أعلنت السلطات في محافظة نينوى العراقية الشمالية عن إيقاف بناء مدرسة إيرانية في مدينة الموصل تحمل اسم الزعيم الإيراني الراحل الخميني، مؤكدة أنها تشكل فتنة طائفية بين أبناء المحافظة التي تسكنها غالبية سنية، وذلك رغم بناء طهران حوالي 14 مدرسة في محافظات عراقية بالوسط والجنوب.


لندن: قال محافظ نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) أثيل النجيفي اليوم إن سلطات المحافظة اوقفت بناء مدرسة إيرانية تحمل اسم "الإمام الخميني" في قرية شرق مدينة الموصل عاصمة المحافظة بسبب الاختيار المقصود لإسمها وهو "الخميني" لاثارة الفتنة الطائفية في المحافظة التي تعتبر ثاني اكبر محافظات البلاد التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة غالبيتهم من السنة.

وتعرف المحافظة بأنها الاكبر التي رفدت الجيش العراقي السابق بالقادة والضباط الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 تحت قيادة الرئيس العراقي السابق صدام حسين والزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني، والتي ادت إلى مقتل حوالي مليون شخص من ابناء البلدين اللذين تعرضا لتدمير منشآت حيوية فيهما وخسارة الطرفين لحوالي مائة مليار دولار.

واضاف النجيفي أن عدم الحصول على الموافقات القانونية لبناء المدرسة كان سببًا آخر في وقف بنائها.. وأشار في بيان صحافي اطلعت على نصه "ايلاف" إلى أنّ مدير ناحية "برطلة" قد أوقف بناء المدرسة في قرية خزنة شرق الموصل بعد أن باشرت ببنائها جهات إيرانية دون استحصال أي موافقة رسمية من المحافظة وحكومتها المحلية، كما تقتضي السياقات الادارية.&

وكانت ناحية برطلة هذه قد شهدت عام 2012 ازمة بين ابناء طائفة الشبك الشيعية المتواجدين فيها، والطائفة المسيحية، على خلفية اتهام هذه للشبك بمحاولة تغيير تركيبة الناحية السكانية من خلال محاولات استملاك الوقف الشيعي اراضي منها، لإنشاء مسجد وأكاديمية شيعيين فيها.

وأكد المحافظ أثيل النجيفي أن ما قام به مدير ناحية برطلة تصرف قانوني ومسؤول.. وأوضح أن إنشاء أي بناية أو مدرسة لا يجوز بدون الحصول على موافقات كاملة من مجلس المحافظة.. منوّهًا إلى أنّ اختيار اسم الخميني على المدرسة، وفي محافظة نينوى بشكل خاص هو اختيار مقصود لإثارة الفتنة داخل المحافظة. وقال إن المحافظة ستصدر تعليمات إلى مديريات الشرطة ومختاري القرى بعدم السماح ببناء أي منشأة عامة إلا بعد استحصال الموافقات الأصولية على ذلك.

يذكر أن إيران عملت منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 على توسيع نفوذها في العراق، وأنشأت حوالي 14 مدرسة لها في محافظات البصرة وديإلى وذي قار وبغداد والنجف وكربلاء.

وقد أشار السفير الإيراني في العراق حسن دانائي، الذي فرّ مؤخرًا، إلى أنّه كانت لإيران مدارس في العراق منذ حوالي 50 عامًا، موضحًا أن نشاطات هذه المدارس توقفت على يد النظام السابق. وأشار إلى أنّه في ظل التغيير الذي شهده العراق، فقد تمت إعادة افتتاح هذه المدارس في العديد من المدن العراقية.&

ومن جهته، أعلن القنصل الإيراني في محافظة البصرة العراقية الجنوبية قرب افتتاح أول مدرسة إيرانية في المحافظة للمراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية. وقال القنصل حميد رضا مختص آبادي في مؤتمر صحافي إن أول مدرسة إيرانية رسمية في البصرة سيتم افتتاحها قريباً، وهي مدرسة مجانية ليست مخصصة للإيرانيين فقط، وتتألف من المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، كما ستقام فيها دورات لتعليم اللغة الفارسية للراغبين بتعلمها من العراقيين.