكيد أن المملكة ستواصل quot;التصدي لهذه الآفة المقيتة، من خلال إصدار الأنظمة والإجراءات المجرمة للإرهاب وأصحاب الفكر الضال والتنظيمات التي تقف خلفهquot;.