دعت سارة بايلن الملحد ريتشارد دوكنز للقاء ابنها تريغ المصاب بمتلازمة داون شرط أن يفتح ذهنه ليرى الجمال وراء هذا المرض، بعدما غرد قائلًا إن إنجاب الأهل طفلًا يعرفون إنه مصاب بمتلازمة داون عمل لا أخلاقي.

إعداد&عبد الاله مجيد: وجهت سارة بايلن، حاكمة الاسكا السابقة ومرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2008، دعوة في مدونة لها على موقع فايسبوك إلى العالم الملحد ريتشارد دوكنز للقاء ابنها ذي الست سنوات، المصاب بمتلازمة داون.

افتح ذهنك!

جاءت دعوة بايلن لأشهر ملحد في العالم بعد أن كتب على تويتر أخيرًا أن إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون عمل لا أخلاقي، وأن مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الأبوين اللذين يعلمان أن طفلهما مصاب بمتلازمة داون للاقدام على إجهاضه ومحاولة الانجاب مرة أخرى.

واثارت تغريدة دوكنز ردود افعال غاضبة واستياء شديدًا. لكن بايلن لم تنتقد دوكنز على تغريدته، بل بدا انها تقر بوجهة نظره، ووجهت اليه دعوة للقاء ابنها تريغ، بأمل أن يرى الجمال الذي يكمن خلف تشخيص المرض، على حد تعبيرها.
وتوجهت بايلن إلى دوكنز قائلة: "سأُتيح لك أن تلتقي ولدي إذا وعدتَ بأن تفتح ذهنك وعينيك وقلبك على نوع فريد من الجمال".
&
وجوده نعمة

اعترفت بايلن بأن مشاعرها الشخصية تغيرت بشأن انجاب طفل مصاب بمتلازمة داون. وقالت إنها خافت عندما علمت بأن طفلها غير المولود مصاب بهذا المرض الوراثي. وبلغ بها الخوف حتى انها أخفت الحمل بطفلها الخامس عن وسائل الاعلام الاميركية.

وأتقنت إخفاء الحمل بحيث إن وسائل اعلام كبيرة شككت في ما إذا كان تريغ حقًا إبن بايلن. وقالت بايلن لمجلة نيوزويك إن خوفها منعها من الحديث عن حملها اشهرًا عديدة، "وكل ما تمكنتُ من استجماعه كان التضرع إلى الله أن يهيئ قلبي لما هو قادم". ورغم المصاعب التي واجهتها، تآلفت بايلن في النهاية مع حالة ابنها، وهي تعتبر وجوده الآن نعمة.

دوكنز سارع إلى الرد على منتقديه، مؤكدًا أن موقفه ليس شاذًا، بل هو الموقف الطبيعي، واشار إلى اجهاض غالبية الأجنة المصابة بمتلازمة داون في الولايات المتحدة واوروبا. كما نصح دوكنز في تغريدته الآباء الذين يُبلغون قبل ولادة طفلهم بإصابته بالمرض أن يتجنبوا المعاناة، "وألا يسببوا معاناة وأن يخففوا من المعاناة كلما أمكن ذلك".
&
ليس دقيقًا

لكن الرأي القائل إن من يولدون بمتلازمة داون وعائلاتهم محكوم عليهم بالتعاسة والمعاناة ليس رأيًا دقيقًا، بحسب تقرير بثته شبكة أن بي سي، عن نتائج ثلاثة استطلاعات نشرها مستشفى بوسطن للأطفال في العام 2011.

وكشف أحد الاستطلاعات الثلاثة، الذي شمل 2044 شخصًا، أن 79 بالمئة من الآباء الذين لديهم طفل مصاب بمتلازمة داون قالوا إن نظرتهم إلى الحياة صارت أكثر ايجابية بسبب هذا الطفل.

وتوصل استطلاع آخر إلى أن 99 بالمئة من الكبار المصابين بالمرض سعداء في حياتهم، وان 97 بالمئة معجبون بشخصيتهم، و96 بالمئة يحبون مظهرهم. وكتبت بايلن أنها لن تقايض المصاعب النسبية بأي راحة أو غياب الخوف، "والله كان يعرف ما يفعل عندما أنعم علينا بولدنا تريغ".&