دعا رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيدر العبادي، القوى السياسية إلى الجلوس معًا ليس لتشكيل الحكومة فقط، وإنما لوضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية، بينما انطلقت مفاوضات تشكيل الحكومة في وقت اتصل الرئيس اوباما بالعبادي مهنئًا، وداعيًا لتشكيل حكومة جامعة بأسرع ما يمكن.



لندن: في أول رسالة له إلى العراقيين بعد 24 ساعة من تكليف الرئيس فؤاد معصوم له، بتشكيل الحكومة الجديدة، قال العبدي في رسالة حصلت "إيلاف" على نسخة منها، إن العراق يواجه اليوم العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي، ومكوناته، مما يتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة خطر الارهاب الذي يعد من اولوياتنا، باعتباره يستهدف العراق كدولة ويستهدف شعبنا بجميع فئاته واطيافه ".
واضاف قائلاً "وفي هذا الصدد نوجه دعوتنا إلى القوات المسلحة والأمنية والمجاهدين والمتطوعين والعشائر الثائرة إلى المرابطة والدفاع عن الوطن ونشيد بحجم التضحيات التي قدموها من أجل وحدة العراق وسلامة ابنائه". ودعا " الدول الشقيقة والصديقة وجميع القوى والمنظمات الدولية والاقليمية إلى الوقوف مع العراق في هذا الظرف الحساس، لمواجهة داعش وقوى الارهاب، التي ارتكبت مجازر بحق جميع مكونات الشعب العراقي، والتي تشكل تهديدًا لجميع دول المنطقة والأمن والسلم الدوليين".
&
واشاد العبادي بدور المرجعية الشيعية العليا التي قال إنها وقفت وما زالت تقف بمواقفها الشجاعة دفاعًا عن العراق وجميع مكوناته، وأكد "اننا نستمد من توجيهاتها الرشيدة منهجاً لما نقوم به باعتبارها علامة مضيئة في الطريق الصعب". وقدم شكره الجزيل للشعب العراقي وما قدمه من تضحيات وصبره على كل الصعاب التي المت به ، معاهدًا " عهد الوفاء لهذا الشعب المضحي بأننا سنكون عوناً لهم في تجاوز هذه الازمات والعيش بأمن وسلام ورفاهية ". واشاد بـالتحالف الوطني الشيعي ومنها مكونات ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الاسلامية الذي نهض بمسؤولياته الثقيلة في هذا الظرف الحساس، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المهام التي تنتظر هذا التحالف &.
واشار العبادي إلى ما اسماه "الجهود الهائلة " التي بذلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومجلس الوزراء، على طريق مواجهة الإرهاب وبناء الدولة.. وقال "ان المالكي سيبقى اخًا ورفيق درب وشريكاً اساسيًا في العملية السياسية".

بدء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة واوباما يهنئ العبادي
ومن جهة أخرى، اعلن تيار الإصلاح الوطني الذي يتزعمه ابراهيم الجعفري أن مفاوضات التحالف الوطني مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الاتحادية التي سيرأسها حيدر العبادي انطلقت منذ يوم امس مع تكليف العبادي بتشكيلها.
وقال النائب عن التيار توفيق الكعبي في تصريح نقله موقع "خندان" الكردي اليوم إن "حيدر العبادي هو مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء بموافقة اغلبية نواب التحالف"، مبينًا أن "المفاوضات انطلقت منذ يوم امس مع الكتل السياسية لتشكيل حكومة قوية ورصينة لانهاء المشاكل السياسية والامنية والاقتصادية". واشار إلى أن "الدعم السياسي المحلي والاقليمي، وكذلك الدولي سيعطي القوة للاسراع بتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة".
لكن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي قال إنه لن يشارك في تشكيلة الحكومة الجديدة "لعدم اعترافه بشرعية تكليفها"، موضحًا أنه سلّم المحكمة الاتحادية ادلة الطعن بتكليف العبادي. وقال النائب عن دولة القانون هيثم الجبوري في تصريح صحافي اليوم، إن ائتلاف دولة القانون&مسجل رسميًا لدى مفوضية الانتخابات برئاسة المالكي الذي هو الامين العام لحزب الدعوة كما مثبت رسميًا أيضاً.&
&
واشار إلى أن مكونات التحالف الوطني لم ترشح رئيسًا للتحالف من قادة الهيئة السياسية، وكذلك لم ينتخب أعضاء التحالف رئيسًا بالاقتراع، ما يعني أن الجعفري قانوناً ليس رئيسًا للتحالف الوطني وغير مخول بالحديث باسم التحالف، على حد قوله.&
واشار إلى ان ائتلافه سلّم هذه الأدلة إلى المحكمة الاتحادية للطعن بتكليف العبادي لاسيما وأن دولة القانون لاتزال هي الكتلة الأكبر التي حازت اكثر عدد من المقاعد ولايحق لغيرها ترشيح رئيس الوزراء... وتوقع أن يتمكن العبادي من تشكيل الحكومة الجديدة خلال السقف الدستوري . عازيًا ذلك إلى ان "الكثير من الكتل التي ناصبت العداء للمالكي، ولدولة القانون ستصوت للعبادي بغضاً وكرهاً بالمالكي لا حبًا بالمرشح "، بحسب قوله. وشدد بالقول إن ائتلافه لن يشارك "في حكومة لا يعترف بشرعية تكليفها وسيتخذ خطوات جادة بعد اعلان قرار المحكمة الاتحادية في دعوى الطعن بتكليف العبادي".&
&
ومن جهته، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العراق اتخذ خطوة مهمة بتكليف رئيس وزراء جديد داعيًا إلى تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف. وقال أوباما في بيان تلاه الليلة الماضية إنه ونائبه جو بايدن اتصلا برئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وحثاه على تشكيل حكومة عراقية جامعة بأسرع ما يمكن.
&
وأكد أوباما أن لا حل عسكريًا للأزمة في العراق وأنه من الضروري تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، وقال إن العراق اتخذ خطوة مهمة نحو هذا الهدف بتكليف رئيس وزراء جديد.
واعتبر أوباما أن العراق واجه أيامًا صعبة وسيواجه أيامًا صعبة، وأن القيادة العراقية الجديدة لديها مهمة صعبة وعليها العمل حثيثًا لكي تنال ثقة شعبها. ودعا أوباما العراقيين إلى "البناء على انجاز اليوم وتشكيل حكومة تضم الجميع" متعهدًا أن تعمل واشنطن مع شركائها الدوليين لمساعدة الشعب العراقي.
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فقد اشار الثلاثاء إلى أن الولايات المتحدة ستدرس تقديم مساعدات إضافية في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية للعراق بمجرد تشكيل حكومة جديدة تشمل جميع الأطياف. &وحث كيري العبادي على الإسراع بتشكيل حكومة قائلاً إنه يتعين على قادة العراق استعادة ثقة المواطنين باتخاذ خطوات تدل على قوة عزيمتهم.&
&
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ونظيريهما الاستراليين "نحن على استعداد لدراسة اختيارات سياسية واقتصادية وأمنية إضافية، فيما يبدأ العراق تشكيل حكومة جديدة."&
ومن جهته، اشار هاغل الى أن الولايات المتحدة على استعداد للنظر في إمكانية زيادة الدعم العسكري للعراق لكنه استبعد إرسال قوات برية مقاتلة. &وقال "سننتظر لنرى ما هي مطالب هذه الحكومة الجديدة منا في المستقبل وسندرسها بناء على هذه المطالب.
&
&
&