كييف: دوت انفجارات قوية مساء السبت في شرق مدينة ماريوبول المرفأ الواقع في شرق اوكرانيا مما يثير التخوف من سقوط اتفاق وقف اطلاق النار الموقع امس بين السلطات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.

فقد سمع دوي انفجارات عديدة خلال ساعات متأخرة من المساء وشوهدت سحابة دخان تتصاعد في الافق، يبدو ان نقطة تفتيش تسيطر عليها حتى الان القوات الاوكرانية مشتعلة عند منفذ المدينة بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس قريبين منها. وتوقفت الانفجارات حوالى الساعة 21,00 ت غ.

وتوجهت ثلاث مصفحات اوكرانية مجهزة بسلاسل باتجاه نقطة التفتيش لكنها عادت ادراجها بكل سرعة، فيما هرعت عشرات السيارات الخاصة بالهرب في الاتجاه المعاكس نحو المدينة. في المقابل في دونيتسك يبدو الوضع هادئا بحسب فرانس برس.

وامس السبت عبر الرئيسان الاوكراني بترو بوروشنكو والروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي عن ارتياحهما لان اتفاق وقف اطلاق النار الموقع الجمعة في مينسك "محترم بشكل اجمالي".

لكن هذا الاتفاق الذي يفترض ان يضع حدا لنزاع مستمر منذ نحو خمسة اشهر في شرق اوكرانيا اوقع 2600 قتيل وادى الى نزوح نحو نصف مليون، استقبل بتشكيك من جانب الغربيين الذين لم يعدلوا حتى الان عن توقيع عقوبات جديدة على روسيا المتهمة بالمساس ب"سيادة اوكرانيا".

وصباح السبت تبادل الانفصاليون والقوات الاوكرانية الاتهامات بخرق اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الساعة 15،00 ت غ، من خلال اطلاق كل منهما النار على مواقع الاخر في معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك وحولهما.

وخلال المكالمة الهاتفية حرص بوتين وبوروشنكو على استخدام لغة التهدئة و"اعلنا ان وقف اطلاق النار محترم بشكل اجمالي. كما بحثا في الاجراءات التي يتعين اتخاذها لكي يكون لوقف اطلاق النار طابع دائم" كما اكدت الرئاسة الاوكرانية.

ووقف اطلاق النار يعتبر نجاحا للانفصاليين وروسيا خصوصا وانه يصادق كما يبدو على خسارة كييف بعض المدن في الشرق بعد تقدم المتمردين في الاسابيع الاخيرة على الارض بمساعدة عسكريين روس بحسب الغربيين.

وقد طالب الانفصاليون السبت بالفعل ب"الاستقلال" بعد المفاوضات التي جرت الجمعة في مينسك بين "مجموعة الاتصال" المكونة من اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا والانفصاليين.

وقال رئيس برلمان دونيتسك بوريس ليتفينوف لفرانس برس "اهم شيء بعد هذه المفاوضات هو الاعتراف بجمهورية مستقلة داخل جمهورية دونيتسك الشعبية او داخل نوفوروسيا" (روسيا الجديدة، التعبير الذي يطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العديد من المناطق في شرق وجنوب اوكرانيا).

واضاف "بعد ذلك يمكننا المساومة مع اوكرانيا بل وان نحبها ايضا لكن على اساس الند للند" معتبرا ان "شرطين فقط من شروط كييف مقبولان بالنسبة الينا: وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى".

واليوم الاحد انتقدت منظمة العفو الدولية كل الاطراف المتنازعة، وقال امينها العام سليل شتي في بيان في كييف ان "كل اطراف النزاع ابدوا لامبالاتهم حيال حياة المدنيين وتجاهلوا بطريقة صارخة واجباتهم الدولية".

من جهة اخرى، اعتبرت منظمة العفو بالاستناد الى مشاهد التقطتها الاقمار الصناعية، انه يبدو "بوضوح ان روسيا تؤجج النزاع عبر تدخلها المباشر وايضا عبر الدعم الذي تقدمه للانفصاليين في شرق اوكرانيا".

فضلا عن ذلك يبدو ان الهدنة التي اعلنت في مينسك لم تقنع الغربيين الذين اتهموا روسيا في الايام الاخيرة بنشر قوات نظامية في شرق اوكرانيا، حتى وان نفت موسكو على الدوام اي تدخل على الارض.

واعتبر بطريرك كييف للروم الارثوذكس فيلاريت ان الرئيس الروسي بوتين "تحول الى قايين جديد يهرق دماء اشقاء ويكذب على العالم" في اشارة الى قايين الذي قتل حسب التوراة شقيقه هابيل ونفى امام الرب ان يكون ارتكب جريمته.

الى ذلك وافقت دول الاتحاد الاوروبي ال28& مساء الجمعة على توقيع عقوبات جديدة على روسيا ستقر رسميا الاثنين. وتشمل هذه السلسلة من العقوبات اجراءات مشددة بشان الوصول الى اسواق رؤوس الاموال والدفاع والسلع المزدوجة الاستخدام، المدني والعسكري، والتكنولوجيا الحساسة.

وستنشر هذه العقوبات في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي ما يسمح بدخولها حيز التنفيذ على الارجح الثلاثاء بحسب مصدر دبلوماسي. الا ان روسيا حذرت السبت من انها سترد اذا فرضت عليها عقوبات اقتصادية جديدة متهمة الاتحاد الاوروبي بانه يدعم بذلك "حزب الحرب في كييف".

اما حلف شمال الاطلسي، الذي اعلن الجمعة تشكيل قوة "رد سريع" يمكن نشرها في بضعة ايام في حال نشوب ازمة وايضا عزمه على ابقاء وجوده في شرق اوروبا، فيجري حتى العاشر من ايلول/سبتمبر تمارين عسكرية في بلدان البلطيق والمانيا وبولندا، من شأنها ان تؤكد ان الحلف جاهز للدفاع عن دوله الاعضاء على ما قال الجنرال هانس لوثار دومروز وهو من كبار المسؤولين في الحلف.