بيروت: اعرب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون عن قلقه من التطورات التي تجري في المنطقة والتي تمتد منذ 24 سنة وحتى اليوم، مشيراً الى انه تحدث في مقابلة لجريدة الحياة عام 1994 عن ان الأصولية ستصل الى الحكم في عدد من الدول ولكن المجتمع الاسلامي سيرفضها وهذا ما نراه في مصر.

وتوقع عون في حديث للـ"أو.تي.في" أن تصل هذه الأصولية الى لبنان على الرغم من ان هذه الحالة لا تشكل أكثرية ولن تكون خطيرة، لافتاً الى ان القيادات اللبنانية لا تفهم ما أقرأ للمستقبل.

وعن اللقاء مع الرئيس سعد الحريري أكد عون ان اتصالات عدة اجريت معه من قبل القيمين على تيار المستقبل لعقد اللقاء في العام 2013 وعلى الرغم من الرغبة لدى الطرفين الا ان الظروف النارية لم تسمح باللقاء، مشيراً الى ان الاجتماع الذي عقد في روما مع الرئيس الحريري بقي سراً باتفاق بين الطرفين.

وقال: "الاجتماع الأول مع الرئيس سعد الحريري كانت نوعاً من غسل القلوب لا سيما فيما يتعلق بهواجسه لا سيما من حزب الله وسلاحه، وأنا أكدت له متى عاد الى لبنان سيتم تأمين له الغطاء السياسي والأمني اذا كنت في موقع الرئاسة كما تحدثت مع الرئيس الحريري بشأن قانون الانتخابات وتطرقنا للقانون النسبي وقانون الـ 15 دائرة".

واذ أكد أنه لا يمكننا ان نحكم بيروت ضد سوريا، أشار الى ان الرئيس سعد الحريري يواجه عقبتين الأولى داخلية من حلفائه والثانية خارجية، مشدداً على ان قضية حزب الله، التي سجل عليها الحريري علامات استفهام، باتت جزءاً من الحل في سوريا ولم يعد مشكلة لبنانية.
وأضاف: "الحريري لم يستطع الخروج معنوياً من مرشح قوى الرابع عشر من آذار وهو استطاع الوصول الى المخرج عندما لم يصل مرشحه الى موقع الرئاسة".

واذ أشار الى ان نادر الحريري عرض عليه التمديد للرئيس ميشال سليمان، شدد على ان جوابه كان وقوفه ضد اي تمديد في موقع رئاسة الجمهورية، مشيراً الى انه طالما ليس هناك اي مرشح سوى المرشحين اللذين كانا في الجلسة الأولى فان لن أعلن ترشيحي للانتخابات الرئاسية.
وقال: "يجب ان نبدأ بطرح موضوع قانون الانتخابات النيابية وبالتالي لا وقت لدينا لاضاعة الوقت عبر عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مشدداً على انه يحق لمجلس النواب التشريع في اساس تكوين السلطة حتى ولو ساد الفراغ في سدة الرئاسة، مشيراً الى ان قانون الانتخابات النيابية المطلوب من المفترض ان يؤمن الانصاف في التمثيل ومن هنا فان على وزير الداخلية تحديد القانون الذي يجب اجراء الانتخابات النيابية على اساسه، واذا لم يتم التوصل الى انتخابات نيابية فاننا سنتجه الى خطة بديلة خصوصاً واننا لا نعترف بهذا المجلس الغير الشرعي الممد له".

ورداً على الطروحات التي تقدم بها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لفت عون الى ان جعجع لم يستطع الوصول الى سدة الرئاسة في الجولة الأولى، كما وان تسمية مرشح من فريق 8 آذار وآخر من 14 آذار ليتم انتخابه في المجلس النيابي لا يمكن أن يتم، كما وان على المرشح للرئاسة يجب ان يكون ممثلا من قبل الشعب اللبناني والبطريرك نفى وضعه لائحة باسماء مرشحين للرئاسة، وبالتالي فان مبادرة جعجع ساقطة ونحن لن نشارك في جلسة الغد وبالتالي فانها ستكون كسابقاتها.

وعن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد عون من الطبيعي ان نلتقي بالرئيس بري الذي يدير كل الانتخابات الرئاسية خصوصاً وان لديه تكتل نيابي في المجلس ونحن في الخانة نفسها، مشيراً الى وجود ايجابية في الحوار مع بري وما قيل عن "حليف الحليف" كان نوعاً من المزحة خصوصاً وان الرئيس بري يقوم بنشاط انتخابي كبير ككل الأطراف السياسة الأخرى.
عون ردّ على رفض رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وقال: "وليد جنبلاط بيمون ولكنه لا يستطيع أن يعلن عدم تأييده لي في وقت أنا لم اطلب منه هذا الأمر"، مشيراً الى ان لقاءه والمرشح للانتخابات الرئاسية النائب هنري الحلو لم يتطرق الى موضوع الانتخابات او رئاسة الجمهورية.
وعن عمل الحكومة قال عون: "نحن لسنا مصرين على تعطيل الحكومة ولكن هذه الحكومة لا يمكنها ان تحكم كما وكأن الرئيس موجوداً"، مشيراً الى انه "يتم وضع اللمسات الأخيرة على كيفية عمل الحكومة قبيل التوافق عليها في الاجتماع المقبل".
ورداً على سؤال أكد عون أنه سيعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية عندما يصبح الوضع السياسي مؤاتياً، مشيراً الى انه طلب من حلفائه عدم تأييده في الانتخابات الرئاسية قبيل اعلان ترشيحه، لا سيما وان حظوظه كاملة للوصول الى موقع رئاسة الجمهورية، "ومن يستطيع أن ينتخب رئيساً من دوني فليفعلها".
&