فتحت الانتخابات الأخيرة في الائتلاف السوري المعارض سجالًا كبيرًا، يشارك فيه المعارض ميشيل كيلو، الذي حمّل هادي البحرة وسلفه أحمد الجربا مسؤولية هزائم الجيش الحر، متوقعًا انتهاء الثورة قريبًا.
باريس: شنّ المعارض السوري ميشال كيلو، عضو الائتلاف السوري وإتحاد الديمقراطيين السوريين، هجومًا عنيفًا على البحرة و الجربا، محملًا الأخير مسؤولية هزائم الجيش السوري الحر، ومؤكدًا أن الثورة توشك أن تنتهي.
وفي حوار مع "إيلاف"، قال كيلو إن الائتلاف محطُ احتقار السوريين وتخليهم عنه، "وأعتقد أنه إذا لم يبتدع البحرة خطًا مغايرًا عن خط الجربا، فإن ذلك لن يكون سوى خطوة على طريق الهاوية"، مؤكدًا النية على محاسبتهما على كل كبيرة وصغيرة، بسياسة بناءة تقوم على المعارضة المفتوحة.
قال كيلو لـ"إيلاف": "عندما استلم الجربا رئاسة الائتلاف، كانت مناطق كل من&تلكلخ، القصير، جنوب وشرق دمشق، الغوطتين الشرقية والغربية، يبرود، النبك، حمص، حلب، الرقه، دير الزور، في يد الجيش السوري الحر، لكن كل هذه المناطق خرجت عن سيطرة المعارضة".
واضاف: "يضع البحرة أمامه فكرة تغيير الحكومة، وبذلك يكون البحرة والجربا قد قضيا على الائتلاف والجيش الحر والحكومة، وهذا لا يخدم سوى النظام السوري!!!"، مؤكدًا أن سلوك الائتلاف يخدم نقيض الثورة، وهو لا يتهم أحدًا بأنه عميلٌ للنظام".
وعن سبب فشل الائتلاف، قال كيلو: "غالبية أعضاء الائتلاف لا علاقة لهم بالثورة، لا بفكرها ولا بنشوئها، يبحثون عن مصالحهم وأرزاقهم وعن ترضية السلطة على الطريقة البعثية".
&
في ما يأتي متن الحوار:
ما المتغيّرات التي يُمكن أن يحملها انتخابُ هادي البحرة رئيسًا للائتلاف السوري المعارض، مع فشل مؤتمر جنيف2 وتقدَم النظام في الميدان؟&
هادي البحرة وعد الائتلاف بأن يكون صاحب خط مستقل وجديد. شخصيًا، أتمنى ذلك ولكن لا أعتقد ذلك، لأن أحمد الجربا هو من اختار البحرة، وفرضه على الكتلة الديمقراطية بعدما صوتت لموفق ميربيَه. الكتلة الديمقراطية أسقطت البحرة كمرشح لها لرئاسة الائتلاف، فأعاده إلى الترشيح أحمد الجربا، وفرضه بكل أنواع الوسائل غير الشرعية وغير الديمقراطية. أرغم الكتلة الديمقراطية على اختياره، بالتالي البحرة مرتبطٌ بالجربا، الذي سيُمسك بالمال وبعلاقات الائتلاف العسكرية وبالتالي، الجربا لن يترك له هامشًا واسعًا للحركة.
&
هل تمَ انتخابُه بإيعاز من الرياض؟&
لا أعرف إذا كان مثل سلفه مقرباً من الرياض، وإذا كان سلفه مقربًا من الرياض. ما أعلمه أن الجربا مقربٌ من أوساط في السعودية وليس من كامل السعودية، ولا أعتقد أن اختيار البحرة لرئاسة الائتلاف أتى لأنه مقربٌ من السعودية. لكن، تم اختيارُهُ كي يتستر على ما أنتجه عامٌ من حكم الجربا للائتلاف، الذي تكلل بسلسلة طويلة عريضة من الهزائم جعلت وجود الثورة محلَ شك شديد. ولو كان البحرة رجل السعودية، لكان تمَ تبليغُ جماعة الكتلة الديمقراطية بذلك، وبالتالي يجب التصويتُ له، ولما تمَ إسقاطُهُ في انتخابات الكتلة.&
&
ائتلاف بلا شرعيةٌ
ألا يزال الائتلاف السوري يحظى بشرعية دولية تفرضه متحدثًا باسم الشعب السوري؟
لم تعد للائتلاف شرعيةٌ إلا على الصعيد الخارجي. وفي الحقيقة، هذه الشرعية تآكلت خلال العام الماضي، بعد الهزائم النكراء التي مُني بها الجيش السوري الحر. وهنا أؤكد أن الأهم للائتلاف السوري أن تكون له شرعيةٌ داخليةٌ، وهي مفقودةٌ تمامًا، لقد فقدها الائتلاف بصورة شبه كاملة في الداخل. الائتلاف اليوم محطُ احتقار السوريين وتخليهم عنه، وأعتقد أنه إذا لم يبتدع البحرة خطًا مغايرًا عن خط الجربا، فإن ذلك لن يكون سوى خطوة على طريق الهاوية.&
&
ما البديل عن الائتلاف؟&
لا بديل، ولا أحد يفكر ببديل. ما نناقشه اليوم هو أنه بعد أن استبعد الاتفاق بين الجربا ومصطفى الصباغ كل أطياف العمل السياسي المنظم والحزبي، وبعد أن فرض تفاهمًا بين شخصين على العمل الوطني السوري، هو أن نتداعى إلى انتهاج موقف مختلف. لن نسمح للجربا &وللبحرة أن يشعرا بدقيقة راحة اليوم، وسنحاسبهما على كل كبيرة وصغيرة بسياسة بناءة تقوم على المعارضة المفتوحة. وما أقصده ببناءة أنه لن تكون هناك أية مجاملة أو مسايرة، وسنتوجه إلى الشعب السوري والثورة برؤيتنا وبصفتنا أشخاصًا مرتبطين بالشعب السوري وبالثورة ولسنا مرتبطين لا برئاسة ائتلاف ولا حتى بالائتلاف السوري ولا بأي كتلة داخل الائتلاف.&
وإذا أراد البحرة أن يكون رئيسًا للسوريين وممثلًا حقيقيًا للثورة السورية، سيجدنا وراءه من دون شك.
&
آخر أيام الثورة
ألا يجب قيادة الثورة من داخل سوريا؟
كان يجب أن تكون القيادةُ منذ فترة طويلة داخل سوريا، مع أنني لست من جماعة الفرز بين الداخل والخارج، لكنني أعتقد أن القيادة كان يجب أن توضع بين من يمارسون العمل الثوري وليس بين من يمارسون العلاقات الخارجية ويستخدمون المال السياسي في إدارة شؤون مؤسسة وطنية.
أقول اليوم إن الثورة توشك أن تنتهي، ولديّ معلومات أنه في حال تمكنت "داعش" من احتلال إعزاز وتقدمت نحو إدلب، لن يبقى هناك أي تماسك للجيش الحر في شمال سوريا. وأؤكد هنا أن هذه هي نتائج سياسة الجربا التي يعدُنا اليوم البحرة بمواصلتها. سياسات الجربا خلال العام الماضي تُثبت مسؤوليته المباشرة عن الهزائم التي وقعت في سوريا، وعلى البحرة أن يقطع مع نهج الجربا، الذي تبناه ودافع عنه خلال عام كامل وشارك في قراراته.
&
وما كان عليه نهج الجربا في رئاسة الائتلاف؟
عندما استلم الجربا رئاسة الائتلاف، كانت مناطقُ كل من تلكلخ، القصير، جنوب وشرق دمشق، الغوطتين الشرقية والغربية، يبرود، النبك، حمص، حلب، الرقه، دير الزور، في يد الجيش السوري الحر. لكن كل هذه المناطق خرجت عن سيطرة المعارضة، وثم غرق الجربا في استخدام المال السياسي، ثم طورنا الائتلاف باعتباره مؤسسة عمل جماعي، لكن أصبح يُدار عبر مطبخ سري من أركانه البحرة، وبالتالي فإن أركان هذا المطبخ السري هي من أنتجت كل هذه الهزائم. واليوم، يضع البحرة أمامه فكرة تغيير الحكومة، وبذلك يكون البحرة والجربا قد قضيا على الائتلاف والجيش الحر والحكومة. وهذا لا يخدم سوى النظام السوري!!!
&
ومن يقف وراء الجربا؟
المال السياسي، ووهمٌ في مكان ما أن نقول إن السعودية تؤيده. تقف وراءه آليات تعطيل هائلة داخل الائتلاف، يقف وراءه أن غالبية أعضاء الائتلاف لا علاقة لهم بالثورة، لا بفكرها ولا بنشوئها. يبحثون عن مصالحهم وأرزاقهم وعن ترضية السلطة على الطريقة البعثية.
&
يخدم نقيض الثورة
هل الائتلاف مخروقٌ من النظام؟&
لم أقل إنه مخروقٌ، بل ما أقوله إن سلوك المرء إما يخدم الثورة أو يخدم نقيضها، وما قلته أن سلوك الائتلاف يخدم نقيض الثورة، أنا لا اتهم أحدًا أنه عميلٌ للنظام، هذا عيب ولكن ما أؤكد عليه أن سياسة الائتلاف هذه تخدم النظام.
&
وأي نهج تريدون؟&
يجب أن يكون هدفه استعادة رهانات الثورة الأصلية، أي الحرية للشعب السوري الواحد، أن يتوجه نحو الداخل باعتباره الرافعة الإستراتيجية للثورة والمكان الوحيد الذي سيحسم مصير الثورة، وعليه أن ينتهج سياسات تعتمد في الأساس على التنسيق والتعاون والتفاعل مع الداخل، وأن يُعيد إحياء الجيش السوري الحر، وأن ينتهج سياسات واضحة وصريحة تقوم على رغبة الشعب السوري في أن يتخلص من نظام الاستبداد، وأن ينتهج سياسات واضحة وصريحة تقوم على رغبة الشعب السوري في التخلص من حلفاء مستبدين، أكانوا في المعارضة أو من خارجها، وأن يعمل بإطار جماعي، أي أن يشارك الآخرين في القرارات وأن يعمل من أجل استقلال القرار الوطني السوري عبر تأسيس جيش وحكومة فاعلة، وبصورة واضحة أن يُصبح الائتلاف مؤسسات، وبالتالي أن لا يكون أداة بيد شخص.&
&
أما زلنا في هذا المنطق بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء النزاع السوري؟&
هذا المنطق هو ما ينقذ الثورة. من دون هذا المنطق سنشهد تحولًا جذريًا في مصير الصراع بين النظام والثورة، وبداية انهيار الثورة، هذا هو المنطق الذي سيُنقذُ الثورة التي تكاد تفشل لأنها لم تتمسك بهذا المنطق. الآن، هناك فرصةٌ أخيرة إما أن تعود الثورة إلى هذا المنطق وإما لن يعود هناك ثورة. فنحن أمام خطر أن لا تكون هناك ثورةٌ خلال أشهر قليلة، إذا واصلنا النهج الذي اعتُمد في الائتلاف خلال العام الماضي.
&
&
التعليقات