بعدما نالوا شهرة واسعة عبر ظهورهم في برامج منوعة في موقع "يوتيوب" العالمي، يتواصل انتقال نجوم "اليوتيوب" في السعودية نحو القنوات التلفزيونية التي تواصل استقطاب أبرزهم، بما في ذلك التلفزيون الرسمي في المملكة.

شهدت برامج "يوتيوب" في السعودية حالة نزوح مستمرة بين نجومها ومشاهيرها باتجاه قنوات التلفزيون الخاصة والحكومية، وذلك بهدف المشاركة فيها أو التعاقد مع برامجها كممثلين أو مقدمي برامج أو للظهور في إعلاناتها التجارية، في حين ظلت قنوات "يوتيوب" الشهيرة شبه خالية من أبطالها ومقدميها إلا من برامج متقطعة تعرض دون انتظام لنجوم من الدرجة الثانية.

وغادرت أسماء لامعة المنصة الأشهر في مواقع التواصل الاجتماعي، لتبدأ هجرة عكسية إلى الإعلام التقليدي، &بعد مرور ما يقارب الأربع سنوات من نشوء ظاهرة "الإعلام الجديد"، والتي حقق نجومها وهجاً وشهرةً وملايين المشاهدات، فضلا عن كونها ظاهرة حرّكت كثيراً من المياه الراكدة، ورفعت سقف الإعلام للدًرجة التي جعلت معه ظهور برنامج بسقف منخفض، خارج المنافسة.

واستأثرت مجموعة ( أم بي سي) و ( روتانا) وقنوات (التلفزيون السعودي)، بالنصيب الأكبر من استقطاب النجوم الجدد، فيما تفاوت رهانها في تحقيق نجاح برامجي، ما بين جماهيرية النجم وما بين المضمون الذي سيقدمه، وذلك كميزة تنافسية قد تحقق جذبا للمعلنين فضلا عن استقطاب المشاهدين الشباب والذين استوطنوا "يوتيوب" حينا من الدهر، واعتبروه ملاذهم الافتراضي، بعيداً عما كانت تقدّمه الشاشة الصغيرة.

البقاء للمحتوى&

ظهور نجم "اليوتيوب" في التلفزيون حق مشروع، هكذا عبر عبد الرحمن الرامس، مؤسس إحدى شركات صناعة المحتوى في السعودية، والذي أشار إلى أن المسألة خاضعة لموقف كل نجم، فهناك من يرفض وهناك من يراها فرصة للانتشار وتحقيق المكاسب المادية.

&وأرجع الرامس الظاهرة إلى عدم إلمام البعض بفلسفة "الإعلام الجديد" لاسيما أن بعض البرامج تم استيرادها من "يوتيوب" كما هي حيث وضعت &في قالب تلفزيوني لم يتّسع لها، فكان مآلها الفشل، فيما نجحت برامج أخرى أتقن نجومها استيعاب التلفزيون كقالب وكشريحة.

وحول مستقبل الإعلام الجديد في السعودية بعد تزايد هجرة النجوم، أوضح الرامس أن اليوتيوب يبقى في النهاية مجرد منصة عرض، مثله مثل التلفزيون، وضمان نجاح أي برنامج مقصور على أن يكون ذا محتوى مميز وما يقدمه من مضمون والتي ستفضي بالنتيجة لجلب المعلن وثقته بأن هذا هو المكان الأنسب لعرض منتجه.

أضاف الرامس في حديثه لـ"ايلاف" أن الإعلام الجديد يمر حاليا بفلترة، وستختفي نسبة كبيرة من البرامج اليوتوبية بصيغتها القديمة، وسندخل مرحلة جديدة من تقديم المحتوى عالي الجودة.

نظرية المؤامرة

من جهته، قال محمد بازيد نجم برنامج "التاسعة إلا ربع" في اليوتيوب ، إن المسألة لا تعدو كونها مسألة طلب وعرض ولاسيما ان الإعلام سوق كبيرة والأسماء العاملة فيه تخضع لهذه السوق شاءت أم أبت.

وأشار بازيد الذي يعتبر أول مقدم برنامج يوتيوب يظهر في التلفزيون، بأن أغلب النجوم استقطبتهم الشاشة الصغيرة بناء على قاعدتهم الجماهيرية، وهو ما يعتبر نجاحا كبيرا لبرامج اليوتيوب التي فرضت نفسها &بقوة على التلفزيون، الذي كان الدخول إليه من أصعب المهام نظرا لمحدودية الفرص وتزايد المنافسة.

وفي ما يتعلق بالجدل حول ما عرف بنظرية "الاحتواء" على غرار نظرية "المؤامرة" أكد بازيد أن اليوتويب ونجومه والعاملين فيه اكبر من يتم احتواؤهم بسهولة، مبينا في حديثه لـ "ايلاف" أن ظاهرة الإعلام الجديد في السعودية نجحت في تأسيس قاعدة جماهيرية تصنف بأنها الأكبر على مستوى العالم العربي.

وأضاف: أنا لست من المتعصبين لإعلام جديد أو تقليدي ، ولا أطالب الآخرين بتحديد ولائهم لمنصة إعلامية دون أخرى، لكن أود أن أشير إلى أن هجرة النجوم هي نتيجة لقصر وسرعة دورة برامج اليوتويب، لكن سرعان ما سيظهر نجوم جدد كما هو الحال في التلفزيون.

تجدر الإشارة ، إلى أن الفترة الماضية شهدت &ظهور عدد كبير من نجوم "يوتيوب" في قنوات سعودية مختلفة كان من أبرزهم فراس بقنه وإبراهيم صالح و مؤيد الثقفي وعادل رضوان وهادي الشيباني وهتون قاضي &وصالح أبو عمرة &والذين ظهروا على قنوات ام بي سي، فيما استأثرت قنوات روتانا بكل من محمد بازيد وحسام الحارثي وصامر الصيخان ودريعان الدريعان وطارق الحربي وعبدالعزيز الحمدان.

أما التلفزيون السعودي فقد استقطب عددا محدودا &من بينهم &احمد فتح الدين وياسر بكر، فيما اقتصر الظهور التلفزيوني للنجوم عمر حسين وبدر صالح و ابراهيم الخيرالله ومؤيد النفيعي على الإعلانات التجارية.
&