دان المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة القتل الوحشي، الذي ارتكبه تنظيم (داعش) بدم بارد بحق الناشطة في حقوق الإنسان العراقية سميرة صالح النعيمي.


نصر المجالي: قال المفوض الأممي الأمير زيد بن رعد، في بيان صدر من المفوضية السامية في جنيف ونيويورك، إن الإعدام العلني المرعب لامرأة شجاعة استخدمت الكلمة للدفاع عن الحقوق الإنسانية للآخرين، يعرّي الإيديولوجية المفلسة لداعش الإرهابية والتابعين لها.

وأضاف أن النعيمي اقتيدت من منزلها من قبل مقاتلي داعش، وتعرّضت للتعذيب لأيام عدة، قبل أن تقتل بدم بارد من قبل فرقة من ما يسمى بالمقاتلين.

انتقاد داعش
وأشار البيان إلى أنه تم اعتقال النعيمي، وهي محامية تعمل متطوعة في الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق المرأة، في 17 سبتمبر (أيلول) لانتقادها على صفحتها على "فايسبوك" داعش، بما في ذلك القصف الهمجي وتدمير المساجد والأضرحة في الموصل، حيث أدينت من قبل ما يسمّى بالمحكمة، بالردة، وتم منع زوجها وأسرتها من إقامة جنازة لها.

كما أعرب الأمير زيد أيضًا عن إستيائه العميق إزاء الحالة التي تواجه المئات اللواتي ألقي القبض عليهن من النساء والفتيات "الأيزيديات" وبعض المجموعات العرقية والدينية الأخرى، واللواتي قالت تقارير إنه تم بيعهن كعبدات، وأجبرن على الزواج، وتعرّضن للاغتصاب المتكرر من قبل مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي منذ وصول التنظيم إلى مناطقهن في آب/أغسطس. وقال سموه إن "المأزق الرهيب الذي تتعرّض له النساء هو عار علينا جميعًا كبشر".

جريمة مثيرة للاشمئزاز
من جهته، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، الخميس، إن الإعدام العلني للمحامية المعروفة والناشطة في مجال حقوق الإنسان السيدة سميرة صالح علي النعيمي في الموصل جريمة أخرى من الجرائم المثيرة للإشمئزاز، التي لا تعد ولا تحصى، والتي ارتكبت ضد شعب العراق من قبل داعش.

وأضاف ملادينوف في بيان صدر عقب علمه بالطريقة التي يتعذر وصفها لإختطاف السيدة النعيمي من منزلها وتعذيبها وقتلها: "أقدم التعازي القلبية إلى أسرة السيدة النعيمي وإلى آلاف الضحايا الآخرين لوحشية داعش".

وتابع: "قد علمت بأن السيدة النعيمي كانت قد اخُتطفت من منزلها من قبل مجموعة داعش يوم 17 أيلول/سبتمبر 2014، إثر مشاركات لها على صفحتها في فايسبوك إنتقدت فيها تدمير الأماكن ذات الأهمية الدينية والثقافية. وقد أدينت من قبل ما يسمى بالمحكمة الشرعية، بتهمة الردة، واحتجزت لخمسة أيام أخرى، تعرّضت خلالها للتعذيب في محاولة لإجبارها على التوبة، قبل أن تُعدم علنًا".

كراهية وهمجية
وأكد ملادينوف أنه "من خلال تعذيب وإعدام محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان تدافع بشكل خاص عن الحقوق المدنية والإنسانية لزملائها المواطنين في الموصل، تواصل داعش تأكيد طبيعتها السيئة السمعة، التي تجمع بين الكراهية والعدمية والهمجية، فضلًا عن تجاهل السلوك الإنساني القويم وبنحو تام".

وأوضح "إستهدفت داعش مرارًا الضعفاء والعزل في أعمال وحشية وجبانة تفوق الوصف، وأحدثت معاناة يعجز عنها الفهم لجميع العراقيين بغضّ النظر عن الجنس أو السن أو الدين أو العقيدة أو العرق".

ودعا ملادينوف "حكومة العراق والمجتمع الدولي إلى العمل بحزم لمواجهة خطر داعش، الذي يهدد الحياة والسلام والسلامة والأمن للعراق والعراقيين، وإلى بذل كل ما في وسعهما لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم".

شخصية نسوية بارزة
وتعد النعيمي من أبرز وأهم الشخصيات النسوية الموصلية والعراقية، وعرف عنها أنها كانت تترافع في المحاكم الموصلية والعراقية دفاعًا عن المعتقلين من أبناء السنة، من دون أن تتقاضى أي أجر، كما كانت من أبرز الشخصيات المناوئة للوجود الأميركي في العراق.
&
وأشاع التنظيم مبررًا إعدامه النعيمي رميًا بالرصاص، أنها "متهمة بالردة"، فيما قام عناصره بتسليم جثتها إلى ذويها الذين منعوا من إقامة مجلس عزاء لها. كما تعتبر النعيمي من أكثر الحقوقيات دفاعًا عن المظلومين، وكانت تمتاز بعدم أخذ أتعاب المحاماة من العوائل الفقيرة، ومن كان لديهم معتقلون لدى الأميركيين قبل خروجهم من العراق في عام 2011، فضلًا عن نشاطها الإنساني ومساعدة المتعففين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

&