مونروفيا: اندلعت اعمال عنف في منطقة معزولة بسبب تفشي وباء ايبولا في عاصمة ليبيريا عندما فتح جنود النار واستخدموا الغاز المسيل للدموع على الحشود اثناء اجلاء مسؤولة وافراد عائلتها.

واصيب اربعة اشخاص في الصدامات التي اندلعت في حي ويست بوينت في مونروفيا الذي تم عزله كجزء من التدابير الامنية الرامية الى احتواء الفيروس القاتل. وتاتي الحملة في ليبيريا في حين تسعى السلطات في العالم الى السيطرة على تفشي فيروس ايبولا الذي تسبب في وفاة 1350 شخصا على الاقل في غرب افريقيا هذا العام.

وامرت رئيسة ليبيريا الن جونسون سيرليف بعزل ويست بوينت ودولو تاون شرق العاصمة وبفرض حظر تجول ليلي كجزء من التدابير الحاسمة لمكافحة الوباء. وجاء رد فعل سكان ويست بوينت على حملة القمع غاضبا والقوا الحجارة على قوات الامن.

وصرح باتريك ويسي من سكان الحي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي "انه امر غير انساني. لا يمكنهم عزلنا فجأة دون سابق انذار كيف سنطعم اولادنا؟". وليبيريا حيث توفي 576 شخصا من اصل 972 اصيبوا بالمرض، سجلت اكبر عدد& من الاصابات بين الدول الاربع في غرب افريقيا التي تفشى فيها الوباء.
&
وبلغ عدد الوفيات من الوباء في غرب افريقيا منذ اذار/مارس 1350 بينهم 106 اشخاص توفوا خلال يومين بحسب منظمة الصحة العالمية. والمخاوف من نفشي الفيروس الى دول اخرى ادت الى الغاء رحلات الى المنطقة وتبني السلطات في العالم تدابير لفحص المسافرين القادمين من الدول المتأثرة بالوباء.

وقالت فيتنام الاربعاء انها اخرجت مسافرين نيجيريين من الحجر الصحي بعد ان انخفضت حرارتهما. وفي بورما لا يزال رجل يخضع لفحوص بعد وصوله من غينيا مع حرارة مرتفعة.

وكان ايبولا تفشى اولا في غينيا حيث توفي 396 شخصا، ثم انتقل الى ليبيريا وسيراليون ونيجيريا حيث لا تستطيع خدمة الصحة العامة مواجهته خصوصا وانها تكافح امراضا اخرى مثل الملاريا. وما زاد الامور سوءا هو ان عددا من المسؤولين المهتمين بمكافحة فيروس ايبولا توفوا بسبب الوباء.

وتوفي طبيب كان يعالج اول مصاب نيجيري بفيروس ايبولا الثلاثاء ما يرفع عدد الوفيات في اكثر بلد اكتظاظا في افريقيا الى خمسة. ويتوقع ان يزور ديفيد نابارو منسقا لشؤون ايبولا في الامم المتحدة الخميس غرب افريقيا بهدف دعم الخدمات الصحية في الدول الاربع المتاثرة بالفيروس.

وقال الفيزيائي البريطاني انه سيركز على "تحسين القطاع الصحي" في الدول الاربع والبعض منها خرج للتو من نزاعات دامية استمرت سنوات. والجهود لاحتواء الفيروس اصطدمت ايضا بعدم الثقة باطباء غرباء وشائعات عن حمل عاملين في المجال الانساني للفيروس.

وحذر المسؤولون في ليبيريا من ان العادات المحلية تشكل عاملا في انتشار الفيروس. وقالت سيرليف "لم نتمكن من احتواء الفيروس بسبب انعدام الثقة والاستمرار في اتباع تقاليد الدفن المعهودة دون الاخذ في الاعتبار توصيات العاملين في المجال الصحي وتحذيرات الحكومة".

واشارت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فاضلة شعيب الى "مؤشرات مشجعة" في نيجيريا وغينيا حيث بدأت التدابير الوقائية والخطوات لتحديد الاصابات تلقى نتيجة. وسبب تفشي الفيروس في نيجيريا مرتبط باجنبي واحد هو اميركي من اصل ليبيري توفي في نهاية تموز/يوليو في لاغوس. وكل المصابين في نيجيريا كانوا على اتصال مباشر به.

وفي سيراليون حيث توفي 374 شخصا كانت طبيية اعشاب مقيمة في بلدة سوكوما الحدودية النائية وراء تفشي الفيروس. وصرح محمد فاندي المسؤول الطبي الكبير في منطقة كينيما لوكالة فرانس برس "كانت تدعي بان لديها قدرات لشفاء مرضى ايبولا.& وانتقل مرضى من غينيا الى سيراليون لتلقي العلاج".
&
وليس هناك حاليا اي علاج او لقاح لايبولا. ونظرا لحجم الازمة سمحت منظمة الصحة باستخدام علاجات تجريبية لا تعرف بعد اثارها الجانبية. ويبدو ان ثلاثة اطباء في ليبيريا استخدموا هذه الادوية التجريبية يتجاوبون مع العلاج. وبقيت الدول الافريقية ودول اخرى في العالم في حال استنفار مع اعلان عدة شركات طيران تعليق رحلاتها الى المنطقة برمتها.